24-مارس-2022
البرتغال

"Getty"

نجحت عشر منتخبات أوروبية حتى الآن في التأهل إلى مونديال 2022 في قطر، بعدما تصّدرت مجموعاتها خلال التصفيات، أبرزها فرنسا حاملة اللقب، ألمانيا بطلة نسخة 2014، وإنجلترا وصيفة اليورو، بينما يتوجب على 12 منتخبًا خوض الملحق الأوروبي، لمعرفة المنتخبات الثلاث المتبقية، التي ستنضم إلى ممثلي القارة العجوز في العرس الكروي العالمي.

إيطاليا

المنتخبات الـ 12 المتأهلة إلى الملحق، تتألف من المنتخبات العشرة التي حلّت ثانيةً في مجموعتها في المرحلة الأولى من التصفيات، إضافة إلى أفضل فريقين حققا نتائج إيجابية في دوري أمم أوروبا، من بين الفرق التي لم تحتل أحد المركزين الاولين في التصفيات، الاختيار وقع على النمسا ومقدونيا الشمالية.

        

           

أسفرت القرعة التي أجريت في مدينة زيوريخ السويسرية، عن توزّع المنتخبات الـ 12 على ثلاثة مسارات، يتأهل منتخب واحد فقط من كلّ مسار إلى المونديال، وستكون أم المعارك في المسار الثالث الذي يضم إيطاليا والبرتغال، إلى جانب تركيا ومقدونيا الشمالية، ما يعني أن منتخبي إيطاليا والبرتغال لن يتواجدا سويًا في المونديال، وسيُحرم الجمهور من واحد منهما على الأقل، فيما تمّ استبعاد روسيا من المنافسة بسبب الحرب على أوكرانيا، الأمر الذي لاقى انتقادات واسعة من المتابعين، ما يعني أن الصراع سينحصر بين بولندا التي تأهلت إلى النهائي تلقائيًا، والمنتخب الفائز من مباراة السويد وجمهورية التشيك، للظفر بالبطاقة المؤهلة إلى الدوحة.

تركيا

مباريات نصف النهائي ستلعب اليوم الخميس على أرض المنتخبات التي فازت بالقرعة، على أن تقام المواجهات النهائية الثلاث يوم الثلاثاء القادم. المباريات ستجرى ضمن نظام خروج المغلوب، ويتوجب على الفريق الفوز في مباراتين في حال أراد التأهل إلى المونديال.

المسار الأول: مباريات متكافئة وكل الاحتمالات مفتوحة

تستقبل النمسا منافستها ويلز في مباراة متكافئة وواعدة بالإثارة والتشويق، المنتخبان يقدمان مستوى مميزًا في السنوات الأخيرة، فويلز حلّت ثانيةّ في مجموعتها خلف بلجيكا القوية، محققةّ 15 نقطة، ومتفوقة على تشيكيا، بينما تأهلت النمسا إلى الملحق سبب نتائجها في دوري أمم أوروبا.

ويلز

يأمل منتخب ويلز أن يكون نجمه غاريث بيل جاهزًا للملحق ذهنيًا وبدنيًا، وأن يقدم المستوى  الذي اعتادت جماهير منتخب بلاد الغال عليه، بالرغم من غيابه لفترة طويلة عن المشاركة مع ريال مدريد، حيث لا يحظى بثقة مدرب الفريق كارلو أنشيلوتي. تعتمد ويلز أيضًا على كتيبة من النجوم المتألقة في الدوري الإنجليزي، أبرزهم المخضرم أرون رامزي لاعب آرسنال سابقًا، ونجم ليدز يونايتد دانييل جايمس.

في المقابل تعتمد النمسا على لاعبي الخبرة، وفي مقدمتهم قائد المنتخب دافيد ألابا، والمهاجم المخضرم أرناتوفيتش، لمساعدتها على التأهل إلى المونديال للمرة الثامنة في تاريخها، آخرها كان في مونديال 1998 في فرنسا، بينما تبحث ويلز عن تأهلها الثاني في المونديال، والأول منذ مشاركتها اليتيمة في مونديال 1958 بالسويد.

النمسا

المباراة الثانية في المجموعة بين أوكرانيا واسكتلندا تمّ تأجيلها بسبب الأحداث العسكرية في أوكرانيا، إلى موعد يحقّق لاحقًا، وبالتالي فإن هوية المتأهل من المسار الأول لن تُكشف خلال التوقف الدولي الحالي.

المسار الثاني: مواجهة محتملة بين ليفاندوفسكي وزلاتان

يستقبل منتخب السويد وصيف مونديال 1958، نظيره المنتخب التشيكي، في مباراة يمتلك فيها المنتخب الإسكندنافي أفضلية نظرية، في ظل اكتمال صفوفه بعد الحديث عن جاهزية مهاجمه زلاتان ابراهيموفيتش ابن الأربعين سنة، ومهاجم ريال سوسيداد ألكسندر إسحاق المطلوب في عدة أندية أوروبية، في المقابل ستفتقد تشيكيا لهدافها باتريك تشيك، الذي تألّق بشكل لافت في اليورو وسجّل أجمل أهداف البطولة، ومدافع ويستهام فلاديمير كوفال بداعي الإصابة.

