وفقًا لبيانات جمعها الحزب الديمقراطي الليبرالي في اسكتلندا، فإن حوالي 852 طفلًا ولدوا مدمنين منذ عام 2017 وحتى نهاية عام 2021.
وقد أظهرت المعلومات أن الأمهات اللواتي يتناولن العقاقير والأدوية المخدرة والمخدرات مثل الهيرويين والكوديين والكوكايين والماريجوانا والكحول، أثناء فترة الحمل يؤثرون على صحة أطفالهم حديثي الولادة وقد يودي بحياتهم، بحسب تقرير متلفز نشرته قناة GBNnews.
حوالي 852 طفلًا ولدوا مدمنين منذ عام 2017 وحتى نهاية عام 2021 في اسكتلندا
فالمواد التي تتناولها الأم تمر عبر الجسم ويمتصها الجنين نفسه، مما يؤدي إلى اعتماد الطفل بعد ولادته على هذه الأدوية التي امتصها إبان وجوده في رحم الأم. وهذا يعني أن الأطفال قد يعانون من أعراض الانسحاب وآثاره عند قطع الحبل السري عن الأم، مما قد يتطلب رعاية أكثر تخصصًا لأن عملية الانسحاب تحصل في الحالات الأكثر خطورة وذروة من إدمان الأم.
تعرّف هنا على المواد الخمسة الأشدّ إدمانًا على الإطلاق.
تنتج هذه الأمراض من التعرض المزمن للمخدرات من قبل الأهل ومن ثم وقفه فجأة أثناء فترة الحمل والولادة. وتشير المعلومات إلى أعراض عديدة منها إصابة الأطفال بمتلازمة الامتناع بسبب الإدمان المعروفة ب NAS والارتعاشات العصبية غير المسيطر عليها ونوبات من الصرع وبكاء شديد واضطرابات في الجهازين العصبي والهضمي وفرط النشاط الحركي والحمى والقيء وتأثيرات تطال الجلد.
ويشير مركز المعلومات للعلوم الحيوية في الولايات المتحدة الأمريكية إلى أن نسبة الإصابة بهذه الأمراض لدى الأطفال حديثي الولادة قد ارتفعت خمسة أضعاف في السنوات العشر الماضية، مما أدى إلى تزايد في نفقات المستشفيات وإرهاق القطاع الصحي بفعل رصد ميزانيات ضخمة للحد منه من قبل الحكومات في بعض الدول الغربية.
وفي هذا السياق، انتقد زعيم الحزب الليبرالي الاسكتلندي، أليكس كول هاميلتون، الحكومة الاسكتلندية التي يسيطر عليها الحزب الوطني الاسكتلندي، وذلك على خلفية خفض التمويل والميزانيات المرصودة لمجابهة إدمان المخدرات والكحول. واعتبر هاميلتون أن "أرقم الإصابات في البلاد مفجعة للغاية"، وذلك بحسب ما نشر موقع SKY News. ورأى هاميلتون أنه "من الصعب التفكير في بداية حياتية أسوأ من تلك التي يواجهها المولود الجديد"، معتبرًا أن هذه الظروف "مروعة" حيث يولد الأطفال حاملين لهذه الأعراض المرضية.
واعتبر هاميلتون أن "اسكتلندا لديها أعلى عدد على الإطلاق من الوفيات المرتبطة بالمخدرات، وقد بدأت الحكومة الاسكتلندية متأخرة في إصلاح هذا الضرر وهناك الكثير لتفعله". وشجب هاميلتون تعامل الحكومة مع الأزمة، مطالبًا باتخاذ إجراءات أكثر جذرية لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من إساءة استخدام المخدرات، وذلك من من أجل الأجيال القادمة أيضًا. ويرى هاميلتون أن على اسكتلندا التعامل مع الأزمة بكونها "قضية صحية وليست قضية عدالة جنائية" كما والاستثمار أكثر في الخدمات المحلية وذلك بعدما قامت الحكومة بتقليص الميزانية المخصصة للشراكات المتعلقة بالمخدرات والكحول بنسبة 20%.
