28-سبتمبر-2024
يشعر الأطفال بالخطر في كل مكان جراء الغارات الإسرائيلية (وكالة الأناضول)

يشعر الأطفال بالخطر في كل مكان جراء الغارات الإسرائيلية (وكالة الأناضول)

تسبب العدوان الإسرائيلي الشامل على لبنان بنزوح حوالي نصف مليون شخص من بلدات وقرى جنوب وشرق لبنان، من بينهم عشرات الآلاف من الأطفال، الذين بانت على الكثير منهم علامات الضيق، في ظل أوضاع إنسانية صعبة نتيجة النزوح المرهق، والتجمع في أماكن الإيواء، التي جزء كبير منها تنعدم فيه المقومات الضرورية للحياة.

وكشفت منظمة "أنقذوا الأطفال" الدولية، التي تتخذ من بريطانيا مركزًا لها، أن نحو 140 ألف طفل في جنوب لبنان نزحوا قسرًا خلال أربعة أيام بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية، وأضافت المنظمة، في بيان نشرته في حسابها على منصة "إكس"، أن "القصف الإسرائيلي تسبب بتشرد أكثر من 400 ألف شخص منذ الإثنين الماضي".

وأشارت المنظمة إلى أن علامات الضيق الشديد ظهرت على كثير من الأطفال الذي وصلوا إلى الملاجئ، ولفتت إلى أن عدد النازحين قسرًا من منازلهم في لبنان قد ارتفع خلال نحو عام إلى 500 ألف نازح، بينهم نحو 175 ألف طفل، وتوقعت أن الرقم سيرتفع مجددًا في الأيام القادمة.

نحو 140 ألف طفل في جنوب لبنان نزحوا قسرًا خلال أربعة أيام بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية

وحذرت المنظمة من أن "أطفال لبنان معرضون لمزيد من الخطر مع تصاعد الصراع في الجنوب"، وأشارت إلى أن التصعيد الإقليمي يهدد حياة أكثر من 345 ألف طفل بالقرب من الحدود اللبنانية، مع سعي العائلات للنزوح من أجل ضمان سلامة أطفالهم.

وقالت مديرة فرع المنظمة في لبنان، جينيفر مورهيد، إن "الأطفال يخبروننا بشعورهم بالخطر في كل مكان، ولا يمكنهم أبدًا أن يكونوا آمنين"، وأضافت: "في الأيام الأخيرة انقلبت حياة العديد من الأطفال رأسًا على عقب، مع قصف الأحياء المكتظة بالسكان. والآن يصعب عليهم التعامل مع هذه الأزمة المتصاعدة".

وتابعت "أسوأ كوابيسنا أصبحت حقيقة. الأطفال في لبنان عاشوا تحت وطأة القلق المتزايد منذ اندلاع الحرب في تشرين الثاني/أكتوبر الماضي. كلما سمعوا صوت إغلاق باب أو سقوط شيء، يخافون ويظنون أنه انفجار جديد. يشعرون أن الخطر يحيط بهم من كل جانب، ولا يستطيع الأطفال الشعور بالأمان أبدًا". 

وأشارت مورهيد إلى الأوضاع الصعبة في الجنوب، وتضرر الطرق بسبب الضربات الجوية الإسرائيلية، في حين أن عددًا من أفراد عائلات العاملين مع المنظمة والجمعيات الشريكة محاصرون في الجنوب.

كما تطرقت مديرة فرع المنظمة في لبنان، إلى تأثير إغلاق المدارس، حيث سيؤثر ذلك على نحو 1.5 مليون طفل، في وقت فتحت العديد من المدارس بالمدن الكبرى والقرى كملاجئ مؤقتة للنازحين، ولفتت مورهيد، إلى أن العديد من الذين ينزحون اليوم هم أصلًا من المستضعفين، بما في ذلك النساء والأطفال الذين يعيشون في ظروف نزوح منذ أشهر.

وحثت مديرة فرع المنظمة في لبنان، "جميع الأطراف على احترام القانون الإنساني الدولي". ودعتهم إلى "حماية المدنيين والتركيز على الجهود الدبلوماسية لتحقيق الأمن في والسلام الدائم في المنطقة".

ووصفت مورهيد، التصعيد الحالي بأنه "كبير ومرعب"، وختمت بيانها بالتحذير من أن "أي تصعيد إضافي في الأعمال العدائية سيعني خسائر جديدة في الأرواح البشرية. وكما هو الحال دائمًا، سيتحمل الأطفال العبء الأكبر من هذا الصراع".