السويد

في دور المجموعات، كانت السويد تمتلك الفرصة للتصدر والتأهل مباشرة، وإرسال إسبانيا بطلة مونديال 2010 إلى الملحق، لكنها فرّطت بفرصتها وانهزمت بشكل مفاجئ أمام جورجيا في الجولة قبل الأخيرة، لتخسر صدارة المجموعة. التفاؤل يعمّ المعسكر السويدي على اعتبار أن المنتخب لم يخسر على أرضه منذ خريف العام 2020، وبالتالي فهم يطمحون لمواصلة السلسلة والفوز على تشيكيا والمضي  قدمًا في التصفيات.

السويد

في المقابل فإن المنتخب التشيكي يعشق التحديات كما هو معروف عنه، وتحقيق النتائج اللافتة عندما لا يكون مرشحًا  للتأهّل أو الفوز، فالجمهور لا ينسى الملحمة التي سطرها في يورو 1996 عندما بلغ المباراة النهائية، كما أن نجاح المنتخب في إقصاء هولندا من ثمن نهائي يورو الماضي، يترك انطباعًا لدى أفراد الفريق أنهم وبالرغم من الغيابات المؤثرة، قادرون على خلق المفاجآت.

التشيك

منتخب تشيكيا شارك مرة واحدة فقط في المونديال بعد الانفصال عن سلوفاكيا، كانت في مونديال 2006 في ألمانيا، بينما وصلت السويد إلى النهائيات 12 مرة. الفائز من المباراة سيواجه بولندا التي تأهلت بشكل آلي بعد استبعاد روسيا من المسابقة.

المسار الثالث: هل يخسر المونديال رونالدو ؟

تخشى إيطاليا بطلة العالم أربع مرات، أن تتجرع كأس الإقصاء من المونديال مرة أخرى، بعد ما حدث الأمر في النسخة الأخيرة، يدرك أبطال أوروبا أن مهمتهم لن تكون سهلة، إذ سيواجهون الطموح المقدوني الشمالي، المنتخب الذي يحلم بالمشاركة في المونديال للمرة الأولى، بعدما فاجأ الجميع وتأهل إلى يورو 2020، ثم الفائز من مباراة تركيا والبرتغال في حال بلغوا النهائي.

البرتغال

إيطاليا فرّطت بفرصة التأهل، عندما أهدر جورجينو ركلة جزاء في المباراة الحاسمة ضد سويسرا، لتظفر الأخيرة ببطاقة التأهل، ويدخل جمهور الكرة الإيطالية في دوامة قلق منذ تلك اللحظة. مدرب إيطاليا روبرتو مانشيني تلقى الضربات الموجعة الواحدة تلو الأخرى، من إهدار جورجينيو لركلة الجزاء، إلى إصابة نجم الفريق فريدريكو كييزا، والظهير المتألق سبينازولا، بالإضافة إلى الشكوك حول مشاركة ثنائي الخبرة في قلب الدفاع كيليني وبونوتشي، فيما استبعد مانشيني المهاجم ماريو بالوتيلي، وأعاد تجديد ثقته بهداف لاتسيو تشيرو إيموبيلي، بالرغم من تراجع مستواه مع المنتخب في الفترة الأخيرة.

البرتغال

في نصف النهائي الآخر، يدرك كريستيانو رونالدو وزملاؤه أن مهمتهم لن تكون سهلة عندما تستقبل البرتغال  منتخب تركيا العنيد على استاد دراغاو التابع لفريق بورتو. كتيبة فرناندو سانتوس مدرب البرتغال تملك عددًا كبيرًا من النجوم، فبالإضافة إلى رونالدو، يتواجد في التشكيل نجم مانشستر سيتي برناردو سيلفا، ومهاجم ليفربول المتألق دييغو جوتا، وجواو فيليكس مهاجم أتلتيكو مدريد الذي استعاد بريقه مؤخرًا، فيما من المفترض أن تناط صناعة الألعاب ببرونو فرنانديز، زميل رونالدو في مانشستر يونايتد، والذي لا يقدم أفضل مبارياته عندما يتواجد مع الدون، سواءً في النادي أو في المنتخب، وبالتالي فإن مهمة المدرب ستكون صعبة في إيجاد التوليفة وطريقة اللعب المناسبة، لتجنّب مفاجآت الضيوف. مع الإشارة إلى أن البرتغال فشلت في التأهل مباشرة إلى المونديال بعد حلولها ثانية في مجموعتها خلف صربيا.

إيطاليا

من جهتها، حلّت تركيا ثانية في مجموعتها خلف هولندا، وقد أظهر المنتخب تطورًا واضحًا في مستواه، منذ الخروج المخيب من الدور الأول ليورو 2020، وقدّم أداءً جيدًا في التصفيات، باستثناء الخسارة المهينة أمام هولندا 1-6، ويعتمد مدرب الفريق الألماني ستيفان كونتز، على خليط من لاعبي الخبرة يتقدمهم بوراك يلماز، تشالهانوجلو، ومواهب شابة سيكون لها دور كبير في مستقبل الكرة التركية، من بينهم جنكيز اندير وكريم أكتورأوغلو، الفائز من مباراة البرتغال وتركيا، يستضيف على أرضه الثلاثاء القادم، الفائز من مباراة إيطاليا مع شمال مقدونيا.