بعد إعلان البرلمان الكتالوني الاستقلال عن إسبانيا، سيطرت الحكومة الإسبانية على إقليم كتالونيا وفرضت حل البرلمان ودعت إلى انتخابات جديدة، وهو ما دفع إسبانيا وكتالونيا إلى أزمة هي الأكبر منذ 40 سنة. وفي ظل تلك الأوضاع كانت المواجهة الأولى بعد قرار البرلمان الكتالوني بين فريق العاصمة الملكي ريال مدريد وأحد أهم أندية كتالونية جيرونا.
خسر ريال مدريد للمرة الأولى منذ 27 سنة أمام فريق يصعد من الدرجة الثانية
انتهت المباراة بهزيمة غير متوقعة بنتيجة (2-1) وهي الهزيمة الأولى التي يتعرض لها ريال مدريد على يد فريق قادم من الدرجة الثانية في أول مباراة يواجهه فيها منذ سنة 1990 حين تعرض لهزيمة أمام فريق ريال بورغوس، لكن هذه المواجهة والتي تعد الأولى لريال مدريد في التاريخ أمام فريق جيرونا كشفت العديد من المشاكل التي يجب على زيدان معالجتها سريعًا قبل فوات الأوان.
زين الدين زيدان خرج بعد المباراة ليتحدث عن أن "الأمر يحدث في البطولة، إلا أن الرغبة كانت دائمًا موجودة ووجد ذلك لدى اللاعبين"، إذًا كما يقول زيدان فإن المشكلة لم تكن بالرغبة لدى لاعبي ريال مدريد ولا بالعطاء على أرض الملعب وإنما في مكان آخر بات يجب أن يبحث فيه زيدان جيدًا قبل أن يتسع الفارق إلى أكثر من 8 نقاط مع برشلونة وهو رقم كبير بعد 10 جولات من بداية الليغا.
اقرأ/ي أيضًا: تفاصيل هزيمة بوكيتينو العاشرة على يد الـ "سبيشال وان"
الاستحواذ غير الفعال
تعد كثيرة الأرقام التي يمكن التوقف عندها في المباراة لمعرفة سبب هزيمة الريال أمام فريق متواضع جدًا. في البداية نجح جيرونا بإقفال ملعبه جيدًا وهو ما يعد نقطة يجب أن تُحسب لفريق دافع بأفضل طريقة ممكنة وهنا يمكن السؤال عما فعله ريال مدريد بالاستحواذ على الكرة لفترة 62% من المباراة. فالملكي لم ينجح بخلق فرصة كبيرة واحدة في اللقاء، والحديث عن فرصة كبيرة يعني عن انفرادية لاعب بالحارس وليس تسديدة من خارج المنطقة والهدف الوحيد الذي جاء كان من خلال تسديدة رونالدو التي ارتدت إلى إيسكو ووضعها في المرمى، والرقم الذي يؤكد هذه النظرية هو أن ريال مدريد سدد 6 مرات على المرمى ونسبة 50% منها جاءت من خارج منطقة الجزاء وهو ما يعبر عن صعوبة اختراق الريال لدفاعات جيرونا.
كريستيانو رونالدو لم يسجل سوى هدف واحد بالليغا مع ريال مدريد هذا الموسم
مشكلة الهجوم وتبديلات زيدان
يعاني ريال مدريد من مشكلة واضحة في الخط الأمامي خاصة وأن نجم الفريق الأول كريستيانو رونالدو لم يستعد إيقاعه التهديفي في الليغا بعد، وفي مباراة جيرونا جاءت تبديلات زيدان بإخراج الأظهرة أشرف حكيمي ومارسيلو (للإصابة) وإدخال مكانهم كل من أسينسو وفاسكيز للعب كأجنحة أعلى الملعب مفاجئة لكونها لن تحل المشكلة التهديفية وفي ظل وجود كريستيانو بين ثلاث مدافعين من جيرونا لن يكون من السهل عليه التسجيل فيما بنزيمة ليس مهاجمًا ممتازًا بالكرات الهوائية.
بات يعاني ريال مدريد من مشكلة افتقاد الحلول بشكل واضح بعد رحيل خاميس رودريغيز وألفارو موراتا وهو ما يضع الفريق أمام أزمة لا يمكن حلها قبل شهر يناير المقبل على أقرب تقدير وذلك إذا ما استطاع الريال أن يتعاقد مع مهاجم يمكنه تعويض إصابات بايل ومشاكل بنزيمة في وسط الموسم.
اقرأ/ي أيضًا: يورغن كلوب والدفاع.. المشكلة الكبيرة والحلول
الدفاع والأزمة المستمرة
في ظل إصابة كارفخال وعدم التزام مارسيلو بالأدوار الدفاعية، ما زال ريال مدريد يعاني من افتقاد الإضافة الهجومية من الجهة اليمنى ومن الفراغات التي يتركها مارسيلو خلفه من الجهة اليسرى ويُضاف إلى ذلك تبديل فاران بسبب تعرضه للإصابة تحول دفاع الريال إلى مكشوف بالكامل مع التمركز السيئ لراموس وناتشو اللذين يعانيان من مشاكل كبيرة على صعيد التنسيق الدفاعي والفراغات التي يستغلها المهاجمين بينهما وهي ليست المرة الأولى التي يعاني فيها ريال مدريد دفاعيًا في ظل وجود هذا الثنائي.
لا شك أن زيدان الذي قال أنه "غير قلق" في المؤتمر الصحفي يعلم أن الاستمرار بهذا النهج سيعني خسارة الليغا وذلك مع صعوبة الفوز بدوري الأبطال للسنة الثالثة على التوالي، وهو ما يمكن أن يفتح أبواب جهنم في فريق لا يعرف سوى لغة الألقاب، والمفيد ذكره هنا هو أن الريال كان يملك الأموال لتدعيم صفوفه في الصيف الماضي بعد تخليه عن موراتا وخاميس ورحيل بيبي وكان يستطيع تعويضهم بلاعبين يصنعون الفارق، إلا أن تمسك زيدان بغاريث بيل على سبيل المثال عقد الأمور أكثر في الكتيبة البيضاء وهو ما يتحمل مسؤوليته زيدان مباشرةً إذا ما أراد فلورنتينو بيريز أن يختار من يحمله مسؤولية الأزمة في ريال مدريد.
اقرأ/ي أيضًا: