كلّما ذُكر اسم جيرونا، تذكّر متابعو كرة القدم الكارثة التي أحدثها بحقّ ريال مدريد، عندما غلب الفريق المتواضع أبناء المدرّب زين الدين زيدان في الموسم الماضي بالليغا الإسبانية 2-1. أما الآن فقد تسبّب هذا الفريق الكاتالوني بقهر برشلونة حامل لقب الدوري الإسباني، عندما أجبر ليونيل ميسي ورفاقه على التعادل بهدفين لمثلهما في معقلهم الكامب نو، الأمر الذي أجبر البارسا على مشاركة الصدارة مع الغريم الأزلي ريال مدريد، والذي تغلّب بصعوبة على إسبانيول بهدف وحيد.
رفض ليونيل ميسي مصافحة حكم مباراة جيرونا رغم مدّ الأخير ليده من أجل المصافحة
ظنّ الجميع أن البارسا أعدّ لجماهيره كرنفالاً للأهداف التي ستمزّق شباك الضيف، كما حدث مع جيرونا في زيارته الوحيدة بالموسم الماضي، عندما دكّ كوتينيو وسواريز وميسي لوحدهم شباكهم بستّة أهداف. وبالفعل بدأ البارسا بشنّ هجماته مبكّراً، فتصدّى الحارس المغربي ياسين بونو لتسديدة ميسي في الدقيقة 11، قبل أن ينجح النجم الأرجنتيني في افتتاح النتيجة، عندما استغلّ كرة عرضيّة من التشيلي أرتورو فيدال وأودعها في الشباك بالدقيقة 19. وكاد لويس سواريز أن يضيف هدفاً ثانياً لولا براعة الحارس المغربي، وهذا يعني أن الأمور تسير بطبيعتها ومهرجان الأهداف قادمٌ لا محالة، ولكن حدث أمرٌ نسف كلّ التوقّعات.
اقرأ/ي أيضًا: لوبيتيغي في قلعة الريال للشهر الأول.. سلبيّات وإيجابيّات
إذ لعب البلوغرانا ناقص الصفوف منذ الدقيقة 35 من اللقاء، بسبب طرد لاعبه الفرنسي كليمونت لينجليت من قبل الحكم خيسوس مانزاو، والذي استعان بتقنية الفيديو للتأكّد من واقعة ضرب لينجليت بمرفقه لاعب جيرونا، الأمر الذي أغضب لاعبي برشلونة كثيراً، لدرجة أنّ ليونيل ميسي لم يصافح الحكم بعد نهاية المباراة على الرغم من مدّ الحكم ليده من أجل المصافحة. كذلك فقد جيرارد بيكيه السيطرة على نفسه بين شوطي اللقاء، عندما قال للحكم "تاريخك يتحدّث عن نفسه"، لأن الحكم هذا سبق وأن طرد كلاً من سيرجي روبرتو ولويس سواريز ونجم البارسا السابق نيمار في مباريات هامّة من المواسم السابقة.
ومع محاولة البارسا الاستفاقة من هذه الصدمة، تسبب جيرارد بيكيه بمنح الأوروغوياني كريستيان ستواني هدف التعادل لفريقه، وذلك بسبب سوء تمركز المدافع الإسباني، وعلى وقع هذا الهدف انتهى الشوط الأول. وفي نصف اللقاء الثاني حاول مدرّب برشلونة إرنستو فالفيردي تعزيز خطوط فريقه الخلفية بعد النقص العددي، فدفع بصامويل أومتيتي بدلاً من عثمان ديمبلي، وحاول سواريز أن يمنح فريقه التقدّم لكن محاولته باءت بالفشل بسبب وجود الحارس المغربي، وارتكب بيكيه هفوة ثانية كلّفت فريقه الهدف الثاني بالدقيقة 51 عبر كريستيان ستوني نفسه.
اقرأ/ي أيضًا: ميسي الموهبة.. رونالدو المجتهد
تحسّن أداء أصحاب الأرض بعد هذا الهدف، وآتت تغييرات فالفيردي الجديدة أكلها خصوصاً بعد دخول راكيتش وكوتينيو إلى أرض الملعب، وكأن البارسا استدرك النقص العددي، فضغط رفاق ميسي على مرمى الضيوف بشتّى الوسائل، وحرمت العارضة النجم الأرجنتيني من معانقة الشباك، إلى أن نجح بيكيه في تعويض بعض مما اقترفه وسجّل برأسه هدف التعادل بالدقيقة 63. وعلى الرغم من ضغط البارسا المطبق وتسديدات كوتينيو المتعدّدة، استمرّت النتيجة على ما هي، واقتنص جيرونا نقطة تاريخية من الكامب نو.
بذلك أشعل جيرونا المنافسة على كرسي الصدارة، خصوصاً بعد فوز ريال مدريد الصعب على إسبانيول بهدف وحيد سجّله ماركو أسينسيو بالدقيقة 41، فارتقى الميرينغي للمركز الأوّل برصيد 13 نقطة، وبالتساوي مع برشلونة بعدد النقاط نفسه.
وفي بقيّة نتائج المرحلة الخامسة من الدوري الإسباني، تغلّب ريال سوسيداد على هويسكا 1-0، وهي النتيجة نفسها التي انتصر بها إيبار على ليغانيس، فيما هزم أتلتيكو مدريد مضيفه خيتافي بهدفين دون رد، وألحق إشبيليا بمضيفه ليفانتي هزيمة كبرى بنتيجة 6-1، كذلك فعل ديبورتيفو آلافيس عندما هزم رايو فالايكانو 5-1، بينما انتهت مباراة بلد الوليد وسيلتا فيغو المثيرة بالتعادل 3-3، كما تعادل ريال بيتس مع أتلتيكو بلباو 2-2، وفالنسيا مع فياريال دون أهداف.
اقرأ/ي أيضًا:
ميسي مع منتخب بلاده.. جانٍ أم مجني عليه؟
إنييستا يودّع برشلونة.. الرسام يعرض لوحته الأخيرة قبل توجهه للصين