اليابان تتسبب بأوّل إقالة في تاريخ منتخب ألمانيا.. لماذا فشل بطل السداسية؟

في سابقة تاريخية، أقدم الاتحاد الألماني لكرة القدم مساء الأحد على إقالة مدرب المنتخب الأول هانز فليك ( 58 سنة)، إثر الخسارة القاسية أمام اليابان بهدف مقابل أربعة، ضمن استعدادات الماكينات ليورو 2024 الذي سيقام على أرضهم الصيف القادم.

فليك هو المدرب رقم 11 فقط في تاريخ المنتخب ألمانيا، إذ أن ألمانيا لا تغيّر كثيرًا مدربيها الوطنيين، ويستمر بعضهم لأكثر من عقد من الزمن، كما أنها المرة الأولى التي تتم فيها إقالة مدرب المنتخب منذ تأسيس الاتحاد الألماني في العام 1926.

لم يمتلك فليك مسيرة كبيرة كلاعب، وهو واحد من أربعة مدربين سابقين لألمانيا لم يسبق لهم اللعب بقميص المنتخب، وقد برز إلى الواجهة بدءًا من العام 2006، حين عمل مساعدًا ليواكيم لوف مدرب منتخب ألمانيا لفترة طويلة، وقادا معًا المانشافت لتحقيق كأس العالم 2014، قبل أن ينفصلا ويتولى فليك مناصب إدارية في الاتحاد الألماني، فيما استمر لوف مع المنتخب حتى يورو 2020، عندما أنهى بالتراضي علاقته مع المنتخب، وحلّ فليك بديلًا له.

بطل السداسية يفشل مع المنتخب

قبل وصوله إلى قيادة المنتخب الأول، انضم فليك إلى بايرن ميونيخ في العام 2019، وعمل كمساعد للمدرب الكرواتي نيكو كوفاتش، الذي أقيل بسبب سوء النتائج، ليستلم فليك قيادة الدفة مؤقتًا، ريثما يجد الفريق مدربًا من الصف الأول، إلا أن النتائج الباهرة التي حققها المدرب منذ استلامه المهمة، دفعت إدارة البافاري إلى منحه عقدًا دائمًا، ليقودهم إلى تحقيق سداسية تاريخية، جعلت أسهمه ترتفع إلى السماء، وتبدأ الصحافة الألمانية بالحديث عن المدرب اللامع القادم بقوة إلى الساحة الأوروبية.

بعد السداسية لم تسر الأمور بشكل جيد بين فليك وبايرن ميونيخ، وبرزت الخلافات في وجهات النظر إلى العلن، في وقت كان يواكيم لوف يعلن أن يورو 2020 الذي أٌجّل إلى العام 2021 بسبب جائحة كورونا، سيكون آخر محطة له مع المنتخب، وبالتالي فإن الاسم الأبرز لخلافته كان مساعده السابق، بطل السداسية، والرجل صاحب العلاقة المتوترة مع بايرن ميونيخ.

استلم هانز فليك مهمة تدريب المنتخب الأول صيف العام 2021، وكان يدرك صعوبة المهمة التي تنتظره، فكبرياء الكرة الألمانية أصيب بندوب كبيرة، بعد الخروج المهين من مونديال 2018، والخسارة أمام إنجلترا في ثمن نهائي يورو 2020، وبالتالي فإن الجماهير الألمانية علّقت أمالًا كبيرة على المدرب الجديد لإعادة ألمانيا إلى المجد مرة أخرى.

فشل المنتخب الألماني تحت قيادة فليك بإظهار ردة فعل كبيرة، كما هو حال المنتخبات الكبرى مع المدربين الجدد على إثر الخيبات في البطولات المجمعة، فخرج الفريق من بطولة دوري الأمم الأوروبية، وحقق نتائج سيئة في المباريات الودية، إلا أن الأنظار كانت موجهة إلى مونديال قطر 2022، الاختبار الجدي والحقيقي الأول لفليك. خيبة أخرى وخروج مذلّ جديد من دور المجموعات، وخسارة جديدة أمام منتخب آسيوي آخر هو اليابان، بعدما أقصت كوريا الجنوبية ألمانيا - لوف من مونديال 2018.

الاتحاد الألماني المعتاد على منح الفرص والوقت للمدربين، آثر هذه المرة أيضًا الاستمرار مع فليك بعد المونديال، لتحضير المانشافت لليورو الذي تستضيفه ألمانيا نفسها صيف العام 2024.

فعلتها اليابان مرة أخرى

خاضت ألمانيا تحت قيادة فليك ست مباريات ودية تحضيرًا لليورو، لم تفز سوى بواحدة كانت ضد البيرو، وخسرت أمام بولندا وبلجيكا وكولومبيا، مباراة اليابان كانت فرصة للألمان لتحقيق نصر كبير تكون له قيمة رمزية ومعنوية، من خلال الثأر من اليابانيين الذي هزموهم في قطر، وتحقيق انتصار بعد سلسلة عثرات، إلا أن محاربي الساموراي تفوّقوا على أنفسهم مرة أخرى، وألحقوا بكتيبة فليك خسارة جديدة هذه المرة برباعية، ليجد الاتحاد الألماني نفسه بعد مئة سنة تقريبًا، مضطرًا لاستخدام سلاح الإقالة للمرة الأولى.

إقالة فليك شغلت الرأي العام الكروي في ألمانيا والعالم، الغالبية ترى أن فليك يستحق الإقالة، فهو لم يفز سوى بـ 12 مباراة من أصل 25 قاد خلالها ألمانيا، كما أن الأداء لم يرتق إلى المستوى المطلوب، في ظل الفوضى في الدفاع وتلقي الكثير من الأهداف السهلة، والعقم الهجومي والإصرار على أسماء محددة.

في المقابل يرى البعض أن فليك لا يتحمّل وحده مسؤولية النتائج المتذبذبة، فألمانيا تعاني شحًّا في المواهب في السنوات الأخيرة، وهو ورث تركة ثقيلة ويحتاج لوقت أطول لمعالجة الأوضاع، كما أن إقالة المدرب قبل أقل من سنة من انطلاقة اليورو هي قفزة في المجهول.

لا يزال اسم خليفة فليك مجهولًا، في ظل التداول بعدد من الأسماء أبرزها مدرب بايرن ميونيخ السابق وخليفة فليك هناك يوليان نايجلسمان، فيما سيقود رودي فولر المنتخب مؤقتًا ضد فرنسا وديًا الثلاثاء.

بالإضافة إلى كونه أول مدرب ألماني وطني يتعرّض للإقالة، يمتلك فليك ثاني أقصر فترة تدريبية للمنتخب الأول، بالمقارنة مع المدربين العشر الذي سبقوه إلى المنصب. نستعرض في الجدول التالي لائحة المدربين الذين قادوا المانشافت تاريخيًا، والفترة التي قضوها على رأس المنتخب.

اقرأ/ي أيضًا:

بعد 15عامًا بقيادة لوف.. هانز فليك مدرّبًا المانشافت عقب نهاية اليورو

"الماكينات" معطلة.. الكرة الألمانية أمام مأزقٍ حقيقي