04-أغسطس-2024
حاملة الطائرات يو إس إس دوايت أيزنهاور

وضعت إسرائيل المنطقة على حافة حرب شاملة (رويترز)

اعتبرت صحيفة "أوبزرفر" البريطانية أن اغتيال "إسرائيل" رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إسماعيل هنية، في طهران؛ بدّد الآمال في التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب في قطاع غزة، ووضع الشرق الأوسط على حافة حرب شاملة تدعي "إسرائيل" وإيران، وفق الصحيفة، أنهما لا يريدانها. 

وأشارت الصحيفة إلى أنه في الوقت الذي تسارع فيه واشنطن لحشد تحالف متعدد الجنسيات في المنطقة للتصدي للهجوم الإيراني المرتقب على "إسرائيل"، ردًا على اغتيال هنية، كما حدث في 13 نيسان/أبريل الفائت؛ فإن بعض الدول قد ترفض المشاركة في التصدي للهجوم المحتمل هذه المرة. 

وأعادت الصحيفة البريطانية أسباب هذا الرفض المحتمل إلى عمليات الاغتيال الأخيرة التي نفذتها حكومة بنيامين نتنياهو، بوصفها أعمالًا استفزازية وتصعيدية بددت الآمال بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، ووضعت المنطقة على شفير حرب شاملة. 

تشعر إدارة جو بايدن بالقلق من أنه قد يكون من الصعب تعبئة التحالف الدولي والإقليمي نفسه للدول التي دافعت عن إسرائيل من الهجوم الإيراني السابق

ويتوقف احتمال اندلاع حرب شاملة في المنطقة على طبيعة الرد الإيراني الذي سيحدِّد، وفق الصحيفة، ما إذا كان الشرق الأوسط سيغرق في الفوضى. وذلك إلى جانب ممارسات حكومة نتنياهو اليمينية المتشددة التي وصفتها بأنها "تصرفات تدمير ذاتي غير مسبوقة"، سواء تعلق الأمر بالتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية وضم الأراضي الفلسطينية بحكم الأمر الواقع، أو عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين، أو الحرب المستمرة على غزة. 

ورأت أن تغيّر موقف المؤيدين لـ"إسرائيل" تجاه حربها في غزة، والغضب الدولي المتزايد نتيجة جرائمها في القطاع، والمحاكمة الدولية بتهمة الإبادة الجماعية وارتكاب جرائم حرب؛ لم يدفع نتنياهو وحلفائه إلى فعل أي شيء سوى إظهار المزيد من التحدي سواء للإدارة الأميركية أو المجتمع الدولي.

وإضافةً إلى ممارسات بنيامين نتنياهو وحكومته، ترى الصحيفة أن انحدار قوة الولايات المتحدة ونفوذها في المنطقة من العوامل التي تفوض استقرار الشرق الأوسط، خاصةً في ظل احتمال عودة الرئيس السابق، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض.

وفي وقت سابق، أمس السبت، أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن عن أمله في أن تتراجع إيران عن تهديدها بضرب "إسرائيل" ردًا على اغتيال هنية، وذلك بعد يوم على إعلان البنتاغون أنه سينشر طائرات مقاتلة إضافية وسفن حربية في منطقة الشرق الأوسط. 

وقال وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، إنه أبلغ وزير أمن الاحتلال يوآف غالانت، باتخاذ: "تدابير إضافية للدفاع عن إسرائيل وتحركات لتعديل وضع القوات الأميركية في المنطقة". 

وفي سياق متصل، أفاد موقع "أكسيوس" الأميركي، نقلًا عن مسؤولين أميركيين، اليوم الأحد، بأن الجنرال المسؤول عن القوات الأميركية في الشرق الأوسط، مايكل كوريلا، وصل إلى المنطقة، أمس السبت، بهدف حشد التحالف الدولي والإقليمي الذي دافع عن "إسرائيل" في نيسان/أبريل الفائت، للدفاع عنها مجددًا. 

ونقل عن المسؤولين الأميركيين قولهم إن إدارة بايدن: "تشعر بالقلق من أنه قد يكون من الصعب تعبئة التحالف الدولي والإقليمي نفسه للدول التي دافعت عن إسرائيل من الهجوم الإيراني السابق، لأن اغتيال هنية يأتي في سياق الحرب بين إسرائيل وحماس، التي أثارت مشاعر حادة معادية لإسرائيل في جميع أنحاء المنطقة". 

وفي سياق متصل، أفادت وسائل إعلام إيرانية بأن وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، سيزور العاصمة طهران، اليوم الأحد، لإجراء مباحثات مع المسؤولين الإيرانيين بشأن التصعيد الذي يهدِّد بحرب شاملة بالمنطقة. 

وكان الصفدي قال، الخميس الفائت، إن الأوضاع في المنطقة تتدحرج نحو الهاوية، معتبرًا أن اغتيال هنية: "جريمة تصعيدية تمثل خرقًا واضحًا للقانون الدولي ولسيادة الدول، وتهدد بتوسع الحرب إقليميًا". 

وتأتي زيارة الصفدي بينما تواصل الدول الغربية دعوة رعاياها إلى مغادرة لبنان على الفور، وآخرها فرنسا التي دعت رعاياها، اليوم الأحد، إلى: "مغادرة لبنان فور الإمكان"، وفق بيان لوزارة الخارجية الفرنسية طالب، بإلحاح، الفرنسيين بعدم التوجه إلى لبنان. 

وكانت واشنطن ولندن قد دعتا رعايهما إلى مغادرة لبنان منذ عدة أيام. فيما أعلنت السويد إغلاق سفارتها في بيروت، ودعت مواطنيها إلى المغادرة بصورة عاجلة.