19-أغسطس-2024
مؤتمر الديمقراطيين

(AP) متظاهرة ترفع لافتة كتب عليها: الحزب الديمقراطي: عقود دون تغيير

ينعقد مؤتمر الحزب الديمقراطي، اليوم الإثنين، في مدينة شيكاغو بولاية إلينوي، وسط إجراءات أمنية مشددة في ظل توقّع نزول الآلاف إلى الشوارع للاحتجاج على موقف إدارة الرئيس الديمقراطي، جو بايدن، الداعم للحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة، في صورة أعادت للأذهان الاحتجاجات العنيفة ضد الحرب الأميركية على فيتنام، والتي رافقت مؤتمر الديمقراطيين في المدينة ذاتها في عام 1968.

وتتجه الأنظار إلى شيكاغو بدءًا من اليوم، مع انطلاق أعمال المؤتمر الوطني العام للحزب الديمقراطي، وستلقي المرشحة لانتخابات الرئاسة الأميركية، كامالا هاريس، كلمتها في آخر أيام المؤتمر، الخميس المقبل، بعد أن يتم ترشيحها رسميًا من قبل الديمقراطيين لخوض سباق الانتخابات.

إجراء تغييرات في برنامج الحزب

لكن المؤتمر المصمم لاحتفال الديمقراطيين بترشيح هاريس بعدما أعادت الزخم الجماهيري لحملتهم الانتخابات، ترافقه إجراءت أمنية مشددة تخوفًا من المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين، حيث يسعى عشرات المندوبين المسلمين وحلفاؤهم الغاضبون من الدعم الأميركي للهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة إلى إجراء تغييرات في برنامج الحزب الديمقراطي، ويخططون للضغط من أجل فرض حظر على الأسلحة لـ"إسرائيل" هذا الأسبوع.

يسعى عشرات من المندوبين المسلمين وحلفائهم الغاضبين إلى إجراء تغييرات في برنامج الديمقراطيين الداعم لـ"إسرائيل"

وتقول وكالة "رويترز" إن هذه الخطط وضعت الديمقراطيين في حالة تأهب لاحتمال حدوث محاولات لمقاطعة خطب بارزة في المؤتمر الوطني، وتقول المجموعة المؤيدة للفلسطينيين "مندوبون ضد الإبادة الجماعية" إنها ستمارس حقوقها في حرية التعبير خلال الأحداث الرئيسية في المؤتمر.

وفيما امتنع منظمو المجموعة عن ذكر تفاصيل، فإنهم قالوا إنهم يشجعون المؤيدين على ارتداء الكوفية الفلسطينية، وحمل الأعلام الفلسطينية، وسيسعون إلى إجراء تعديلات في برنامج الحزب، في حين يحثون المندوبين على التحدث في قاعة المؤتمر.

وأظهر مقطع فيديو متداول اعتلاء ناشطة مؤيدة للفلسطينيين منصة حفل الترحيب بمندوبي المؤتمر، وشرعت بالهتاف مطالبة بوقف الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال في مختلف أنحاء القطاع.

ويرى المندوبون المؤيدون للفلسطينيين أنهم يستحقون دورًا أكبر في كتابة برنامج الحزب، بالإضافة إلى تضمين صيغة تدعم إنفاذ القوانين التي تحظر تقديم المساعدات العسكرية للأفراد أو قوات الأمن التي ترتكب انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان، وتضم شيكاغو أكبر عدد من الأميركيين من أصل فلسطيني مقارنة بأي مدينة أميركية أخرى.

الولاية تسمح بالاحتجاجات السلمية

وقال رئيس بلدية شيكاغو، براندون جونسون، في تصريح لمحطة "ABC"، أمس الأحد، إنهم مستعدون، مضيفًا أن شرطة المدينة تنسق مع جهاز الخدمة السرية وغيره من الوكالات لضمان "سلامة وسلمية وحيوية" المؤتمر.

