31-أكتوبر-2024
تغطي الحروق نحو 40 % من جسم الطفلة إيفانا (رويترز)

تغطي الحروق نحو 40 % من جسم الطفلة إيفانا (رويترز)

ملفوفة بالشاش من رأسها حتى أطراف قدميها الصغيرة، ترقد الطفلة إيفانا سكيكي، التي لم تتجاوز السنتين من عمرها، شبه عاجزة عن الحركة منذ أسابيع في سرير في المستشفى، حيث تتلقى العلاج من حروق خطيرة أصيبت بها جراء الغارات الإسرائيلية على بلدتها في جنوب لبنان.

أصيبت إيفانا، التي ستتم عامها الثاني الشهر المقبل، بحروق تغطي نحو 40% من جسدها، تشمل نصف وجهها وصدرها وذراعيها، بحسب ما أفاد جراح التجميل في وحدة الحروق المتخصصة بمستشفى الجعيتاوي في بيروت، الدكتور زياد سليمان، لوكالة "رويترز" للأنباء.

تشير "رويترز" إلى أن هذه الوحدة تُعد الوحيدة في لبنان المجهزة للتعامل مع حالات الحروق، حيث تتردد أصداء صرخات الأطفال في ممراتها بينما ينتظر الآباء القلقون سماع أخبار من الأطباء.

تبلغ سعة وحدة الحروق في مستشفى الجعيتاوي تسعة أسرّة في الظروف الطبيعية، لكنها تمكنت من رفع السعة إلى 25 سريرًا بمساعدة وزارة الصحة

يقول والد إيفانا، محمد، لـ"رويترز" إن ابنته أصيبت بالحروق جراء الغارات الإسرائيلية أثناء تجهيزهم للنزوح من بلدتهم عاليه في 23 أيلول/سبتمبر الماضي، حين وسعت إسرائيل عدوانها الشامل على لبنان.

في ذلك اليوم الذي سجل استشهاد أكثر من 550 شخصًا، وفقًا لوزارة الصحة اللبنانية، "حصل انفجار، واهتزّ المنزل، كان كل شيء يتحطم، النوافذ، السقف، كل شيء، الانفجار كان داخل منزلي"، يتذكر والد إيفانا، ويضيف: "ظننت أنها قد تكون النهاية".

نجحت العائلة في النزوح إلى مدينة صور الساحلية الجنوبية، حيث تلقت إيفانا علاجًا أوليًا، ثم انتقلوا إلى مستشفى آخر، لكن لعدم وجود قسم متخصص للحروق، لم تتلقَ إيفانا سوى علاج جزئي قبل أن يتمكنوا من الوصول إلى بيروت.

يشير الدكتور سليمان إلى أن إيفانا خضعت لعمليات ترقيع الجلد وقد تخرج من المستشفى في الأيام المقبلة، لكنها ما زالت تحمل آثارًا عميقة حمراء على وجهها، حيث يتقشر بعض جلدها.

وقد استقبل المستشفى ثمانية أطفال يعانون من حروق من الدرجة الثالثة تغطي نصف أجسادهم، ولفت سليمان إلى ضرورة أن تكون الوحدة انتقائية في قبول المرضى نظرًا لضيق المكان.

تبلغ سعة وحدة الحروق في مستشفى الجعيتاوي تسعة أسرّة في الظروف الطبيعية، لكنها تمكنت من رفع السعة إلى 25 سريرًا بمساعدة وزارة الصحة للتعامل مع الحالات التي تصل إلى المستشفى، بحسب المدير الطبي ناجي أبي راشد.

يقول أبي راشد: "يبقى معظم المرضى حتى ستة أسابيع نظرًا لخطورة حالاتهم"، ويضيف: "في بعض الأحيان، لا تكون النتيجة إيجابية بسبب مدى شدة الحروق".