16-أغسطس-2024
كامالا جو

(AP) سيلقي الرئيس بايدن خطابًا داعمًا لهاريس في مؤتمر الديمقراطيين

كان من المقرر أن يكون الرئيس الأميركي، جو بايدن، الشخصية الرئيسية في المؤتمر الوطني العام للحزب الديمقراطي قبل بضعة أسابيع فقط، لكنه أصبح بعد انسحابه من الانتخابات الرئاسية بمثابة شخصية هامشية جل ما قد يقوم به هو إلقاء خطاب تمهيدي لنائبته، كامالا هاريس.

تقول وكالة "رويترز" إن بايدن البالغ 81 عامًا لا بد أن يحمل خطابه، الاثنين المقبل، في اليوم الأول من مؤتمر الحزب الديمقراطي في شيكاغو، مشاعر متضاربة. فهو رغم أنه لا يزال يشعر بالإحباط جراء خروجه من السباق إلى البيت الأبيض، إلا أنه سيحاول إقامة توازن بين مشاعره وبين الحاجة إلى مساعدة هاريس في إلحاق الهزيمة بالمرشح الجمهوري دونالد ترامب في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، وفقًا لـ"رويترز".

سيكون ظهور بايدن في مؤتمر الحزب الديمقراطي بمثابة "عرض افتتاحي في حفلة تايلور سويفت"

ومع استعداد هاريس لقبول ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة رسميًا، الخميس المقبل، سيكون ظهور بايدن بمثابة "عرض افتتاحي في حفلة تايلور سويفت"، وفقًا للباحث في معهد "بروكينغز"، وليام غالستون.

وقال غالستون: "لن يكون خطابا سهلًا"، مضيفًا: "لكن مثل كل رؤساء الولايات المتحدة، يضع بايدن نصب عينيه دخول التاريخ، ويعلم أن الطريق الأكيد لتأمين إرثه الآن يمر عبر هاريس".

وأضاف: "أنا متأكد أنه يفهم أن فرص النظر إلى رئاسته على أنها ناجحة سترتفع بشكل كبير في حال خلَفته كامالا هاريس".

في المقابل، لم يهدر ترامب وقتًا للسخرية من كون خصمه السابق لم يعد يحتل الصدارة، وقال أمام تجمع انتخابي، أول أمس الأربعاء: "(يوم) الاثنين هو اليوم الأسوأ" لتولي الكلام في المؤتمر: "لم يمنحوه حتى وقتًا جيدًا لإلقاء خطابه"، متهمًا هاريس بـ"محاولة التخلص منه".

ومنذ قراره الانسحاب من الانتخابات الرئاسية في 21 تموز/يوليو في أعقاب مناظرة كارثية ضد ترامب، آثر بايدن الجلوس في الصفوف الخلفية مفسحًا المجال أمام هاريس.

وبينما تعمل هاريس على تنشيط الحزب الديمقراطي، أمضى الرئيس الأميركي فترات طويلة في منزله في ديلاوير حيث شوهد وهو يركب الدراجة الهوائية، ويسترخي على البحر مع عائلته في نهاية الأسبوع الماضي.

وقد سخر بايدن في بعض الأحيان من النهاية المفاجئة لمسيرته السياسية التي استمرّت خمسة عقود، وقال أمام شخصيات نافذة في البيت الأبيض، أول أمس الأربعاء: "دعوتكم إلى البيت الأبيض لأنني أبحث عن عمل".

لكن كانت ثمة فترات من الإحباط أيضًا، فقد أُفيد بأن بايدن غاضب من الدور الذي لعبته رئيسة مجلس النواب السابقة، نانسي بيلوسي، في إخراجه من السباق الرئاسي، كما أُفيد بأنه يشعر بخيبة أمل لأن الرئيس السابق، باراك أوباما، لم يقم بالمزيد لمساندته.

وبينما أقر بايدن بأن الديمقراطيين في الكونغرس يخشون أنه قد يضر بفرصهم الانتخابية في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، فقد قال لمحطة "CBS": “كنت أشعر بالقلق من أنني إذا بقيت في السباق، فسيكون هذا هو الموضوع"، وأضاف: "ستسألونني لماذا قالت نانسي بيلوسي هذا.. لماذا فعل فلان وفلان… وظننت بأن هذا سيكون بمثابة تشتيت حقيقي".

ومن المتوقع أن يذهب بايدن في عطلة مباشرة بعد خطابه خلال المؤتمر، ما سيجنبه رؤية الآلاف من المندوبين الذين سيهتفون ويصفقون للمرشحة الجديدة وسط إطلاق البالونات.

ورغم كل ذلك، سيظل بايدن موضع ترحيب من جانب الحزب في شيكاغو. كذلك، سيلعب دورًا حاسمًا في السعي إلى تحقيق الهدف الذي يقول إنه كان في صميم قراره ألا وهو هزيمة ترامب.

وفي هذا السياق، قال الأستاذ من جامعة جورج واشنطن، كايسي بورغارت، لوكالة الأنباء الفرنسية: "بعد التفكير، فإنه قد يصل إلى وضع مريح بالفعل بشأن إرثه وقراره، خصوصًا في حال فازوا (الديمقراطيون)".

وتسعى نائبة الرئيس البالغة من العمر 59 عامًا إلى شق طريقها الخاص، خصوصًا في ما يتعلق بالاقتصاد الذي يعد واحدة من القضايا التي أضرّت بشدّة بشعبية بايدن، أما بالنسبة لبايدن فسيكون ذلك بمثابة تحول وداعي.

وفي هذا الإطار، قال غالستون: "ربما سنرى أن بايدن أقرب إلى التعايش بسلام مع كل ذلك، أكثر مما يمكننا تخيله".

ومن المتوقع أن يتطرق بايدن إلى فكرة الانتقال إلى جيل جديد، خصوصًا أن الجمهوريين يمثلهم حاليًا أكبر مرشح سنًا في تاريخ الولايات المتحدة، مع بلوغ ترامب 78 عامًا.

وبعدما تمكنت هاريس من تقليص أو حتى إلغاء تقدم ترامب في استطلاعات الرأي، ينظر الديمقراطيون إلى بايدن بإيجابية أكبر مما كانوا ينظرون إليه عندما كان مرشحًا عن الحزب.

وقال غالستون: "بصراحة، يمكنه توقع استقبال أكثر حرارة مما إذا كان قد بقي في السباق الرئاسي".