يشكّل اللعب في المونديال حلماً لكل لاعبي كرة القدم حول العالم، ويبذل اللاعبون جهوداً كبيرة لتحقيق هذا الحلم، وغالباً ما يكون الفوز بالكأس الذهبية، تتويجاً لسنوات مضنية من العمل الدؤوب والجد والتعب والتخطيط.
ومع ذلك، فقد يشكّل كأس العالم نقطة انطلاق لبعض النجوم نحو العالمية، فيعطيهم الفرصة لينطلقوا بمسيرتهم، ولعل أبرز مثال في هذا المجال هو الأسطورة البرازيلية، والجوهرة السمراء بيليه، الذي لم يكن معروفاً قبل مونديال 1958 في السويد، والذي تحوّل بعد المباراة النهائية التي قاد فيها بلاده إلى لقبها الأول، إلى أيقونة كروية بكل ما للكلمة من معنى.
قد يُشكل كأس العالم نقطة انطلاقة لبعض لاعبي الكرة إلى العالمية، ويعطيهم فرصة للنجومية، ولعل أبرز مثال على ذلك الأيقونة البرازيلية بيليه
بدأ الكثير من النجوم طريقهم نحو المجد ابتداءً من كأس العالم، ولم يكونوا قبله يتمتعون بالشهرة الواسعة، وغير معروفين إلا لعدد قليل من المتابعين والمحللين، نذكر في هذا المجال مسعود أوزيل مع ألمانيا مونديال 2010، والحارس كيلور نافاس مع كوستاريكا وخاميس رودريغيز مع كولومبيا في مونديال 2014، وياياه توريه مع ساحل العاج في مونديال 2006.
اقرأ/ي أيضًا: أعلى 10 رياضيين أجرًا في سنة 2017
وفي بطولة كأس العالم بروسيا 2018، المنتهية قبل فترة وجيزة، ظهر عدد لا بأس به من المواهب الشابة، التي أبهرت المتابعين، وشدت أنظار كشافي الفرق الكبرى، الذين دخلوا في سباق محموم للظفر بخدماتهم. نستعرض في ما يلي أبرز هذه الأسماء:
1. بنيامين بافارد (22 سنة) مع منتخب فرنسا
كانت أجواء متابعي الكرة الفرنسية تشير إلى أن الظهير دجبريل سيديبي، بطل الدوري الفرنسي في الموسم الماضي مع موناكو، والمتأهل إلى نصف نهائي دوري الأبطال في السنة نفسها، سيكون أساسياً في تشكيلة ديديه ديشان.
إلا أن قائد منتخب فرنسا في 1998، فاجأ الجميع، وأشرك مدافع شتوتغارت اليافع بنيامين بافارد مكانه. لم يخيّب اللاعب ظن مدربه، وقدم مستويات مذهلة طوال المونديال، بل وسجل هدفاّ رائعاً ضد الأرجنتين في دور الثمانية أعاد من خلاله فريقه إلى المباراة.
إدارة بايرن ميونيخ المعجبة باللاعب منذ فترة، دخلت على الخط الساخن للظفر بتوقيعه، بينما أعلن توتنهام الإنجليزي قبل أيام، اهتمامه باللاعب ليكون ضمن تشكيلة الأرجنتيني بوتشيتينيو. ومن المتوقع أن سعر بافارد لن يقل عن 40 مليون يورو.
2. أنتي ريبيتش (23 سنة) مع منتخب كرواتيا
رغم وصوله إلى الأشواط الإضافية في ثلاث مباريات متتالية، وبالتالي نيل التعب والإجهاد من اللاعبين، ورغم وجود لاعبين من الطراز الرفيع في مقاعد احتياط المنتخب الكرواتي، ككوفازيتش وكراماريتش وبياكا، إلا أن المدرب زلاتكو داليتش، أصر على إشراك لاعب وسط وجناح نادي فرانكفورت أنتي ريبيتش، في كل المباريات بشكل أساسي، باستثناء مباراة آيسلندا، التي أراح خلالها معظم نجومه.
وقدم اللاعب مستوى ثابت في كل المباريات، وسجل هدفاً جميلاً ضد الأرجنتين، كما أنه أظهر قتالية عالية في وسط الملعب، وبراعة تكتيكية حيث كان يتنّقل بين أكثر من مركز، خلال المباراة الواحدة.
