05-أكتوبر-2024
الأطفال في لبنان ضحايا الهجمات الإسرائيلية العشوائية (رويترز)

الأطفال في لبنان ضحايا الهجمات الإسرائيلية العشوائية (رويترز)

مع اشتداد وتيرة العدوان الإسرائيلي الشامل على لبنان، يعيش الأطفال ظروفًا صعبة ومأساوية، تفاقمت مع موجة النزوح الكبير، فقد قدرت المنظمات الإنسانية عدد الأطفال النازحين من بلدات وقرى جنوب وشرق لبنان بحوالي 400 ألف طفل، لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل كان الأطفال ضحايا للهجمات الصاروخية الإسرائيلية العشوائية.

فقد كشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف"، أن التقارير المتوفرة لديها تفيد بأن أكثر من 690 طفلًا في لبنان أصيبوا في الأسابيع الأخيرة. وطالبت بحمايتهم ودعمهم على الصعد كافة في ظل تدهور الأوضاع الأمنية في البلاد.

جاء ذلك، في بيان صحفي نشرته المنظمة الأممية، أمس الجمعة، تطرقت فيه إلى الظروف الإنسانية الصعبة التي يشهدها لبنان، وأطلقت مناشدة عاجلة إلى المجتمع الدولي من أجل "حشد دعم إنساني وضمان بقاء طرقات الإمداد إلى لبنان مفتوحة، الأمر الذي من شأنه السماح بتسليم المساعدات المنقذة للحياة بسرعة وأمان للأطفال المحتاجين".

كشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، أن التقارير المتوفرة لديها تفيد بأن أكثر من 690 طفلًا في لبنان أصيبوا في الأسابيع الأخيرة

ودعت "يونيسيف" إلى وقف عاجل لإطلاق النار، وحثت "كل الأطراف على حماية الأطفال في لبنان، وكذلك حماية البنية التحتية المدنية، وضمان قدرة الجهات الإنسانية على الوصول بأمان إلى المحتاجين، وفقًا لالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي".

ولفتت المنظمة الأممية، إلى أنه منذ 20 أب/أغسطس الماضي، ارتفع عدد الأطفال المصابين بصورة كبيرة، ليصل إجمالي عدد الأطفال الجرحى خلال عام، حتى الثاني من تشرين الأول/أكتوبر الجاري، إلى 890 جريحًا، وفق الأرقام التي قدمتها وزارة الصحة اللبنانية.

وكشفت "يونيسف "، أن ما لا يقل عن 127 طفلًا استشهدوا خلال عام، مبينةً أن أكثر من 100 حالة سجلت في الأيام الـ11 الماضية وحدها، وفقًا لوزارة الصحة العامة اللبنانية.  

وقالت المديرة الإقليمية لـ"يونيسف"، أديل خُضر، إن "هذا النزاع الكارثي يفرض ضريبة هائلة على الأطفال. ويخبرنا الأطباء أنهم يعالجون أطفالًا أصيبوا بنزيف وكدمات وكسور، ويعانون جسديًا ونفسيًا"، وأضافت، أن "كثيرين منهم يعانون من القلق والذكريات والكوابيس المتعلقة بالانفجارات"، مشددة على ضرورة أن "لا يتعرض أي طفل لمثل هذه المواقف المروعة".

وتشمل الإصابات المسجلة بين الأطفال في لبنان، جراء العدوان الإسرائيلي، الارتجاج الدماغي وإصابات الدماغ الناجمة عن تأثير الانفجارات وجروح الشظايا وإصابات الأطراف، بالإضافة إلى أن فقدان السمع الناجم عن الانفجارات أصبح أمرًا شائعًا، وشدّدت خُضر، على أن "الأطفال ليسوا مجرد أرقام. هؤلاء أطفال أبرياء، لديهم أحلام ومستقبل مثل أي شخص آخر".

يذكر، أن "اليونيسيف"، تحدثت عن أن أكثر من 300 ألف طفل في لبنان تعرضوا لصدمات نفسية وعصبية جراء مشاهد القصف الإسرائيلي، والقتل الذي حاصرهم خلال الفترة الماضية، فضلًا عن نزوح الآلاف منهم مع عائلاتهم جراء التصعيد الإسرائيلي، كما حرم العدوان الحالي ملايين الأطفال من استكمال العام الدراسي، بسبب توقف المدارس حتى إشعار أخر.

وحذرت المنظمة الأممية من أن "التصعيد الخطير للصراع في لبنان قد أدى إلى تدهور في وضع الأطفال واحتياجاتهم فاقت سرعته قدرة الوكالات الإنسانية على الاستجابة الفورية"، مشيرة إلى أنهم الآن "يعيشون في كابوس، ويتصارعون مع الخوف والقلق والدمار والموت، وما ينتج عن ذلك من صدمات نفسية قد ترافقهم مدى الحياة".