حفلت الجولة الافتتاحية من دوري أبطال أوروبا بالعديد من المباريات المثيرة، فاستطاع ليفربول أن يحسم موقعة الأنفيلد أمام باريس سان جيرمان لصالحه في الوقت بدل الضائع، كذلك فعل إنتر ميلان وحقق الانتصار على ضيفه توتنهام هوتسبيرز الإنجليزي بالوقت البديل، في وقت استعرض به ميسي عضلاته أمام آيندهوفن الهولندي، وقاد فريقه لانتصار ساحق بأربعة أهداف نظيفة.
دخل آيندهوفن ملعب كامب نو بثقة كبيرة، فبادر لاعبوه بالضغط على مواقع أصحاب الأرض الذين استفزّتهم تسديدة بيريرو التي جاورت مرمى الحارس تيرشتيغن، فسيطروا على وقائع المباراة تدريجياً، قبل أن يفتتح الأرجنتيني ليونيل ميسي أهداف الموسم الحالي من دوري أبطال أوروبا، عندما نفّذ ركلة حرّة مباشرة على طريقته الخاصّة بالدقيقة 32، ليصبح ثاني لاعب في تاريخ البطولة يسجّل في 14 موسماً متتالياً، وعليه انتهت وقائع الشوط الأوّل.
واصل برشلونة الضغط على مرمى الحارس جروين زويت في الشوط الثاني، لكنّ الأخير أنقذ مرماه من عدّة أهداف محقّقة أبرزها تسديدتا ليونيل ميسي وفيليب كوتينيو، فيما نابت العارضة عنه وأنقذت الفريق من هدف ثان بتوقيع لويس سواريز. حدث هذا قبل 7 دقائق من الهدف الثاني الذي سجّله الفرنسي عثمان ديمبلي في الدقيقة 74، عندما راوغ مدافعي آيندهوفن وسدّد كرة من بعيد استقرّت على يسار زويت.
فضّ ليونيل ميسي شراكته مع رونالدو وأصبح برصيده 8 هاتريك في دوري الأبطال، وهو الرقم الأعلى في التاريخ
لم يمهل ليونيل ميسي الضيوف لالتقاط أنفاسهم بعد الهدف الثاني، فأسعفهم بثالث في الدقيقة 76 بعد تمريرة جميلة من راكيتش، قبل أن يتعرّض زميله صامويل أومتيتي للطرد إثر تدخّل عنيف استحقّ عليه البطاقة الصفراء الثانية له في المباراة، والتي ختمها النجم الأرجنتيني بثالث أهدافه في اللقاء والرابع لفريقه في الدقيقة 87، ليصبح ميسي أكثر لاعب في تاريخ اللعبة يسجّل الهاتريك، فهو فعل ذلك للمرة الثامنة، وفضّ شراكته مع كريستيانو رونالدو الذي يملك 7 هاتريكات في البطولة، كذلك بات في رصيد ميسي بالبطولة 103 أهداف، وهو ما يفوق عدد الأهداف التي سجّلها نادي آيندهوفن بتاريخه العريق في البطولة.
اقرأ/ي أيضًا: عودة الشغف.. مواجهات نارية مع بداية دوري أبطال أوروبا
وفي المجموعة ذاتها قلب إنتر ميلان تأخّره بهدف، إلى فوز دراماتيكي في لحظات اللقاء الأخيرة، حيث بدأ الضيف توتنهام الإنجليزي التهديف بتسديدة من كريستيان إيريكسن تصدّى لها الحارس سمير هاندانوفيتش، قبل أن ترتدّ الكرة إلى اللاعب الدانماركي الذي صوّبها بقوّة فارتطمت بقدم المدافع وسكنت شباك الحارس السلوفيني بالدقيقة 54.
أراد توتنهام أن يقضي على آمال الإنتر في تعديل النتيجة، لكن فرصه باءت بالفشل بسبب تألّق الحارس أمام محاولات إيريك لاميلا وهاري كين وإيريكسن، قبل أن ينجح الأرجنتيني ماورو إيكاردي في تسجيل هدف التعادل بالدقيقة 86، بعد أن صوّب بطريقة رائعة كرة استلمها من زميله كوادو أسامواه وأودعها بالشباك في لمسة واحدة من خارج منطقة الجزاء، وهو أوّل لاعب في تاريخ دوري أبطال أوروبا ينجح في تسجيل هدف من أول تسديدة له خارج منطقة الجزاء، علماً أنّ هذه المباراة هي الأولى له في البطولة.