وتجدر الإشارة إلى كون اسكتلندا تحتل المرتبة الأولى في القارة الأوروبية في الوفيات الناتجة عن إدمان المخدرات. ففي منذ عام 2021 وحتى اليوم، بلغ عدد الوفيات الناجمة عن الإدمان في اسكتلندا حوالي 2050 وفاة، مما يشير إلى تفاقم المشكلة في البلاد. وقد رصدت الحكومة الاسكتلندية مبلغ 250 مليون يورو للتعامل مع الأزمة في السنوات الخمس المقبلة.
وبمقارنة مع إنكلترا وويلز، فإن أعداد الوفيات في اسكتلندا تفوق الدول المذكورة بثلاث مرات ونصف في عام 2019 فقط. وتشير الأرقام إلى أن نسبة وفيات الرجال أكثر من نسبة وفيات النساء بمعدل 2.7 مرة. فيما معدل الوفيات في المناطق المحرومة أكثر بمعدل 18 مرة منها في المناطق الأقل حرمانًا أو المناطق ذات المداخيل المرتفعة. ومعدل أعمار الوفيات يتراوح بين 35 عامًا و 54 عامًا.
وعلقت رئيسة الوزراء، نيكولا ستيرغون، على المسألة بالقول "الأمر غير مقبول، فكل روح مفقودة تمثل مأساة"، وأضافت "أفكاري اليوم مع عائلات من فقدوا أولادهم وأحبابهم، وأنا أعتذر عن الخسارات التي التي تكبدتموها"، وتابعت بالقول "النتائج تعكس إلى أننا بحاجة للقيام بالمزيد من الجهود ومواجهة التحديات التي تفرضها هذه الأزمة"، بحسب ما نقل موقع سوبر ستايشن.
إيليان ستيورات، والدة فقدت ابنها عام 2019، والبالغ من العمر 26 سنة نتيجة إدمانه على المخدرات، عبرت عن وجعها في مقابلة متلفزة مع قناة ITV News وقالت "كل يوم أتي إلى قبره لأقول لأتمنى له ليلة هانئة"، وتضيف بأسى "لن يعود أبدًا، ليس هناك جدوى، ولا يمكن للكلمات أن تعبر عن حبي له". وأما شيريل، امرأة تبلغ من العمر 43 سنة، وبدأت بتعاطي الحبوب المخدرة منذ كان عمرها 10 سنوات. تشارك شيريل تجربتها بالقول "أحيانًا أتمنى لو أنني لا أستيقظ وأبقى ميتة في فراشي". يشير التقرير المتلفز إلى سهولة الحصول على الحبوب المخدرة في اسكتلندا، وإلى عدم تلقي المساعدة من قبل الحكومة وانخفاض الخدمات المقدمة للمدمنين.
الباحث في مجال الصحة العامة في جامعة غلاسكو كالدونيان، الدكتور أندرو مكولي، فأشار إلى أنه "لا يوجد تفسير واحد للأسباب الكامنة وراء ارتفاع معدل الوفيات في اسكتلندا بسبب إساءة استخدام المخدرات"، مضيفًا "لدينا الكثير من مدمني المخدرات في البلاد والذين يعانون من مشاكل صحية تعرضهم لخطر الوفاة المرتبطة بالمخدرات أكثر من أي دولة أخرى في أوروبا"، بحسب ما نقل موقع msn news.
تحتل اسكتلندا المرتبة الأولى في القارة الأوروبية في الوفيات الناتجة عن إدمان المخدرات
ويتابع مكولي شرحه بالقول "تختلف الطريقة التي نستهلك بها الأدوية في اسكتلندا عن الطريقة التي تستهلك بها البلدان الأخرى الأدوية، فنحن نميل إلى استهلاك الكثير من الأدوية في وقت واحد، وهو ما يسمى استخدام العقاقير المتعددة وخصوصًا العقاقير التي تتضمن المواد الأفيونية والكحول والبينزوديازيبين".
اقرأ/ي أيضًا:
أطفال المكسيك في حرب المخدرات.. جنود وضحايا
حسب رأي الخبراء.. تعرّف على أشدّ 5 مواد إدمانًا على وجه الأرض