بالتوازي مع الحملات الإعلامية التي يقوم بها عدد كبير من المؤثرين، ومن مستخدمي وسائل التواصل، دعمًا لقطاع غزة وأهله في وجه آلة القتل الإسرائيلية، وفضح جرائمه عبر كل المنصّات المتاحة، كان ناشطون مؤيدون للقضية الفلسطينية من مختلف أنحاء العالم يطلقون حملات لمقاطعة الشركات والمنتجات التي تدعم الاحتلال الإسرائيلي، بشكل مباشر أو غير مباشر، كنوع من المقاومة الاقتصادية التي تهدف إلى معاقبة هذه الشركات.
وبالرغم من أن حملات المقاطعة لم تبدأ مع بدء طوفان الأقصى، وهي تعود لسنوات طويلة وهناك جمعيات ومنظمات عربية وإسلامية تدير حملات مقاطعة بشكل متواصل، إلا أن وتيرة المقاطعة زادت بشكل غير مسبوق هذه المرة، في ظل الوحشية المتبعة من جيش الاحتلال مع أهل قطاع غزة وإمعانه في ارتكاب المجازر بحقهم.
وقد بدأت أولى التحركات في الجولة الحالية، مع إعلان سلسلة المطاعم الأمريكية الشهيرة ماكدونالدز عن توزيع وجبات طعام مجانًا لجنود جيش الاحتلال مع بدء عملياته الحربية ضد قطاع غزة، لتنطلق حملة مقاطعة واسعة لمنتجات هذه المطاعم في مختلف الدول العربية والإسلامية، ما دفع فروع السلسلة في أكثر من بلد عربي إلى إصدار بيانات تؤكد فيها استقلاليتها عن الشركة الأم وعدم تبنيها لمواقفها، كما حصل في المغرب ولبنان مثلًا.
للمثبطين الذين يدّعون أن المقاطعة ليست مجدية.. ماكدونالدز فرع المغرب، نشرت إعلانًا مصورًا تدعي فيه أن لا علاقة لها بالشركة الأم، وهي لا تدعم أي حكومة.
مستمرون ✊ #طوفان_الاقصی #مقاطعة_المنتجات_الداعمة_لإسرائيل pic.twitter.com/l6XvNU4apO
— تركي الشلهوب (@TurkiShalhoub) November 8, 2023
ولم تتوقف حملة المقاطعة عند ماكدونالدز، وتوالت دعوات الناشطين لمقاطعة المنتجات والشركات والمطاعم والمقاهي التي تدعم الكيان، من بينها ستارباكس وكارفور وبعض العلامات التجارية من مشروبات غازية وشوكولاتة ومستحضرات تجميل ومواد تنظيف وغيرها، وقد لاقت هذه الحملة راوجًا واسعًا، وانتشرت معها بعض الوسوم على موقع إكس أظهرت تفاعل المستهلكين من حول العالم مع الحملة، والأثر الاقتصادي الكبير الذي تركته، ما أدى لخسائر في أسهم بعض شركات، فيما قامت شركات أخرى باستحداث عروضات وحسومات جديدة وغير مسبوقة على منتجاتها بهدف جذب المستهلكين مرة أخرى، ما يؤكّد تأثير عملية المقاطعة، أبرز الوسوم المنتشرة كانت #أنا_مقاطع، #قاطعوا_المنتجات_الداعمة_لإسرائيل، و#المقاطعة_مقاومة.
وقد انتشر بشكل واسع مقطع فيديو على تطبيق انستغرام لناشطة كندية تعيش في مقاطعة ألبرتا، أشارت من خلاله إلى أن أكثر من نصف الزبائن في أحد المتاجر الشعبية الكبيرة في المقاطعة، كانوا يتحققون من ماركات البضائع قبل شرائها عبر هواتفهم، للتأكد من أنها غير مشمولة مع الشركات التي يقاطعونها بسبب دعمها لإسرائيل، ما يؤكد نجاح الحملة وانتشارها بشكل واسع حتى في الغرب.
حساب نحو الحرية نشر مقطع فيديو يحاكي صاروخًا يتوجه نحو طفل في غزة، وقد ظهرت على الصاروخ أسماء شركات داعمة لإسرائيل، في إشارة إلى أن هذه الشركات تساهم في قتل الأطفال.
تذكير: #مقاطعة_المنتجات_الداعمة_لإسرائيل pic.twitter.com/CLnXr0rFrX
— نحو الحرية (@hureyaksa) November 1, 2023
ونشر الحساب نفسه عبر تغريدة ثانية لقطات تظهر حسومات أعلنت عنها بعض الشركات التي تتعرض للمقاطعة بهدف رفع مبيعاتها بدون أن ينجح الأمر.