سجّل ميسي في دوري الأبطال 103 أهداف، وهو أكثر مما سجّله نادي آيندهوفن بتاريخه العريق في البطولة
ومع انتظار الفريقين صافرة النهاية أفرح الأوروغوياني ماتياس فيتشينو جماهير ملعب الجوسيبي مياتزا، عندما سجّل برأسه هدف الانتصار في الوقت بدل الضائع، ليمنح فريقه العائد للبطولة بعد غياب أول ثلاث نقاط له في المجموعة، تاركاً لمدرّب توتنهام بوكيتينيو الحسرة على خسارة ثالث مباراة له على التوالي بعد كارثتي بيرنلي وليفربول، وهي المرّة الأولى في تاريخ المدرّب الأرجنتيني التي يتعرّض بها لثلاث خسارات متتالية، والمفارقة أنّها جميعاً أتت بنتيجة 2-1.
وفي قمّة مباريات الجولة الأولى كاد باريس سان جيرمان أن يفسد أفراح جماهير ليفربول، لكنّ الوقت بدل الضائع أسعف أصحاب الأرض ومنحهم الانتصار الدرامي، حيث دخل الريدز المباراة بقوّة كبيرة، فلم يسمح خط وسط أصحاب الأرض لنجوم باريس سان جرمان بالتقاط أنفاسهم بعد كلّ هجمة ينفّذها ليفربول، وأنقذ الحارس الباريسي ألفونسي أريولا مرماه من عدّة أهداف محقّقة، واستطاع أن يُخرج مرماه سالماً من اكتساح الريدز لأرض الملعب، فيكفي أن الدقائق العشر الأولى من المباراة شهدت حصول زملاء محمّد صلاح على 5 ركلات ركنيّة.
اقرأ/ي أيضًا: قرعة دوري أبطال أوروبا "الجهنمية".. غزوة جوائز لريال مدريد
استطاع مهاجم الريدز دانييل ستوريدج أخيراً أن يفرح أصحاب الأرض برأسيّة متقنة في الدقيقة 30، أتبعه زميله ميلنر بعده بست دقائق بهدف ثان من ركلة جزاء، وهنا ظنّ الجميع أن ليفربول سيقبل على مهرجان أهداف يفرح جماهيره، لكنّ خطأ دفاعياً منح الضيوف فرصة العودة للمباراة، عندما استغلّ توماس مونييه تشتيت روبرتسون الخاطئ للكرة، فأودعها في الشباك بالدقيقة 40.
مع بداية الشوط الثاني واصل ليفربول ضغطه الرهيب على منطقة الخصم بغية قتل المباراة بهدف ثالث، لكنّ مجهودات خطّ الوسط الكبيرة كانت تضيع سدى أمام إهدار المهاجمين للفرص وغياب شبه تام للنجم المصري محمّد صلاح، والذي أخطأ في تمرير العديد من الكرات السهلة، وكان خطأه الأخير كارثيّاً بحقّ فريقه عندما منح الكرة لخصمه البرازيلي نيمار، فاستغلّ نجم باريس سان جيرمان ذلك ومرر الكرة للفرنسي كيليان مبابي الذي سجّل هدف التعادل الذي اعتقد الجميع أنّه كان قاتلاً في الدقيقة 83، قبل أن يؤكّد البرازيلي البديل فيرمينيو أحقّية فريقه في الظفر بنقاط المباراة الثلاث عندما راوغ مدافعي باريس سان جيرمان وأطلق رصاصة النصر بتسديدة قويّة في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع، مانحاً فريقه نقاط المباراة الثلاث.
وفي المجموعة ذاتها تعثّر نابولي الإيطالي أمام مضيفه النجم الأحمر الصربي، بعد أن انتهى اللقاء الذي جمعهما بالتعادل دون أهداف، فيما تصدّر غلطة سراي التركي المجموعة الرابعة بعد فوزه الكبير على لوكوموتيف موسكو الروسي بثلاثة أهداف نظيفة، في حين انتهت مباراة بورتو البرتغالي مع شالكة الألماني بالتعادل بهدف لمثله.
وكان القاسم المشترك في المجموعة الأولى هو خسارة أصحاب الأرض، حيث أنهى بوروسيا دورتموند الألماني مهمّته في بلجيكا بنجاح، بعدما تفوّق على كلوب بروج بهدف وحيد، كذلكّ تكبّد أصحاب الأرض خسارة مريرة في فرنسا، عندما هُزم موناكو أمام أتلتيكو مدريد بهدفين لهدف.
اقرأ/ي أيضًا:
تصفيات دوري أبطال أوروبا.. بنفيكا والنجم الأحمر يواجهان خطر الخروج المبكّر