فيما أكد حاكم ولاية إيلينوي، جاي بي بريتزكر، أن الولاية ستسمح بالاحتجاجات المخطط لها، لكن شرط أن تبقى سلمية، محذرًا أن "مثيري الاضطرابات في حال وجدوا سيتم توقيفهم وسيُدانون".

ووفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، فإن المخاوف من تنظيم احتجاجات أوسع بعد ترشيح هاريس التي ينظر إليها على أنها أكثر تعاطفًا مع النشطاء المدافعين عن حقوق الفلسطينيين، قد تراجعت، لكن لا يزال من المتوقع تجمع عشرات الآلاف من المحتجين، وتبقى إمكانية حدوث اضطرابات كبيرة قائمة.

وكانت مديرة حملة هاريس، جولي تشافيز رودريغيز، قد نظمت اجتماعات الأسبوع الماضي، للاستماع إلى مخاوف بعض العرب الأميركيين، وبعض المندوبين الممثلين للناخبين الديمقراطيين الذين صوتوا بـ"عدم الالتزام" في الانتخابات التمهيدية احتجاجًا على سياسة بايدن تجاه "إسرائيل".

وتقول "نيويورك تايمز" إن الديمقراطيين يواجهون سؤالًا محورًيا خلال المؤتمر: "هل يمثل المحتجون شريحة مؤثرة من الناخبين قادرة على تغيير نتيجة انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر، أم أنهم مجرد متطرفين يساريين ينبغي مقاومتهم في سبيل استمالة الناخبين المعتدلين؟".

مضيفةً أنه في كلتا الحالتين، ستكون الحرب قضية محورية طوال المؤتمر، وهو ما أكده حاكم نيو جيرسي، فيل ميرفي، بالقول: "إنها حقيقة لا يمكن تجاهلها. هناك الكثير من المآسي وفقدان الأرواح البريئة، ناهيك عن المخاطر الجيوسياسية الكبيرة التي للأسف لن تختفي في المستقبل القريب".

وقد اجتاحت الاحتجاجات على الحرب، بقيادة بعض العرب والمسلمين الأميركيين والشباب التقدميين، الجامعات والمدن عبر عديد الولايات الأميركية هذا الربيع، ولاحقت ظهور بايدن خلال حملته قبل انسحابه من سباق الترشح، كما ظهر المحتجون، وإن بشكل أقل حدة، في بعض فعاليات هاريس منذ أن أصبحت المرشحة الفعلية.

وكانت هاريس قد قالت بعد لقائها برئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، الشهر الماضي، في واشنطن، إن لـ"إسرائيل" الحق في الدفاع عن نفسها، لكنها أضافت أيضًا أنه "لا يمكننا أن نسمح لأنفسنا بأن نغض الطرف عن المعاناة ولن أصمت"، في إشارة إلى الحرب في غزة.

من جهتها، أشارت وكالة "أسوشيتد برس" إلى أن المتظاهرين اتفقوا على أن تكون الرسالة الأساسية لمظاهرات المطالبة بإيقاف الحرب الإسرائيلية في غزة، على أن تغطي أيضًا مجموعة من القضايا الأخرى، بما يشمل حق الإجهاض، وتغيّر المناخ، والمساواة العرقية، لافتةً إلى بعض الشركات قامت بإغلاق نوافذها كإجراء احترازي خوفًا من اندلاع اشتباكات عنيفة بين المحتجين وقوات الشرطة.

وأشارت الوكالة لى أن العديد من المتظاهرين شبه الاحتجاجات الحالية بالاحتجاجات التي رافقت مؤتمر الديمقراطيين في عام 1968، عندما احتج المئات على الحرب الأميركية في فيتنام، مما أدى حينها إلى اشتباكات عنيفة بين المحتجين وقوات الشرطة تمت مشاهدتها على الهواء مباشرة.

وقالت محاكم المقاطعات إنها ستوفر مساحات إضافية في حالة حدوث اعتقالات جماعية، فيما ذكرت شرطة شيكاغو أن الضباط خضعوا لتدريب مكثف على تطبيق الدستور وتكتيكات تخفيف التوتر.