تظل العادات والتقاليد البالية هي المسيطرة على عقلية المجتمع اليمني، في التعامل مع المرأة، استنادًا إلى المثل الشعبي القائل: ليس للمرأة إلا زوجها أو قبرها!
تظل أبسط ممارسات الحقوق والحريات محرمة على المرأة اليمنية
فأبسط ممارسات الحقوق والحريات تظل المرأة محرومة منها، بل انحراف في عين الرجال، الذي تظل المرأة قاصرًا في عينيه أيًا كان عمرها.
اقرأ/ي أيضًا: المرأة اليمنية والميراث.. سطوة الذكور على سلطة الشريعة والقانون
ومن ذلك تعلم المرأة في الجامعة، ففي أغلب مناطق اليمن يعد وصول المرأة للتعليم الجامعي حارمًا لها من حقها في الزواج، إذ يمتنع كثير من الشباب عن الزواج من النساء المتعلمات جامعيًا.
ويرفض كثير من الشباب اليمنيين الإقبال على الزواج من الفتاة المتعلمة جامعيًا، ولعل من الأسباب السائدة في ذلك رفضهم أن تكون الزوجة ذات شخصية ومكانة في المجتمع، الذي لا يعترف حتى بكيان المرأة التي وكأنها وجدت لكي تكون ربة منزل تمتهن الطبخ وتربية الأطفال والاهتمام بالزوج فقط، وكأنها جارية له.
رفض الزواج من الجامعية
لأنها خريجة من كلية الشرعية والقانون، لم تتزوج مها علي حتى الآن، فإكمالها لتعليمها الجامعي ودراستها في كلية الشريعة والقانون أحال دون زواجها.
كان عبدالله الجبلي ينوي خطبتها والزواج منها، لأنها أخت أحد أصدقائه المقربين، لكنه بعد أن علم أنها خريجة كلية الشريعة تراجع عن قراره.
يقول عبدالله الجبلي لـ"ألترا صوت": إنه لا يرغب إلا بزوجة تكون ربة منزل، وأم لأطفال، تهتم به وأطفاله ومنزله، بالإضافة إلى أنه يرى أن تعليمها، سيمنحها سلطة فوق سلطته، ومكانة تجعلهما في قران دائم.
أما مصطفى المطري الذي يسكن في إحدى قرى الريف، فيرى أن اختلاط الفتيات مع الشباب في الكلية، والتحدث معًا؛ انحرافٌ عن الأخلاق، مشيرًا إلى أن "الفتاة الجامعية، قد تتخلى عن بعض القيم والأخلاق، في ظل المجتمع المختلط. فأنا أبحث عن فتاة لم تتكلم سوى مع محارمها فقط".
"الرجال قوامون على النساء"
آية قرآنية يفسرها المجتمع حسب رغباته، ويرى الرجل هنا أنه المتصرف الأول بالمرأة، ويحق له اتخاذ أي قرار دون مراعاة لطموحاتها وأحلامها وحقوقها.
على هذا يقول الحاج حسين الحيمي، إن "المرأة إذا أكملت تعليمها وتوظفت وأصبحت لها حياتها الخاصة، تبدأ بالتمرد على أسرتها والإنحراف، وهذا يتناقض مع القرآن الكريم"!
اختار عبدالله الفلاحي، وهو طالب جامعي، أن يتزوج من فتاة من منطقته الريفية لم تكمل تعليمها الأساسي، لأنه يرى أن "الفتاة الريفية التي لم تمارس سلوكيات المدينة ولم تختلط بأحد، أفضل".
"الفتاة المتعلمة لها طلبات كثيرة وأحلام أخرى"، وهو ما قد لايتحمله مستواه المادي، "أما الفتاة القروية فهيا تكتفي بما يعطيها زوجها وتعيش معه الحياة بحلوها ومرها"، كما يقول.
ترك الجامعة من أجل الزواج
في حين أن كثيرًا من الفتيات اليمنيات يكملن تعليمهن الجامعي، تُجبر فتيات أخريات لترك الدراسة الجامعية من أجل أن تجد لها زوجًا، مثل فاطمة.
أول شرط وجهه ابن عم فاطمة حين تقدم لخطبتها، أن تترك التعليم الجامعي. تحاول فاطمة أن تتحايل على خطيبها بعد أن وصلت للسنة الثانية في الكلية، غير أن يُصر على ألا تكمل تعليمها، وتتفرغ لبيت الزوجية، وإلا فلن يكمل في الخطبة.
تقول فاطمة: "لا أستطيع أن أفرض أمره وسوف يصبح زوجي، إضافة إلى أنه ابن عمي"، وقد خيرها بين أن تكون زوجته وبين أن تكمل تعليمها.
نظرة سلبية للمرأة
تقول الناشطة الاجتماعية إلهام المسوري، إن الجهل والتخلف والعادات والتقاليد، وراء النظرة السلبية للمرأة، باعتبارها "آلة منزلية" بحسب توصيفها.
وأضافت المسوري إن "المجتمع اليمني يعتبر تعلم المرأة تخلّفًا! حتى على مستوى المثقفين والمسؤولين، فهم أيضًا لا يرغبون بالزواج من المرأة المتعلمة".
ترى ناشطة يمنية أن مما وراء ما آلت إليه اليمن من الحرب هو تدني الوعي الثقافي الذي يحرم المرأة من إكمال تعليمها
تأمل المسوري أن تكون من تبعات الحرب إيقاظ عقلية الرجل اليمني، فيدرك أن مما وراء ما آلت إليه اليمن، هو تدني الوعي الثقافي، الذي يحرم المرأة من إكمال تعليمها.
اقرأ/ي أيضًا: