28-أغسطس-2024
اليوم الـ327

مروحية أباتشي إسرائيلية تطلق صاروخًا تجاه غزة (رويترز)

شن جيش الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية على مختلف أنحاء قطاع غزة، مما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى في اليوم الـ327 من العدوان على غزة، فيما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي إطلاق عملية عسكرية في جنين وطولكرم بشمالي الضفة الغربية، وصفت بالأكبر منذ عام 2002.  

وفي التفاصيل، قالت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، إن خمسة فلسطينيين استشهدوا، وأصيب آخرون بجروح جراء قصف جيش الاحتلال منزلًا في منطقة البطن السمين في خانيونس، في الوقت الذي شنت طائرات الاحتلال غارات جوية استهدفت محيط منطقة المحطة، ومنطقة قيزان النجار جنوب المدينة.

وفي مخيم جباليا، استشهد أربعة فلسطينيين، وأصيب آخرون بجروح جراء قصف الاحتلال منزلًا في شارع الترنس وسط المخيم، كما استشهد ثلاثة فلسطينيين، وأصيب آخرون بجروح جراء غارة للاحتلال استهدفت مركبة في منطقة الزوايدة وسط قطاع غزة.

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي إطلاق عملية عسكرية في جنين وطولكرم بشمالي الضفة الغربية، وصفت بالأكبر منذ عام 2002

وقصفت مدفعية الاحتلال وشنت طائراته الحربية غارات على أحياء الزيتون وتل الهوا والشيخ عجلين والصبرة في مدينة غزة، فيما تعرضت منازل الفلسطينيين شرق مخيم المغازي وشرق مدينة دير البلح وسط قطاع غزة لقصف مدفعي، كما أغار طيران الاحتلال الحربي على حي تل السلطان غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

واستشهد فلسطينيان، وأصيب سبعة آخرين بجروح إثر غارة للاحتلال استهدفت منزلًا في حي الرمال غرب مدينة غزة، كما استشهد الصحفي، محمد عبد ربه، وشقيقته جراء غارة للاحتلال استهدفت شقة سكنية في سوق مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

وكان جيش الاحتلال قد أعلن أن جنوده وعناصر من جهاز الأمن العام "الشاباك" قد حرروا المحتجز الإسرائيلي، فرحان القاضي، من جنوب قطاع غزة في عملية لم يكشف تفاصيلها، لكن مسؤولَين إسرئيليَين قالا إن عناصر الجيش وجدوا القاضي بمفرده داخل أحد الأنفاق.

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن مسؤوليّن إسرائيليّين، طلبا عدم الكشف عن هويتهما لأنهما غير مخولين بالتصريح لوسائل الإعلام، أن "قوات شايطيت 13 (وحدة كوماندوز بحرية) كانت تمشط الأنفاق، حيث تفاجأت بالقاضي بمفرده دون حراس في غرفة على عمق نحو حوالي 25 ياردة (نحو 23 مترا) تحت الأرض".

وأضاف المسؤولان أنه "على عكس عمليات الإنقاذ السابقة، تم إنقاذ القاضي دون قتال، بينما لا يزال الجيش الإسرائيلي يحاول فهم سبب العثور عليه بمفرده، إذ يبدو أن آسريه تركوه"، وأضافت نقلًا عن مسؤول إسرائيلي ثالث أن "الجنود كانوا يخشون في البداية أن يكون القاضي أحد عناصر حماس، لكنهم سرعان ما أدركوا أنه مواطن إسرائيلي تم اختطافه في 7 أكتوبر".

ويواصل جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ما أسفر عن استشهاد 40476 فلسطينيًا وفلسطينية، فضلًا عن إصابة 93647 آخرين، فيما لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

جيش الاحتلال يقتحم شمالي الضفة المحتلة

وفي الضفة الغربية المحتلة، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، إطلاق عملية عسكرية في جنين وطولكرم وطوباس بشمالي الضفة.

وقالت وسائل إعلام فلسطينية إن عددًا كبيرًا من الآليات العسكرية اقتحمت المدينة من حاجز الجلمة العسكري، ووصلت إلى محيط مستشفى جنين الحكومي، فيما تمركزت قوة عسكرية بالقرب من مستشفى ابن سينا وسط اندلاع مواجهات.

وقالت وكالة "وفا" إن العدوان الواسع الذي شنه جيش الاحتلال في الضفة الغربية أسفر عن استشهاد عن استشهاد 10 فلسطينيين، وإصابة 11 آخرين، وتدمير كبير في البنى التحتية، وأضافت أنه شارك في العدوان المتواصل على شمال الضفة الغربية، طائرات مروحية ومسيّرات، وعددًا كبيرًا من الآليات العسكرية المعززة بالجرافات.

وأشارت "وفا" إلى أن جيش الاحتلال فرض حصارًا على مدن جنين وطوباس وطولكرم، كما أعاقت عمل فرق الإسعاف بشكل متعمد، ومنعتها من الوصول إلى المصابين في الأماكن التي استهدفتها.

إلى ذلك، أفادت إذاعة "كان ريشت بيت" العبرية، التابعة لهيئة البث الإسرائيلية، بأن جيش الاحتلال يعمل بطريقة مختلفة عن الفترة الماضية، بحيث تطاول العملية العسكرية عدة مناطق في الوقت نفسه، بدلًا من كل مكان على حدة.

