05-أغسطس-2024
فلسطينيون يتفقدون الركام الذي خلّفه القصف الإسرائيلي في دير البلح

وصلت مفاوضات وقف إطلاق النار إلى طريق مسدود (رويترز)

في الوقت الذي يترقّب العالم فيه رد إيران و"حزب الله" على اغتيال "إسرائيل" إسماعيل هنية وفؤاد شكر، وبينما تسعى بعض دول المنطقة ودول إقليمية وعالمية أخرى لاحتواء التصعيد بين الطرفين وتجنّب سيناريو الحرب الشاملة؛ تواصل "إسرائيل" عدوانها على قطاع غزة لليوم الـ304 على التوالي، وسط تأكيدات على وصول مفاوضات وقف إطلاق النار إلى طريق مسدود.

وبينما العالم منشغل بالرد الإيراني المرتقب وتداعياته، ارتكبت "إسرائيل"، أمس الأحد، مجزرتين مروّعتين راح ضحيتهما أكثر من 25 شهيدًا وعشرات الإصابات، بينها إصابات خطيرة، في حصيلة أولية قابلة للزيادة. 

وفي التفاصيل، قصف جيش الاحتلال مدرستين بمدينة غزة هما "مدرسة حسن سلامة" و"مدرسة النصر"، وكلاهما مأوى لمئات النازحين الذين أصبحوا هدفًا ثابتًا لجيش الاحتلال، الذي يطاردهم بالقصف والموت. 

أصبحت خيام النازحين ومراكز الإيواء هدفًا ثابتًا لجيش الاحتلال الذي قصف، منذ بداية العدوان، 172 مركزًا للإيواء

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة إنه: "بهاتين المجزرتين الجديدتين يكون جيش الاحتلال قد قصف واستهدف، منذ بدء حرب الإبادة الجماعية، 172 مركزًا للإيواء مأهولًا بعشرات آلاف النازحين، ومن بين هذه المراكز 152 مدرسة مأهولة بالنازحين، منها مدارس حكومية ومدارس تابعة لوكالة الغوث الدولية"، مضيفًا أن عدد الشهداء الذين ارتقوا داخل هذه المدارس تجاوز 1040 شهيدًا.

وأشار، في بيان، إلى أنه: "من الملف للنظر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يركز بشكل كبير على استهداف وقصف النازحين المدنيين داخل المدارس، كما ويستهدف تجمعات النازحين المدنيين بشكل عام، خاصةً في المناطق التي يزعم الاحتلال أنها مناطق "آمنة"، وذلك وفق خطة مدبرة ومخطط لها بهدف القتل العمد وتحقيق أكبر قدر ممكن من الضحايا المدنيين". 

شهداء وجرحى وخراب يملأ غزة 

إلى ذلك، قصفت مقاتلات الاحتلال الحربية، في اليوم الـ304 من العدوان، محيط الشارع الثالث بحي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، حيث استهدفت أيضًا مسجد الرضوان الذي سبق أن قصفته. فيما أطلقت مدفعية الاحتلال قذائفها على حي الزيتون شرق المدينة. 

وشنّت مقاتلات الاحتلال سلسلة غارات متتالية استهدفت شرق أبراج القسطل جنوب شرق مدينة دير البلح وسط القطاع، إضافةً إلى غارة على مخيم النصيرات. بينما تعرض مخيم المغازي والبريج وقرية المصدر لإطلاق نار كثيف من آليات الاحتلال وطائراته المروحية. 

واستهدفت 3 غارات جوية المناطق الشرقية لمدينة خانيونس جنوب القطاع، تزامنًا مع قصف الطائرات الحربية منطقة قيزان النجار، وبلدة الفراحين، شرق المدينة. كما تعرضت مناطق السناطي والفراحين وعبسان لقصف مدفعي مكثف. 

وبحسب آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أمس الأحد، فقد ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، وحتى أمس الأحد، إلى 39.583 شهيدًا و91.398 مصابًا.

وقالت الوزارة، في تقريرها اليومي، إن قوات الاحتلال ارتكبت خلال الـ24 ساعة الماضية مجزرتين في القطاع وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 33 شهيدًا و118 مصابًا، فيما لا يزال هناك العديد من الضحايا إما تحت الركام أو في الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

رشقات صاروخية من جنوب غزة

وفاجأت فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، أمس الأحد، الاحتلال الإسرائيلي بإطلاقها رشقة صاروخية خرجت من جنوب القطاع، حيث نفذت قوات الاحتلال عملية عسكرية برية واسعة خلّفت دمارًا واسعًا وعددًا كبيرًا من الشهداء والجرحى. 

واستهدفت الصواريخ مستوطنات الغلاف، وجاء إطلاقها بعد أيام قليلة على انسحاب قوات الاحتلال من المنطقة الشرقية من مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، ما يشير إلى أن عمليتها العسكرية هناك لم تحقق الأهداف المرجوة منها: القضاء على المقاومة. 

وقالت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، في بلاغ عبر منصة "تلغرام"، إنها أطلقت رشقة صاروخية تجاه مستوطنة غان يفنه ومدينة أسدود جنوب الأراضي المحتلة، ردًا: "على المجازر ضد شعب فلسطين وقادة المقاومة".

ونشرت "كتائب القسام" مقطعًا مصورًا لعملية تفجير "عين نفق" في حي تل السلطان بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، حيث ظهر فيه عدد من جنود الاحتلال عند عين النفق قبل تفجيره يوم الجمعة الفائت، ما أوقع الجنود بين قتيل وجريح. وتضمن التسجيل كذلك مشاهد لقنص جندي إسرائيلي: "كان يتحصن داخل أحد المباني في منطقة البراهمة" في رفح.

هجوم إيران وصفقة وقف الحرب

وأفاد موقع "والا" الإسرائيلي، اليوم الإثنين، نقلًا عن مصادر أمنية وصفها بـ"المطلعة"، أن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أبلغ نظراءه في مجموعة السبع بأن الهجوم الإيراني على "إسرائيل" قد يبدأ اليوم الإثنين، مشيرًا إلى أنه على العكس من هجوم 13 نيسان/أبريل الفائت، فإن سيناريوهات الهجوم تبدو هذه المرة أقل وضوحًا. 

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أجرى اتصالًا هاتفيًا جديدًا مع نظيره الأميركي لويد أوستن. وقالت وزارة الدفاع الأميركية إن أوستن أكد لغالانت دعم واشنطن لأمن "إسرائيل"، وبحث معه تعزيزات القوات الأميركية الردعية للدفاع عنها، مشيرةً إلى أنه شدد على ضرورة تهدئة التوترات، وأعرب عن دعمه القوي لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين في غزة. 

وفي وقت سابق، أمس الأحد، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن مصدر أمني قوله  إن عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، في العاصمة الإيرانية طهران، والتصعيد مع إيران و"حزب الله"، الذي اغتالت "إسرائيل" واحدًا من كبار قادته العسكريين، فؤاد شكر؛ قدم لنتنياهو عذرًا جديدًا لعدم الاهتمام بالمفاوضات والتمسك بموقفه.

وأوضح المصدر للصحيفة الإسرائيلية أن نتنياهو: "يتخذ القرارات بمفرده ومن دون معارضة، وهو ما أحدث شرخًا كبيرًا بين المستوى الأمني والمستوى السياسي في تل أبيب". 

وقالت الصحيفة نفسها، اليوم الإثنين، إن نتنياهو تسلّم مسودة التزام أميركي تقضي باستئناف الحرب على غزة في حال تعثر الاتفاق على المرحلة الثانية للصفقة بعد توقيع الاتفاق.