03-أكتوبر-2024
اليوم الـ363

الاحتلال الإسرائيلي يشن غارة عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية (رويترز)

واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة الجماعية التي يشنها لليوم الـ363 على التوالي في مختلف أنحاء قطاع غزة، بالتزامن مع توسيع عدوانه العابر للحدود مستهدفًا وسط العاصمة اللبنانية بيروت بالقنابل الفوسفورية، في الوقت الذي أدان فيه مجلس التعاون الخليجي في جلسته الاستثنائية التصعيد الذي تشهده عموم الأراضي الفلسطينية واللبنانية.

وفي التفاصيل استُشهد خمسة فلسطينيين، وأصيب آخرون بجروح، جراء قصف الاحتلال منزل في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، التي أكدت أن طائرات الاحتلال ومدفعيته قصفت أحياء الزيتون والصبرة وتل الهوا في مدينة غزة.

وفي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، استشهد فلسطينيان، بينهما طفل، وأصيب آخرون بجروح إثر قصف طائرات الاحتلال استهدف منازل المدنيين غرب مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، فيما أصيب عدد من المواطنين إثر قصف مدفعية الاحتلال مدرسة تؤوي نازحين شرقي المغازي وسط قطاع غزة.

ارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان على غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي إلى أكثر من 41689 ألف فلسطيني وفلسطينية، فضلًا عن إصابة أكثر من 96625 ألف آخرين

وقالت وكالة "الأناضول" التركية، إن الآليات الإسرائيلية المتمركزة في محيط مدينة الأسرى غربي مخيم النصيرات كثفت إطلاق النار والقصف المدفعي تجاه منازل المواطنين في أنحاء المخيم، كما أطلقت قنابل دخانية غربي النصيرات، فيما استهدفت المدفعية الإسرائيلية جنوب مخيم البريج ومحيط المقبرة ومسجد أبو مدين ومحيط أبراج أبو جبة بلوك 12 وسط القطاع.

وقال موقع "العربي الجديد"، إن جيش الاحتلال قصف منازل سكنية في شرق مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، كما استهدفت طائراته خيمة داخل مدرسة تابعة لوكالة "أونروا" تؤوي نازحين في وسط مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة، ما أوقع شهيدًا وعددًا من الجرحى.

وارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان على غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي إلى أكثر من 41689 ألف فلسطيني وفلسطينية، فضلًا عن إصابة أكثر من 96625 ألف آخرين، وذلك في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

وسط بيروت يقصف بالقنابل الفوسفورية

شن الاحتلال الإسرائيلي غارة جوية استهدفت شقة للهيئة الصحية الإسلامية التابعة لـ"حزب الله" في منطقة الباشورة وسط العاصمة بيروت، خلّفت دمارًا كبيرًا في المنطقة، ما أسفر عن سقوط ستة شهداء، فضلًا عن إصابة سبعة آخرين، بحسب ما ذكرت وزارة الصحة اللبنانية، وهذه المرة الثانية التي يستهدف فيها الاحتلال العاصمة اللبنانية بيروت.

وقال مسؤول في الهيئة الصحية الإسلامية إن كل الشهداء الذين سقطوا بالغارة الإسرائيلية على الباشورة هم من المسعفين، مشيرًا أيضًا إلى وجود جرحى من المدنيين، فيما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية بأن قوات الاحتلال استخدمت خلال الغارة الاسرائيلية على الباشورة القنابل الفوسفورية المحرمة دوليًا.

وفجر اليوم الخميس، جدد جيش الاحتلال عبر المتحدث الرسمي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، مطالب الإخلاء الفوري لسكاني مبان في أحياء "حارة حريك" و"برج البراجنة" و"الحدث" غرب الضاحية الجنوبية لبيروت، فيما شنت مقاتلات الاحتلال خمسة غارات جوية استهدفت الأحياء المطالبة بالإخلاء.

