الترا صوت- فريق الترجمة
هنالك العديد من الدراسات التي تربط استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بالاكتئاب، وخاصة فيما بين الفتيات المراهقات. لكن دراسة جديدة تقول إن الأمر قد يكون أكثر تعقيدًا مما يعتقد الخبراء. التفاصيل في التقرير الآتي المستفاد بتصرف عن موقع CNN Health.
وسائل التواصل الاجتماعي بحد ذاتها لا تسبب أي ضرر، لكن الاستخدام المتكرر قد يعطل الأنشطة التي لها تأثير إيجابي على الصحة الذهنية والنفسية
تضمن البحث الذي نُشر مؤخرًا في مجلة (The Lancet Child & Adolescent Health)، إجراء مقابلات مع ما يقرب من 10،000 طفل تتراوح أعمارهم بين 13 و 16 عامًا في إنجلترا. وقد جد الباحثون أن وسائل التواصل الاجتماعي قد تضر بالصحة الذهنية للفتيات من خلال زيادة تعرضهن للتنمر، وعدم قدرتهن على نيل قسط وافر من النوم، وعدم القدرة أيضًا على ممارسة التمارين البدني والأنشطة الطبيعية.
وبحب أحد الخبراء المساهمين في الدراسة، تشير النتائج إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي بحد ذاتها لا تسبب أي ضرر، لكن الاستخدام المتكرر قد يعطل الأنشطة التي لها تأثير إيجابي على الصحة الذهنية والنفسية مثل النوم وممارسة الرياضة، مع زيادة تعرض الشباب للمحتوى الضار، وخاصة المرور في التجارب السلبية التي قد تشتمل على التنمر الإلكتروني والتعرض للأذى النفسي الذي يرتبط بذلك.
وهذا يعني أن وسائل التواصل الاجتماعي قد لا تكون هي المسؤولة في ذاتها عن قضايا الصحة الذهنية والنفسية وتدهورها لدى الشباب؛ بل إن هذا التدهور لديهم يحدث إلى ما يحصل من انخفاض جودة النوم لدى المراهقين، ولاسيما الفتيات، وعدم امتلاك الرغبة في ممارسة التمارين الرياضية، إضافة إلى التعرض إلى أشكال متعددة من التنمر الإلكتروني، ما يؤدي إلى وهذا ما يؤدي إلى تدني الشعور العام بالصحة والرضا عن الذات، وانعكاس ذلك على الصحة الذهنية والنفسية لديهم.
الاستراتيجيات التي تركز فقط على ضرورة الحد من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كأداة لتحسين الصحة العامة أو الصحة الذهنية قد لا تساعد بالضرورة على حل المشكلة
يقول الدكتور بوب باتون، وهو محاضر في علم النفس السريري في جامعة سري البريطانية، أن الاستراتيجيات التي تركز فقط على ضرورة الحد من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كأداة لتحسين الصحة العامة أو الصحة الذهنية قد لا تساعد بالضرورة على حل المشكلة.
وقال الدكتور باتون أنه من الأفضل التركيز على تزويد المراهقين باستراتيجيات وأساليب لزيادة قدرتهم على مواجهة أنماط التنمر على وسائل التواصل الاجتماعي وعدم التأثر سلبًا بها، وهذا ما سيساعد على تحسين جودة نومهم، وتحفيزهم على الالتزام بالتمارين الرياضية ونمط الحياة الصحي، ما يسهم في الحد من الأضرار البدنية والنفسية على حد سواء. أي أن الحل لا يرتبط بالإحجام عن المشاركة في وسائل التواصل الاجتماعي، بقدر ما يتعلق بكيفية استخدام هذه الوسائل والتصدّي للممارسات السلبية التي تنتشر بها ومعرفة الطريقة الأنسب للتعامل معها، وخاصة فيما يتعلق بالتنمّر الإلكتروني والحفاظ على الخصوصية.
الفرق بين الذكور والإناث
لقد وجد الباحثون أنه ولدى كلا الجنسين كان الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي مرتبطًا بمزيد من حالات الضيق النفسي والاكتئاب، وكان التأثير واضحًا بشكل خاص بين الفتيات، إذ كان هنالك تناسب طردي بين الوقت الذي يقضينه على وسائل التواصل الاجتماعي، والمشاكل النفسية التي يعانين منها.
لكن ما يقرب من 60 بالمئة من هذه المشاكل النفسية لدى الفتيات، كانت تعزى في كثير من الحالات إلى عدم الحصول على القدر الكافي من الراحة والنوم، إضافة إلى التعرض للتنمر الإلكتروني، ويترافق ذلك ولو بشكل أقل مع تدني النشاط البدني لديهن. أما بالنسبة للذكور، فكانت هذه العوامل وراء 12 بالمئة فقط من الحالات التي تعاني من آثار نفسية سلبية لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مفرط.
اقرأ/ي أيضًا:
أيهما أفضل للوقاية من كورونا.. تعقيم اليدين أم غسلهما بالماء والصابون؟
تويتر تختبر ميزة "القصص" على شكل تغريدات تختفي بعد 24 ساعة
آبل تدفع تعويضات بنصف مليار دولار بعد اعترافها بإبطاء هواتفها القديمة
كيف تقوم بحذف جميع تغريداتك في تويتر دفعة واحدة؟