ليس غريبًا أن تتصدر أخبار فيروس كورونا الصحف والمواقع الإلكترونية العالمية، خصوصًا إذا كان الخبر يتعلق بمتحور جديد "مقلق"، لم تتم الإجابة على أسئلة مهمة حوله بعد.
ليس غريبًا أن تتصدر أخبار فيروس كورونا الصحف والمواقع الإلكترونية العالمية، خصوصًا إذا كان الخبر يتعلق بمتحور جديد "مقلق"
علماء صحة في جنوب أفريقيا أعلنوا الخميس ظهور نوع جديد من فيروس كورونا تحت مسمى "B.1.1.529" مع طفرات قالوا إنها تمثل "قفزة كبيرة في التطور"، دون تحديد مدى خطورة هذا النوع الجديد مقارنة بباقي المتحورات، وقدرته على الانتشار أو تحطيم القدرة المناعية للأجسام البشرية وحجم مقاومته للقاحات. لاحقًا، أعلنت منظمة الصحة العالمية بعد يوم طويل من المباحثات أن النتائج الأولية تشير إلى أن الطفرة الجديدة هي الأشد عدوى حتى الآن.
اقرأ/ي أيضًا: مولنوبيرافير.. كل ما تريد معرفته عن أول دواء فعّال مضاد لكوفيد-19
تقييد عاجل
مع المعلومات الوافدة من القارة الأفريقية، فرضت دول عدة قيود عاجلة على الرحلات الجوية مع دولة جنوب أفريقيا كخطوة فورية ومباشرة يمكن أن تحد من انتشار الفيروس، خصوصًا بعد تأكيد 77 حالة إصابة فيه بمقاطعة غوتنغ في البلاد، وأربع حالات ببوتسوانا وحالة واحدة في هونغ كونغ كانت مرتبطة مباشرة بالسفر من جنوب أفريقيا، وفقًا لـ BBC.
وعلى إثر ذلك، حظرت سنغافورة واليابان الرحلات الجوية القادمة من جنوب أفريقيا، فيما ذكرت صحيفة نيويوك تايمز أن بريطانيا علقت رحلاتها من جنوب أفريقيا وبوتسوانا وإيسواتيني وليسوتو وناميبيا وزيمبابوي، بدءًا من ظهر الجمعة بالتوقيت المحلي، وإضافة الدول الست إلى القائمة الحمراء للبلاد، والتي تتطلب من المسافرين البريطانيين القادمين من تلك الدول الحجر الصحي عند الوصول.
بدوره، غرّد وزير الصحة البريطاني ساجد جاويد عبر تويتر الخميس قائلًا "إن وكالة الأمن الغذائي في المملكة المتحدة تبحث في المتغير الجديد، وهناك حاجة إلى مزيد من البيانات ولكننا نتخذ الاحتياطات الآن"، معلنًا حظر السفر من وإلى الدول الست بشكل مؤقت.
حكومة جنوب إفريقيا علقت في بيان صدر الجمعة، على إعلان المملكة المتحدة قائمتها الحمراء للرحل الجوية، بالتأكيد على احترام جنوب أفريقيا حق جميع البلدان في اتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة لحماية مواطنيها، لكنها استدركت أنه "قد تم استعجال القرار، حيث إن منظمة الصحة العالمية لم تقدم المشورة بعد بشأن ذلك". وحذرت وزارة العلاقات والتعاون الدولي في الحكومة، من الضرر الذي سيلحقه هذا القرار بصناعات السياحة والشركات في كلا البلدين، منوهة إلى محاولة إقناع المملكة المتحدة بإعادة النظر في هذا الخصوص.
وعلى نهج بريطانيا، أعلن وزير الصحة الألماني، ينس شبان، أن بلاده قررت تصنيف دولة جنوب أفريقيا كمنطقة متحور كورونا اعتبارًا من الليلة، وعليه فإنه لن يُسمح لشركات الطيران سوى بإعادة المواطنين الألمان من هناك إلى بلادهم، لافتًا إلى أن هذا سينطبق أيضًا على دول مجاورة لجنوب أفريقيا إذا اقتضى الأمر.
وبحسب ما نقلت وسائل إعلام ألمانية، وضّح شبان "نحن قلقون بشأن هذا المتغير المكتشف حديثًا، لذلك نتصرف بشكل استباقي وعلى نحو مبكر. آخر ما ينقصنا الآن هو تسلل متغير جديد يسبب المزيد من المشكلات".
من جهتها، نشرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين تغريدة على تويتر الجمعة قالت فيها "إن المفوضية ستقترح أيضًا بالتنسيق الوثيق مع الدول الأعضاء، تفعيل مكابح الطوارئ لوقف السفر الجوي من منطقة الجنوب الأفريقي، بسبب متغير B.1.1.529 مثار القلق".
الأشد عدوى
عقدت منظمة الصحة العالمية الجمعة اجتماعًا طارئًا طويلًا لدراسة مدى خطورة المتحور الجديد المكتشف، ومعرفة ما إذا كان يجب التعامل مع السلالة الجديدة باعتبارها مبعث قلق أم لا. وصنفت المنظمة السلالة الجديدة كسلالة "مثيرة للقلق"، وأطلقت عليها الحرف اللاتيني "أوميكرون".
وحسب موقع هيئة بي بي سي البريطانية، فإن المنظة قد أعلنت أن النتائج الأولية تظهر أن السلالة الجديدة من فيروس كورونا "هي الأشد عدوى بين كل متحورات الفيروس التي ظهرت حتى الآن".
سلالات سابقة
"مثيرة للقلق" وأخرى "مثيرة للانتباه" هكذا تصنف منظمة الصحة العالمية سلالات فيروس كورونا المتحورة المكتشفة خلال العامين الماضيين.
أربع متحورات مختلفة وهي "ألفا" التي تم العثور عليها لأول مرة في بريطانيا، و"بيتا" بجنوب إفريقيا، و"غاما" في البرازيل و"دلتا" لدى الهند، قد صنفتها الصحة العالمية كمثيرة للقلق، نظرًا لأنها تشكل خطرًا متزايدًا على الصحة العامة، حيث من الممكن أن تجعل الفيروس سريع الانتشار، أو أن يصبح أشد مرضًا، أو تمكّنه من مقاومة اللقاحات بنسبة أكبر. بينما ضمّت قائمة المثيرة للانتباه، متحورات كـ "زيتا" و"إيتا" و"كابا" و"ميو" وغيرها.
ومع كل عودة للحديث عن سلالة جديدة مثيرة للمخاوف، تجدد منظمة الصحة العالمية من إرشاداتها للحد من انتشار فيروس كورونا، كالالتزام بارتداء الكمامة، والتباعد الاجتماعي، واستخدام المعقمات بشكل مستمر، إلا أن للفيروس وكما يبدو نهجًا متجددًا للمقاومة.