وأعلن "حزب الله"، اليوم الخميس، أنه هاجم تجمعين لقوات إسرائيلية بقذائف مدفعية وصواريخ في الجليل الغربي ومستوطنة مسكاف، في أول هجومين ينفذهما اليوم ضمن مواجهات متصاعدة ووسط مخاوف من اندلاع حرب إقليمية.

وقال "حزب الله" في بيانين منفصلين إن مقاتليه استهدفوا فجر الخميس "تجمعًا لقوات العدو الإسرائيلي في موقع حانيتا (في الجليل الغربي شمالي إسرائيل) بقذائف المدفعية، وحققوا فيه إصابة دقيقة"، كما استهدف مقاتلو الحزب "تحركات لقوات العدو الإسرائيلي في مستوطنة مسكاف عام برشقة صاروخية، وحققوا فيها إصابة مباشرة".

وفي السياق، أعلن جيش الاحتلال رصد مسيّرتين في منطقة "بات يام" بـ"تل أبيب"، مشيرًا إلى اعتراض إحداهما وسقوط الأخرى في منطقة مفتوحة، ولاحقًا أعلن جيش الاحتلال اعتراض هدف جوي قبالة شواطئ "تل أبيب"، في الوقت الذي قالت القناة الـ12 العبرية إنه سُمع دوي انفجارات قوية في "تل أبيب"، وتبنت جماعة "انصار الله" الحوثي لاحقًا الهجوم الذي استهدف "تل أبيب" بالطائرات المسيّرة. 

دعوات دولية لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان

دبلوماسيًا، قال مجلس التعاون الخليجي في بيان صادر عقب اجتماع وزاري استثنائي عقد في الدوحة، أمس الأربعاء، لمناقشة آخر التطورات الإقليمية، إنه: "أدان المجلس الوزاري التصعيد في الأراضي اللبنانية والفلسطينية، وحذر من التداعيات الخطيرة جراء هذا التصعيد التي لا تقتصر آثارها على هذه المنطقة وحدها، وإنما تتعدى ذلك إلى دائرة أوسع، وما يترتب عليه من تهديد للسلم والأمن الدوليين".

ودعا البيان "كافة الأطراف المعنية بهذا التصعيد بضبط النفس والكف عن العنف وتغليب لغة الحوار، كما طالب المجلس الوزاري المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته للحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة وتطبيق قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالمنطقة".

وفي السياق ذاته، أكدت بريطانيا والاتحاد الأوروبي في بيان مشترك، أمس الأربعاء، على ضرورة وقف إطلاق النار بشكل عاجل في لبنان وغزة لتهيئة الأجواء للحل السياسي في الشرق الأوسط، وشدد البيان على أن "خفض التوترات من قبل جميع الأطراف في المنطقة يعتبر أولوية قصوى".

وأضاف البيان: "تم التأكيد على ضرورة تنسيق الاستجابة الدبلوماسية للوضع في الشرق الأوسط، ودعيت جميع الأطراف إلى التحلي بضبط النفس ووقف إراقة الدماء. وقد أكد القادة على ضرورة إعلان وقف إطلاق نار عاجل في لبنان وغزة لتهيئة الأجواء للحل السياسي".

وكانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" قد دعت في بيان لها "أحرار العالم للحشد والمشاركة في جمعة وقف العدوان على فلسطين ولبنان، فالواجب يحتم على كل حر أن ينتفض ويغضب لما يحدث".

وأشارت الحركة إلى أن هذه الدعوة تأتي في ظل "استمرار الاحتلال النازي في حرب الإبادة الجماعية التي قاربت العام على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، وتصاعد الحملة الشرسة التي يشنها على الضفة الغربية ومدينة القدس، وعدوانه الهمجي المتواصل على لبنان".

وطالبت أحرار العالم والداعمين للقضية الفلسطينية بمواصلة "حراكهم الفاعل ومسيراتهم الغاضبة والمشاركة في جمعة وقف العدوان على فلسطين ولبنان"، داعية إياهم لـ"إدانة الاحتلال والعمل على فضح جرائمه والضغط على الحكومات لقطع علاقاتهم معه".