التخفيضات على المنتجات الداعمة للاحتلال لم تتوقف ومع ذلك لا أحد يشتري.#مقاطعة_المنتجات_الداعمة_لإسرائيل pic.twitter.com/9FfZZTjWyZ
— نحو الحرية (@hureyaksa) October 31, 2023
كما تداول الناشطون صور لوحات إعلانية من الكويت كُتب عليها: "هل قتلت طفلًا فلسطينيًا اليوم؟"، في إشارة إلى أن استهلاك المنتجات التابعة للشركات الداعمة لإسرائيل هو مساعدة في تمويلها للاستمرار بقتل الأطفال.
من أجمل الحملات التي أطلقها أهلنا في الكويت
"هل قتلت فلسطيني اليوم"؟؟؟#مقاطعة_المنتجات_الداعمة_لإسرائيل pic.twitter.com/gUZZAKvoGa— #سعوديون_مع_الاقصى (@Saudis2018) October 26, 2023
بينما نشر الناشط السعودي المعارض، تركي الشلهوب، صورًا تظهر أحد فروع مقاهي ستاربكس في الكويت، بعد تعرضه للتخريب من ناشطين داعمين لغزة، كما قاموا بكتابة شعارات داعمة لفلسطين على جدار المقهى، وأخرى مطالبة بمقاطعته.
أحد فروع ستاربكس في الكويت يتعرض للتخريب؛ بسبب دعمه للاحتلال 🙂✊#طوفان_الأقصى #مقاطعة_المنتجات_الداعمة_لإسرائيل pic.twitter.com/QhpNcYT9yY
— تركي الشلهوب (@TurkiShalhoub) October 21, 2023
وفي دليل على نجاح حملة المقاطعة في مصر، والتي طالت عدة شركات أبرزها شركة بيبسي للمشروبات الغازية، واستبدالها بمنتجات محلية الصنع بشكل كامل، خرجت أخبار عن نية الشركة العملاقة تخفيض إنتاجها في مصر لفترة مؤقتة بسبب التراجع الكبير في المبيعات.
سبيرو سبَاتِس 💛 pic.twitter.com/BLOjcuNAre
— Shrouq..🍂🦋 (@ShroukHamdi11) November 8, 2023
سبيرو سباتس طلعت أقدم من إسرائيل 😇 pic.twitter.com/s9KeKwKU4b
— ﮼رغدة﮼السعيد (@RaghdaaElSaeed) November 6, 2023
وللتشجيع على الاستمرار في حملة المقاطعة، كتب الناشط العماني عبدالله العدوي: "لا تستهن بتأثيرك في حملة مقاطعة منتجات الشركات الداعمة للكيان المحتل، مهما كانت السلعة بسيطة ورخيصة. شجع من حولك لأن حشد أكبر عدد من المقاطعين من مختلف دول العالم والاستمرار لفترة طويلة له أثر قوي وضغط حقيقي. التضامن مع #غزة واجب إنساني".
لا تستهين بتأثيرك في حملة مقاطعة منتجات الشركات الداعمة للكيان المحتل، مهما كانت السلعة بسيطة ورخيصة.شجع من حولك لأن حشد أكبر عدد من المقاطعين من مختلف دول العالم والاستمرار لفترة طويلة له أثر قوي وضغط حقيقي.التضامن مع #غزة واجب إنساني.#غزه_تقاوم #غزة_تُباد#Gaza_Geniocide pic.twitter.com/3ImuVlG74k
— عبدالله العدوي (@Abdullah_adawi) November 7, 2023
وضمن السياق نفسه، طالب دار الإفتاء في ليبيا من جميع المسلمين مقاطعة المنتجات الغربية الداعمة للعدو الإسرائيلي، حيث قال الدار في بيان: "يجب على الجهات المسؤولة والتجار والمستهلكين عدم الاستيراد ومقاطعة ما يمكن الاستغناء عنه من سلع الشركات الداعمة للعدو لأنه يعد مشاركة في الحرب على غزة".
البيان كاملاً .. (دار الإفتاء الليبية)
مقاطعة الشركات الداعمة للعدو.. #بيان_دار_الافتاء_الليبية #فلسطين #غزة_الآن #غزه_تقاوم #ليبيا #أبوعبيدة #السودان #مقاطعة_شاهد #قعيد_يهدد_التيك_توك pic.twitter.com/L6PkgSyxaq— الدر المنثور (@Aldur_almanthur) November 8, 2023
وقد كان ملفتًا مشاركة ناشطين أجانب في الحملة في أكثر من بلد غربي، دعوا من خلال مقاطع فيديو إلى مقاطعة بعض الأماكن التي تدعم إسرائيل مثل ستارباكس وكارفور، ودعوا في المقابل إلى استهلاك منتجات محلية لا علاقة لها بالكيان.
حملات مقاطعة منتجات الشركات الداعمة لإسرائيل لم تقتصر على العرب فقط فكل الاحرار والإنسانين من الأمريكيين والأوروبيين من شاهدوا جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها اسرائيل في غزة أعلنوا مقاطعتهم لمنتجات الشركات الداعمة لإسرائيل....
ويبقى البعض من العرب مع هزي يا وزة pic.twitter.com/21WTLZ1IQC— Saif Alnofli (@saifalnofli9) November 1, 2023