09-أغسطس-2024
فلسطينيون في منزل تعرض للقصف في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة

دعا الوسطاء لاستئناف مفاوضات وقف الحرب (رويترز)

في اليوم الـ308 من العدوان، واصلت "إسرائيل" قصف قطاع غزة مخلّفةً مزيدًا من الدمار والضحايا الذين ارتفع عددهم إلى 39.699 شهيدًا و91.722 مصابًا، بحسب آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع أمس الخميس. 

واستُشهد 4 فلسطينيين، وأُصيب آخرون، إثر غارة جوية استهدفت منزلًا لعائلة "مطر" بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، فيما ارتقى شهيدان وأُصيب عدة أشخاص في قصف جوي طال مخيم المغازي.

وأفادت وسائل إعلام محلية باستشهاد 3 فلسطينيين، وإصابة العشرات، بينهم طفل رضيع، جراء استهدف منزل لعائلة "حويلة" في مخيم جباليا شمال القطاع، حيث تعرضت بلدة بيت لاهيا أيضًا للقصف بالقذائف المدفعية. 

اليونيسف: حجم الدمار والمعاناة والنزوح في قطاع غزة يتجاوز ما يمكنكم تخيله

ونسفت قوات الاحتلال عدة مبان سكنية في مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، التي تعرضت أيضًا لقصف مدفعي استهدف المناطق الشمالية الغربية منها، وذلك تزامنًا مع قصف منطقتي الزنة والقرارة شرق مدينة خانيونس، حيث يتواصل نزوح الأهالي جراء تهديدات الاحتلال وعدوانه على المنطقة. 

وأعلن جيش الاحتلال بدء عملية عسكرية جديدة شرق خانيونس، حيث شنت طائراته عشرات الغارات الجوية على المنطقة خلال الساعات الأخيرة. 

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أمس الخميس، إن قوات الاحتلال ارتكبت خلال الـ24 ساعة الماضية 4 مجازر بحق المدنيين في القطاع وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 22 شهيدًا و77 مصابًا، فيما لا يزال هناك العديد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

دعوة لاستئناف مفاوضات وقف الحرب

ودعا وسطاء مفاوضات وقف الحرب وتبادل الأسرى والمحتجزين بين "إسرائيل" وحركة "حماس"، إلى استئنافها الأسبوع المقبل ووضع حد للمعاناة المستمرة في قطاع غزة. 

جاء ذلك في بيان مشترك لقادة قطر ومصر والولايات المتحدة، أمس الخميس، دعوا فيه الطرفين إلى استئناف محادثات وقف إطلاق النار في غزة الأربعاء أو الخميس المقبلين في الدوحة أو القاهرة.

وأكد البيان المشترك، الذي وقعه كل من أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والأميركي جو بايدن؛ أن الوقت حان: "وبصورة فورية، لوضع حد للمعاناة المستمرة منذ أمد بعيد لسكان قطاع غزة، وكذلك للرهائن وعائلاتهم"، مضيفًا: "حان الوقت للانتهاء من إبرام اتفاق لوصف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن والمحتجزين". 

وأكمل البيان القول: "لقد سعى ثلاثتنا مع فرقنا جاهدين على مدار عدة أشهر للتوصل إلى اتفاق إطاري، وهو مطروح الآن على الطاولة ولا ينقصه سوى الانتهاء من التفاصيل الخاصة بالتنفيذ"، مؤكدًا أن هذا الاتفاق: "يستند إلى المبادئ التي طرحها الرئيس بايدن في 31 مايو 2024 ، والتي دعمها قرار مجلس الأمن رقم 2735".

كما شدد البيان المشترك على أنه: "ينبغي عدم إضاعة مزيد من الوقت، كما يجب ألا تكون هناك أعذار من قبل أي طرف لمزيد من التأجيل، فقد حان الوقت للإفراج عن الرهائن وبدء وقف إطلاق النار وتنفيذ هذا الاتفاق"، مضيفًا: "نحن كوسطاء مستعدون، إذا اقتضت الضرورة، لأن نطرح مقترحًا نهائيًا لتسوية الأمور المتبقية المتعلقة بالتنفيذ وعلى النحو الذي يلبي توقعات كافة الأطراف". 

واختُتِمَ بيان الوسطاء بالتأكيد على دعوة: "الجانبين إلى استئناف المحادثات الملحة يوم الخميس الموافق 15 أغسطس في (الدوحة أو القاهرة) لسد كافة الثغرات المتبقية وبدء تنفيذ الاتفاق بدون أي تأجيل". 

وأعلن مكتب رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، مواقفة "إسرائيل" على المحادثات حول الهدنة في قطاع غزة يوم الـ15 من آب/أغسطس الجاري، بناء على طلب دول الوساطة: قطر ومصر والولايات المتحدة الأميركية.

وفي السياق، قال مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، إن الأمر ليس: "كما لو أنّ الاتفاق سيكون جاهزًا للتوقيع الخميس (المقبل)"، مؤكدًا أنه: "لا يزال هناك كثير من العمل الذي يتعيّن إتمامه".

صورة قاتمة 

إنسانيًا، أكد مسؤول الإعلام في المكتب الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، سليم عويس، أن حجم الدمار والمعاناة والنزوح في غزة يفوق التصوّر، مشيرًا إلى أن أطفال القطاع يعانون من إصابات الحرب والأمراض المختلفة، عدا عن تداعيات تدمير البنية التحتية والمرافق الصحية. 

وقال عويس، في حوار مع موقع "أخبار الأمم المتحدة"، أمس الخميس، إن المشهد العام في قطاع غزة: "مروّع حقًا ويبدو سرياليًا كما لو أنه من عالم آخر"، لافتًا إلى أن حجم الدمار والمعاناة والنزوح يتجاوز: "ما يمكنكم تخيله عندما تنظرون إلى شاشات التلفزيون أو تقرأون أي منصة رقمية". 

وبينما ذكر أن الصورة قاتمة للغاية بشكل عام في غزة، أكد المسؤول الأممي أن الوضع مختلف في مستشفيات القطاع التي تعاني من نقص الأدوية والمعدات والإمدادات، عدا عن قلة الأطباء الذين يقدمون الرعاية الصحية، حيث قال إنه كان في مستشفى شهداء الأقصى، على سبيل المثال، أكثر من: "150 طفلًا في وردية واحدة وكان لديهم ستة أطباء فقط يقدمون الرعاية لهم، وهو ما يكفي على الإطلاق".