فرض جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم، الإثنين، حصارًا خانقًا على المستشفى الإندونيسي بمدينة غزة بعد استهدافه بالرصاص وقذائف المدفعية، وشن غارات جوية عنيفة وغير مسبوقة، منذ بدء العدوان، على محيطه.
يأتي ذلك في سياق حرب وحشية ممنهجة يشنّها الاحتلال الإسرائيلي ضد مستشفيات قطاع غزة تسببت بخروج 26 مستشفى من أصل 35 عن الخدمة، بينها مجمع الشفاء الطبي الذي قام جيش الاحتلال بإخلائه قسريًا السبت الفائت.
تضع قوات الاحتلال الإسرائيلي آلاف الجرحى والطواقم الطبية والنازحين في دائرة الموت، نتيجة الاستهداف المباشر والمتكرر للمستشفى الإندونيسي
وأثار حصار الاحتلال للمستشفى مخاوف العالقين فيه من نازحين وجرحى ومرضى وكوادر طبية، والعاملين في القطاع الصحي المنكوب في غزة عمومًا، من تكرار سيناريو مجمع الشفاء الطبي الذي أُخلي بعد حصار دام 9 أيام لم يتمكن خلالها أحد من الخروج أو الدخول إلى المجمع، الذي تكدّست فيه الجثث لدرجة دفعت الكوادر الطبية إلى دفنها في عدة مقابر جماعية داخل المجمع.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، الإثنين، بقصف "إسرائيل" طابق العيادات والجراحة في المستشفى، الذي يُعد آخر المنشآت الصحية العاملة في منطقة شمال قطاع غزة.
وقال مدير عام الوزارة، منير البرش، إن الجثث تكدّست بالمستشفى، مؤكدًا أنهم لا يستطيعون: "إخراج ضحايا القصف الإسرائيلي أو حصرهم. الاحتلال دمّر بعض مباني المستشفى الإندونيسي والمباني الأخرى خاضعة لنيران القناصة الإسرائيليين الذين يعتلون كل المباني المحيطة، ويستهدفون أي حركة".
وأضاف البرش أن هناك: "أكثر من 100 مريض بالمستشفى يحتاجون إلى جراحات عاجلة، بينما الطواقم الطبية محدودة". وتابع قائلًا: "650 جريحًا موجودون بالمستشفى رغم أن طاقته الاستيعابية 140 سريرًا"، لافتًا إلى أن: "المسيّرات الإسرائيلية استهدفت من حاولوا الخروج من المستشفى".
وحذّرت وزارة الداخلية في غزة، الإثنين، من أن قوات الاحتلال: "تضع آلاف الجرحى والطواقم الطبية والنازحين في دائرة الموت، نتيجة الاستهداف المباشر والمتكرر لمستشفى الإندونيسي".
وفي وقت سابق، اليوم، قال الناطق باسم المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، تيسير محيسن، في تصريح لـ"التلفزيون العربي"، إن جيش الاحتلال يريد إخلاء المستشفى الإندونيسي بعد استهدافه بالقصف المدفعي ومحاصرته بالدبابات.
وأكد أن الاحتلال الإسرائيلي يريد القضاء على الحياة في غزة وشمالها عبر إخراج مستشفياتها عن الخدمة بهدف ضرب صمود أهالي القطاع. منوّهًا إلى أن المنظومة الصحية في غزة مدمرة بالكامل، ولا تستطيع تقديم الخدمات للمرضى.
