أعلن نادي أولمبيك مارسيليا الفرنسي مساء الأربعاء تعاقده رسمياً مع الإيطالي جينارو غاتوزو لتولي منصب المدرب، خلفاً للإسباني مارسيلينيو الذي أقيل الأسبوع الماضي.
جينارو غاتوزو هو الاسم الذي لطالما ارتبط بنادي الميلان وعرفه الجميع من خلاله، حيث لعب في صفوفه 13 عاماً امتدت من عام 1999 إلى 2013. ولد غاتوزو في مدينة كوريليانو بمقاطعة كوزنسا عام 1978، إذ بدأ مسيرته الاحترافية كلاعب في نادي بيروجيا عام 1994، وفي صيف 1997 انتقل إلى نادي رينجرز الاسكتلندي، حيث نال إعجاب الجمهور والجهاز الإداري بروحه القتالية العالية، واندفاعه المتوازن نحو الكرة، حيث كان يشغل مركز خط الوسط المدافع.
في عام 1998 جلس غاتوزو على مقاعد البدلاء بعد تولي الهولندي ديك أدفوكات تدريب الرينجرز، ففضل المحارب الإيطالي العودة إلى بلده، ليوقع عقداً مع ساليرنتانا بصفقة بلغت ( 3 مليون جنيه أسترليني)، لعب جينارو 25 مباراة بقميص ساليرنتانا، ثم انتقل إلى نادي إيه سي ميلان عام 1999 بصفقة بلغت 8 مليون جنيه أسترليني.
تاريخ ذهبي لغاتوزو رفقة الميلان
عندما وصل غاتوزو إلى الميلان وجد مدرباً محنكاً يعرف ما يريد، كارلو أنشيلوتي هو السبب المباشر لتألق جينارو، حيث أعطى للاعب مركزاً وحيداً باللعب بخط الوسط المدافع، وقدم له التوجيهات بكيفية الحركة والدفاع، ليتم غاتوزو مهامه بشكل كبير وليرتفع أداؤه مباراة تلو الأخرى، إلى أن أصبح قميص الميلان بالنسبة له كراية الجندي في المعركة، يجب الدفاع عنها حتى الموت.
لم يكن لدى غاتوزو تلك المهارات الفردية التي يمتلكها الكثير من لاعبي كرة القدم، بل حتى ليس لديه القدرة على مداعبة الكرة، لكنه كان يملك روحاً قتالية جعلت منه أيقونة دفاعية يحلم بامتلاكها أي مدرب. جلُّ ألقاب غاتوزو تحققت بقميص الروسونييري، فخلال ثلاثة عشر عاماً قضاها في قلعة السان سيرو، فاز جينارو بلقب الدوري مرتين وكأس إيطاليا مرة واحدة، وحقق كأس السوبر الإيطالي مرتين، كذلك كأس السوبر الأوروبي، ورفع ذات الأذنين مرتين 2002/2003 و 2006/2007، إضافة لكأس العالم للأندية عام 2007 تلك البطولة التي أنهت سطوة أندية أمريكا الجنوبية وتحديداً البرازيلية عليها.
مسيرة غاتوزو التدريبية
بداية المشوار التدريبي لجينارو كانت في نادي سيون السويسري الذي أنهى فيه مسيرته كلاعب، حيث لعب في صفوفه موسم 2012/2013 ثم تولى تدريب الفريق في فبراير 2013، لكنه أقيل سريعاً في مايو من العام ذاته، بسبب سوء النتائج فحقق الفريق ثلاثة انتصارات فقط من 12 مباراة.
من سويسرا إلى إيطاليا إذ حطت طائرة غاتوزو في صقلية، عندما أصبح مدرباً لباليرمو صيف 2013، لكنه واجه نفس مصيره مع النادي السويسري، فأقيل من منصبه قبل أقل من 100 يوم من توليه المنصب، بسبب سوء النتائج أيضاً.
