20-سبتمبر-2024
الانتخابات الأميركية

(AFP) تحاول أطراف مختلفة التأثير على الانتخابات الرئاسية الأميركية

ليست أدوات الحرب السيبرانية وحدها المتنوعة، وإنما أيضًا الساحات التي تخاض فيها هذه الحروب. وعلى الرغم من استحواذ تفجيرات الأجهزة اللاسلكية لـ"حزب الله" في لبنان على اهتمامات المتابعين للصراعات والحروب السيبرانية، فإنّ الشق الآخر من هذه الحرب، والمتمثل في التلاعب بالبيانات والمعطيات وسرقتها، يحظى هو الآخر بأهمية واهتمام كبيرين.

وفي هذا الصدد، سلطت وكالة "رويترز" الضوء على ما سمتها "قصة قرصنة إيران للانتخابات الرئاسية الأميركية" المزمع تنظيمها في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر القادم بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، التي عوّضت العجوز بايدن بعد انسحابه من السباق الرئاسي بسبب الضغوط الكبيرة التي مورست عليه من طرف صقور الحزب الديمقراطي ومموليه.

وبدأت قصة "القرصنة الإيرانية" للانتخابات الرئاسية الأميركية المرتقبة، حسب "رويترز"، بإرسال متسللين إلكترونيين إيرانيين عبر البريد الإلكتروني مواد مسروقة من حملة المرشح الجمهوري دونالد ترامب إلى أشخاص مشاركين في حملة إعادة انتخاب الرئيس جو بايدن، قبل انسحابه من السباق الرئاسي في 21 من تموز/يوليو الماضي.

ووفقًا لبيانٍ مشترك بين مكتب التحقيقات الاتحادي ووكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية ومكتب مدير الاستخبارات الوطنية، فإن ذلك جاء ضمن جهودٍ أوسع نطاقًا من طرف إيران هدفها التأثير على الانتخابات الأميركية التي تجري بعد 45 يومًا.

تتبادل الولايات المتحدة الأميركية وإيران الاتهامات بشأن الهجمات السيبرانية

وجاء في البيان المشترك بين الأجهزة الاستخبارية والأمنية الأميركية أنه: "علاوةً على ذلك، واصلت الجهات السيبرانية الخبيثة الإيرانية جهودها منذ حزيران/يونيو الماضي لإرسال مواد مسروقة وغير علنية مرتبطة بحملة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى المؤسسات الإعلامية الأميركية".

وأضافت الوكالات الأميركية أن: "هذا النشاط السيبراني الخبيث هو أحدث مثالٍ على نهج إيران متعدد الجوانب لإثارة الخلاف وتقويض الثقة في عمليتنا الانتخابية".

وأفادت الوكالات الاستخبارية الأميركية أنه لا توجد معلومات حتى الآن "تشير إلى ردّ مستقبلي الرسائل"، ولم تقدم مزيدًا من التفاصيل حول طبيعة المواد المسروقة.

يشار إلى أنه في آب/أغسطس المنصرم اتهمت الولايات المتحدة إيران بشن عمليات إلكترونية ضد حملتي المرشحين الأميركيين للرئاسة الجمهوري ترامب ومنافسته الديمقراطية كمالا هاريس، واستهداف الأميركيين بعمليات تأثير تهدف إلى تأجيج الشقاق السياسي، الذي كان من تداعياته تزايد موجة العنف السياسي في البلاد إلى حدّ وصولها محاولة اغتيال ترامب على مرّتين.

وقالت حملة دونالد ترامب في بيان إن هاريس وبايدن: "يجب أن يكشفا عما إذا كانا قد استخدما المواد التي تعرضت للقرصنة لإيذاء ترامب".

وفي وقت لاحق، قال ترامب خلال تجمع حاشد الأربعاء الماضي إن: "إيران اخترقت حملته لمساعدة الديمقراطيين" واصفًا ذلك بأنه: "تدخل أجنبي في الانتخابات" لصالح خصومه.

فيما قال متحدث باسم حملة هاريس: "ليس لدينا علم بإرسال أي مواد مباشرة إلى الحملة (...) تم استهداف عددٍ قليل من الأفراد على بريدهم الإلكتروني الشخصي بواسطة ما يبدو أنها رسائل غير مرغوب فيها أو محاولة تصيد احتيالي".

نفي إيراني

حرصت إيران على نفي الاتهامات الأميركية لها بالتدخل في الشأن الأميركي الداخلي. وقالت البعثة الإيرانية الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك إن أحدث الاتهامات من واشنطن: "لا أساس لها من الصحة وغير مقبولة على الإطلاق"، مضيفةً أنّ: "إيران ليس لديها أي دافع أو نية للتدخل في الانتخابات الأميركية" على حدّ قولها.

يذكر أن إيران تتهم هي الأخرى واشنطن بالتدخل في شؤونها على مدى عقود، بما يشمل انقلابًا عام 1953 على رئيس للوزراء وحتى اغتيال القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني عام 2020. كما لا تستبعد طهران أن تكون للولايات المتحدة الأميركية يدٌ في الهجمات الأخيرة التي استهدفت الأجهزة اللاسلكية لـ"حزب الله" في لبنان، والتي أدت إلى مقتل العشرات وإصابة الآلاف من عناصر الحزب.