وقالت مراسلة الإذاعة: "الآن يتم التعامل مع عدة مواقع في آن واحد، وقد تكون تغيرات من حيث وسائل الضغط، وقد يتم إخلاء سكان من بعض المناطق".

من جانبه، قال وزير الخارجية في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في منشور على منصة "إكس"، إن جيش الاحتلال يعمل: "بشكل مكثف منذ الليلة (أمس الثلاثاء) في مخيمي اللاجئين جنين وطولكرم لإحباط البنى التحتية الإرهابية الإسلامية - الإيرانية التي أقيمت هناك".

وزعم كاتس في منشوره أن "إيران تعمل على إنشاء جبهة إرهابية شرقية ضد إسرائيل في الضفة الغربية، على غرار نموذج غزة ولبنان، وذلك من خلال تمويل وتسليح الإرهابيين وتهريب الأسلحة المتطورة من الأردن"، وفق تعبيره.

وأضاف كاتس: "علينا أن نتعامل مع التهديد (في الضفة) تمامًا كما نتعامل مع البنية التحتية الإرهابية في غزة، بما في ذلك الإخلاء المؤقت للسكان الفلسطينيين وأي خطوات مطلوبة (أخرى). هذه حرب على كل شيء وعلينا أن ننتصر فيها".

الاحتلال رفض تزويد المستشفيات بالوقود 5 مرات

إنسانيًا، قالت الأمم المتحدة إن الاحتلال الإسرائيلي رفض طلبات تزويد المستشفيات العاملة في شمال غزة بالوقود خمس مرات خلال الأسبوع الماضي.

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أمس الثلاثاء، في مؤتمر صحفي إن بعض مستشفيات شمال غزة ظلت دون إمدادات وقود جديدة لأكثر من 10 أيام، مؤكدًا حدوث اكتظاظ كبير باللاجئين في جنوب غزة، بسبب قرارات الإخلاء الإسرائيلية المستمرة.

وفي سياق آخر، أشار دوجاريك، إلى استمرار الجهود لتعيين وتدريب أكثر من ألف عامل صحي ومتطوع في 11 مركزًا صحيًا في المنطقة من أجل لقاحات شلل الأطفال، موضحًا أن الهدف من جولة حملة التطعيم الأولى الوصول إلى 95 بالمئة على الأقل من أصل أكثر من 640 ألف طفل تحت سن الـ10 أعوام في غزة.

من جانبه، قال نائب الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون السلامة والأمن غيلز، إن: "الأمم المتحدة ملتزمة بالبقاء في غزة مع المدنيين الفلسطينيين لتقديم المساعدات الضرورية، وتوزيع المساعدات الإنسانية مستمر، ويعد هذا إنجازًا هائلاً نظرًا لأننا نعمل ضمن الحدود الأعلى للخطر التي يمكن تحملها".

وأضاف ميتشود: "نهاية الأسبوع الماضي أعطى الجيش الإسرائيلي إشعارًا قبل ساعات قليلة فقط لأكثر من 200 موظف من موظفي الأمم المتحدة لإخلاء مكاتبهم وأماكن سكنهم في دير البلح (وسط قطاع غزة)، التي تعتبر مركزًا إغاثيًا إنسانيًا مهمًا".

وشدد ميتشود أنه لم يعد هناك تقريبًا أي مكان آمن في قطاع غزة لموظفي الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة وللفلسطينيين، وتابع مضيفًا "تتلاشى الأماكن الآمنة لموظفينا كما لمعظم الفلسطينيين في غزة، ما يصعب جهود التطعيم ضد شلل الأطفال".

الأطراف تواصل محادثاتها في الدوحة

دبلوماسيًا، قال المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، وأضاف كيربي إنه ما زال يراوده أمل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإنهاء الحرب، مضيفًا أنه يتطلع إلى مزيد من المفاوضات في الدوحة في الأيام المقبلة.

وأوضح كيربي "الأطراف مازالت تتواصل وهذا جيد.. وانتقالنا إلى مستوى آخر هنا مع مجموعات العمل الآن في الدوحة ليس بالأمر السيئ"، مضيفًا أن "هذا يعني أن الأطراف ما زالت تتحاور. وهذا يعني أن الأمل ما زال قائمًا في أن نتمكن من حسم هذه التفاصيل القليلة الأخيرة والمضي قدمًا".

إلى ذلك، أفاد مسؤولون إسرائيليون بأن وفدًا من "الموساد" و"الشاباك" والجيش سيتوجه إلى الدوحة، اليوم الأربعاء، ونقلت عن مسؤول رفيع قوله أن "الوفد سيواصل المباحثات مع الوسطاء بهدف تقليص الفجوات في القضايا العالقة في إطار صفقة تبادل الأسرى".

ونقلت القناة الـ13 العبرية عن مسؤولين إسرائيليين (لم تسمهم) قولهم إنه من دون إبداء رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، "مرونة دراماتيكية" بشأن محور فيلادلفيا الحدودي بين قطاع غزة ومصر، فإن المفاوضات "ستفشل خلال أيام".

وأكد مسؤول أميركي أن المحادثات مستمرة في الدوحة، وأضاف المسؤول الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه أن مستشار الرئيس، جو بايدن، لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، موجود في العاصمة القطرية.