تسلم غاتوزو قيادة دفة نادي اوفي كريت اليوناني في ديسمبر/كانون الأول 2014 ، لكنه فشل فشلاً ذريعاً خلال 17 مباراة فاز ب5 منها فقط، وأقيل بعد 182 يوم فقط. الفترة الأطول للإيطالي في عالم التدريب كانت مع نادي بيزا الذي يقبع في الدرجة الثالثة، أصبح غاتوزو مدرباً لهم في أغسطس/آب 2015، وتمكن من الصعود معهم للدرجة الثانية، قبل بداية الموسم الجديد قرر الإيطالي الرحيل بعد خلافات مع إدارة النادي، لكنه عاد لمنصبه بعد فترة وجيزة لم تكن كالفترة الأولى، فهزم الفريق 16 مرة وتعادل 21 مرة خلال 43 مواجهة.
في ال2017 عاد غاتوزو لفريقه الميلان، وتحديداً مدرباً للبريمافيرا ميلان، وسرعان ما وجد نفسه مدرباً للفريق الأول خلفاً لمونتيلا المقال، غاتوزو قاد الروسونييري خلال 18 شهراً وحقق أكبر عدد من النقاط منذ موسم 2012/2013، حيث جمع الفريق 63 نقطة لكنه قدم استقالته بسبب فشله في التأهل لدوري الأبطال باحتلاله المركز الخامس.
في ديسمبر/كانون الأول وقّع غاتوزو عقداً مع نادي نابولي، وتمكن من الفوز بأول ألقابه كمدرب في عام 2020، عندما توّج فريق الجنوب بكأس إيطاليا، لكن أيام العسل لم تدم طويلاً حيث فشل غاتوزو مجدداً بالتأهل لدوري الأبطال، وهو الأمر الذي لم يعجب إدارة نابولي فتم الانفصال.
محطة جينارو التالية كانت في نادي فيورنتينا، لكن الطرفين اتفقوا على إنهاء العقد بالتراضي، بعد 23 يوم فقط على تعيينه مديراً فنياً للفريق، حيث كانت توجهات الإدارة نحو الميركاتو ليست بالشكل الذي يريده غاتوزو، مما أشعل الخلافات بين الطرفين وانتهت الأمور بشكل سريع.
في صيف 2022 انتقل المحارب الإيطالي إلى فالنسيا ليقود فريقها بتجربة جديدة، ومن جديد لم ينل غاتوزو إعجاب الخفافيش، إذ لعب الفريق 18 مباراة فاز ب5 وتعادل ب5 وخسر 8، ليغادر النادي في يناير 2023 بالاتفاق بين الطرفين.
هل ينجح غاتوزو مع نادي مارسيليا؟
الأسلوب المفضل لجينارو غاتوزو هو اللعب بخطة 4-3-3 والتي تتحول في حالة البناء إلى 3-4-3، مع صعود لاعب من خط الدفاع إلى الوسط، وتوسيع الملعب عبر الظهيرين، لكن ما يعيب أسلوب غاتوزو هو الصعود بالكرة بتكوين مثلثات، الأمر الذي يجعل الأمر بطيئاً نوعاً ما.
يمتلك مارسيليا ظهيرين جيدين عند القيام ببناء الهجمة هما جوناثان ولودي، لكن على غاتوزو تغيير رسمه التكتيكي إلى 4-4-2 لعدم وجود المدافع القادر على اللعب بخط الوسط، وعليه الاستفادة من تحركات فيرتوت في عرض الملعب، وتوظيفها بالشكل الذي يسمح بتوفير مساحات للجناحين، لإيصال الكرة للمهاجمين فيتينها وأوباميانغ.
بالنهاية نجد أن تعاقد مارسيليا مع غاتوزو لمدة موسم واحد،هو للاستفادة من قدرته على رفع معنويات اللاعبين، لأن غاتوزو يعتمد على قوة شخصية اللاعب داخل أرض الملعب وتحفيز الغرينتا التي لديه، أكثر من اعتماده على المهارات الفردية. مارسيليا أعطى فرصة لغاتوزو لإظهار ما لديه بالعناصر الموجودة خلال الموسم، وعند نجاحه سيكون هناك كلام آخر بالتأكيد.