30-يونيو-2024
الحرب في السودان

(AFP) الحرب في السودان

تصاعدت وتيرة وحدة الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وطال القصف المتبادل مواقع في شرق المدينة وجنوبها، في وقت تضاربت الأنباء حول ما إذا كانت قوات الدعم السريع قد سيطرت على مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار.

 وعلى الصعيد الإنساني، تكثّفت حركة النزوح في مناطق الاشتباكات، كما سجّلت انتهاكات ضد مدنيين اتُّهمت قوات الدعم السريع بارتكابها  في مدينة سنجة.

وفي تفاصيل التطورات الميدانية للحرب المستمرة منذ عام وشهرين، قال مصدر رفيع في الجيش السوداني إن قوات الجيش "ما تزال موجودة بمدينة سِنْجة، وتقاتل بضراوة لطرد مليشيا الدعم السريع التي تسللت إلى بعض أجزاء المدينة" حسب قوله.

نزح آلاف المواطنين جنوبًا وجنوب غرب ولاية شمال دارفور بعد حالة من الهلع والتوتر والخوف أصاب مدينة سنجة، مع إفادات تؤكد تعرض قوات الدعم السريع للفارين بإنزال بعض الأسر من المركبات ونهبها، ونهب الهواتف الجوالة والأموال

من جانبها قالت قوات الدعم السريع على لسان المتحدث باسمها الفاتح قرشي "إن قوات الدعم بسطت سيطرتها التامة على مدينة سنجة وعلى رئاسة الفرقة 17 التابعة للجيش السوداني".

وذكر المتحدث باسم الدعم السريع في بيانه أن قواتهم "استولت أيضًا على 112 مركبة بكامل عتادها، وعلى 6 دبابات" تابعة للجيش السوداني في مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار.

هذه السيطرة تضع مدينة سنار على مرمى النيران من مدينة سنجة، ومن منطقة جبل موية في شكل "حدوة الحصان" وفق ما يقول مراقبون عسكريون، فيما يقع نهر النيل الأزرق شمال سنار.

وجاء هجوم الدعم السريع على مدينة سنجة بعد أقل من أسبوع من سيطرتها على منطقة جبل موية غرب سنار، وتحركت هذه القوات بطرق تتوغل عبر القرى إلى سنجة لتجنب الجيش في "محور سنار".

يشار إلى أنّ غرفة الطوارئ بمخيم أبو شوك لنازحي دارفور أفادت بمقتل 3 نازحين، وإصابة 18، في قصف مدفعي شنته قوات الدعم السريع على المخيم الواقع شمالي مدينة الفاشر. كما أكدت غرفة الطوارئ في المخيم أن عددا من المنازل دمرت بسبب القصف.

استخدام المدنيين كدروع بشرية

أصدر المرصد السناري لحقوق الإنسان تقريرًا قال فيه إن قوات الدعم السريع "تحتجز عشرات المدنيين من المرضى والكوادر الطبية كدروع بشرية داخل مستشفى سنجة التعليمي وتمنعهم من الخروج".

وأضاف تقرير المرصد أن قوات الدعم السريع "تستخدم المستشفى مركزًا عسكريا لها، في انتهاك واضح للقانون الدولي الإنساني وجريمة حرب كاملة الأركان"، وفق تقرير المرصد.

وحمّل المرصد السناري لحقوق الإنسان قوات الدعم السريع "مسؤولية وسلامة كل المدنيين المحتجزين داخل مستشفى مدينة سنجة".

كما نوّه تقرير المرصد إلى "نزوح الآلاف من المواطنين جنوبًا وجنوب غرب الولاية، بعد حالة من الهلع والتوتر والخوف أصاب مدينة سنجة، مع إفادات تؤكد تعرض قوات الدعم السريع للفارين بإنزال بعض الأسر من المركبات ونهبها، ونهب الهواتف الجوالة والأموال".

ونقل الترا سودان عن شهود عيان قولهم  إن عشرات الآلاف من المواطنين في سنجة غادروا المنازل سيرًا على الأقدام، البعض تمكن من الحصول على سيارات قبل وصول قوات الدعم السريع إلى الأحياء، فيما نهبت السيارات في الفترة المسائية واضطر الآلاف للسير على الأقدام إلى القرى المجاورة.

وما تزال موجة النزوح مستمرة، صباح الأحد، من سنجة إلى القرى والبلدات وصوب ولاية النيل الأزرق الواقعة على الحدود مع إثيوبيا.

جولة البرهان

ويُجري رئيس مجلس السيادة الانتقالي، في الأثناء، جولةً تفقدية في الخطوط الأمامية للجيش في مواقع القتال المواجهة لقوات الدعم السريع بمنطقة الفاو بولاية القضارف.

حيث تلقى البرهان حسب قيادة الجيش بيانًا مفصلا بشأن العمليات العسكرية، واستعداد الجيش لصد أي هجوم من قوات الدعم السريع على مدينة سنار عاصمة الولاية.

هذا ويشهد السودان منذ 15 نيسان/إبريل من العام الماضي حربًا دامية بين القوات المسلحة النظامية بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو الملقب (حميدتي)، وتسببت الحرب في أوضاع إنسانية مأساوية. حيث نزح أكثر من 9 ملايين، ويواجه قرابة 26 مليون شخص في السودان، حسب الأمم المتحدة، مستويات عالية من "انعدام الأمن الغذائي الحاد".