بالنسبة للأعداد غير القليلة من الناس ممّن يعانون من الحساسية الموسمية، فإن الربيع ليس هو أفضل وقت للصيام، سواء كان الصيام التعبّدي أو الاجتماعي أو الصحيّ. فالأعراض الصعبة التي تهاجم المرضى في هذا الموسم عديدة، منها سيلان الأنف وتدميع العينين والتعب والعطس المستمر وتراجع المناعة.
تشكل حساسية الربيع تحديًا كبيرًا لبعض الصائمين
لكن قد يكون من الصعب بشكل خاص تحديد ما إذا كان التعب الذي تعاني منه في أول أيام رمضان (بحسب بلدك ومنطقتك)، ناجمًا عن الصيام، أو شيء آخر، مثل الحساسية الموسمية، أو حتى مثل الزكام أو عدوى كوفيد-19. فالتعب المرافق لهذه الحالات قد يكون متشابهًا إلى حد كبير، وبعض الأعراض تتداخل مع بعضها البعض، وقد يكون الصوم عاملًا مضاعفًا لها.
فالحساسية الموسمية تعرف بأنها مرض يصيب الجهاز المناعي ويفعل بعض الردود المناعية عند التعرض لبعض العناصر الموجودة في الطبيعة والهواء، مثل حبوب اللقاح، وتصيب الأنف والعينين والقصبات الهوائية، وقد تصيب الجلد كذلك في بعض الأحيان.
وبما أن الصيام هذا العام يتزامن مع دخول موسم الربيع، حيث تنطلق في الهواء حبوب اللقاح الصغيرة التي تسبب مشاكل عويصة لأولئك الذين يعانون من هذه الحالة في حال تنفسها والتعرض لها، فتبدأ نوبات السيلان والسعال والعطس وغيرها، كما قد يعاني آخرون من نوبات الربو المختلفة في شدّتها، بحسب حالة المريض واستعدادته.
كيف يمكن الصيام لمن يعاني من حساسية الربيع؟
يرى بعض المختصين أن الصيام قد يساعد إيجابًا في تخفيف أعراض التحسس، وذلك بسبب تناقص فرصة التعرض لبعض الأطعمة التي تفاقم من هذه الحالة خلال النهار، إضافة إلى ميل البعض إلى البقاء فترات أطول في المنزل، ما يعني عدم التعرض للمهيجات، مثل الأغبرة وحبوب اللقاح في هذه الفترة.
مع ذلك، ينصح بضرورة اتباع توصيات الأطباء والاستمرار في تناول الأدوية اللازمة للتعامل مع حساسية الربيع، وتجنب التعرض المباشر للمهيجات قدر الإمكان.
كما ينصح الأطباء مرضى الربو بضرورة التقيد باستخدام البخاخات الموسعة للقصبات الهوائية، حتى أثناء الصيام لو لزم الأمر، وعدم التردد في ذلك. كما يلزمه تجنب تعريض نفسه للإجهاد المفرط خلال ساعات الصيام، واختيار أماكن العبادة التي تنخفض فيها أسباب التهيج الإضافية قدر الإمكان، مثل الأبخرة والعطور وغيرها، واختيار المساجد التي تحرص على التهوية الجيدة.
4 نصائح إضافية لرمضان أفضل في موسم الربيع
لتخفيف أثر حساسية الربيع بشكل عام، ولاسيما أثناء الصيام، ينصح باتباع الخطوات الآتية:
1) الاستنشاق والاستنثار
بمعنى شطف فتحتي الأنف عبر إدخال الماء فيه ونثره خارجه. ويعرف أحيانًا بمصطلح "الشطف الأنفي" (Nasal Irrigation).
2) التخطيط الجيد لوقت الخروج
تتزايد أعداد حبوب اللقاح وتصل إلى أعلى مستوياتها بين الصباح الباكر ومنتصف الفترة الصباحية، وكذا في الأيام الحارة والجافة والتي تكون بها الرياح نشطة. حاول قدر الإمكان التجوّل أثناء المساء، لتقليل كمية حبوب اللقاح التي تتعرض لها.
3) ارتداء الكمامة
تساعد الكمامة على تخفيف كمية المهيجات التي تتعرض لها فتحات الأنف والفم، وبالتالي تقليل فرص التحسس الشديد.
4) استشر الطبيب واحرص على تناول أدويتك
من المهم أن تتبع نصائح وإرشادات الطبيب المتابع لحالتك والعارف فيها، والتقيد بتعليماته فيما يتعلق بأوقات وطريقة تناول الدواء، والتواصل معه في حال لزم ذلك.