واليوم، أنتي ريبيتش موضوع على رادار خوسيه مورينيو مدرب مانشستر يونايتد، والحديث في الصحافة الإنجليزية يزداد حول احتمالية أن يكون النجم الكرواتي ضمن تشكيلة الشياطين الحمر للموسم القادم.
3. ألكسندر غولوفين (22 سنة) مع منتخب روسيا
لا يمتلك المنتخب الروسي عدداً كبيراً من اللاعبين المحترفين في الدوريات الخمس الكبرى، ولا يعرف جمهور كرة القدم الكثير عن لاعبي المنتخب الروسي. ويعوّل الروس بشكل كبير في السنوات الأخيرة على نجمهم المخضرم آلان دزاكاييف.
لكن في مباراة الافتتاح ضد السعودية، تعرض دزاغييف لإصابة قوية، فخرج من المباراة، وحل مكانه لاعب ريال مدريد السابق تشيرشيف، فكانت تلك هي الضرة النافعة، حيث قدم تشيرشيف بطولة كبيرة وسجل أربعة أهداف خلالها.
إلا أن لاعب وسط سيسكا موسكو الشاب ألكسندر غولوفين، استطاع أن يخطف الأضواء من الجميع، ويقدم مستويات مدهشة في كل المباريات التي شارك بها. وإذا كان المنتخب الروسي يتميز باللياقة البدنية والقوة الجسمانية واللعب التكتيكي المنضبط، فإن غولوفين أضاف إلى المنتخب المضيف اللمسة الفنية والجمالية المفقودة، فبرع في قيادة الهجمات وصتاعة اللعب والتحكم بنسق المباريات.
مدرب تشيلسي الجديد، الإيطالي ماوريزيو ساري، والمعروف عنه اعتماده الكرة الهجومية، يضع اليوم غولوفين على رأس لائحة اهتماماته، والحديث اليوم يزداد عن اقتراب انضمامه إلى العملاق اللندني، لمساعدتهم على العودة إلى المنافسة مجدداً.
4. رودريغو لوزانو (22 سنة) مع منتخب المكسيك
قدمت المكسيك مباراة العمر ضد ألمانيا في أولى مواجهاتها المونديالية، وفازت بهدف نظيف، ثم هزمت كوريا الجنوبية في المباراة الثانية، قبل أن يتراخى لاعبوها ضد السويد ويخسروا المباراة الثالثة، ويفقدوا بالتالي صدارة المجموعة.
احتلالهم للمركز الثاني، وضعهم في مواجهة البرازيل في الدور الثاني، وهي المباراة التي خسروها بهدفين نظيفين في شباكهم، لتخرج المكسيك كعاداتها من دور الـ16. ومع ذلك فقد قدم المكسيكيون كرة قدمة جميلة، وتميزوا خاصةً بهجماتهم المرتدة المنظمة، والتي أضعفوا من خلالها الدفاع الألماني تمامًا.
تميز عدد من اللاعبين الشباب في مونديال 2018، حتى باتو موضع اهتمام كشافي فرق الدوريات الخمس الكبرى
وتميّز عدد كبير من لاعبي المدرب خوان كارلوس أوزوريو في البطولة، ككارلوس فيلا وميغيل ليون وغالاردو، إلا المفاجأة السارة أتت من الجناح السريع والمهاري، رودريغو لوزانو، الذي قدم مباريات كبيرة، وأدهش الجميع بقدرته على مراوغات المدافعين، وسرعة نقلة الهجمة، وقدرته على اتخاذ القرارات الصحيحة تحت الضغط.
يراقب كشافة الفرق الكبرى بدقة اليوم لاعب أيندهوفن، والذي كان قد صرح بأنه سيتأنى كثيراً قبل اتخاذ أي قرار. وقد يكون توتنهام هوتسبيرز هو وجهته المقبلة بحسب تقارير صحفية.
اقرأ/ي أيضًا:
5 لاعبين يحققون مبيعات قياسية في "بزنس القمصان"
لاعبون دخلوا التاريخ دون علمهم.. قائمة كاملة بالأهداف المئوية في كأس العالم