ألترا صوت - فريق التحرير
نجحت المواطنة البيروفية آنا إسترادا في الحصول على موافقة حكومة بلادها بالسماح لها بالموت مع مساعدة، أو ما يعرف بالقتل الرحيم، أو حق الموت، في بلد يعتبر هذا الإجراء غير قانوني.
خاضت آنا إسترادا معركة حقوقية مع حكومة البيرو لمدة 5 سنوات، من أجل الحصول على حقها بإنهاء حياتها بشكل رحيم داخل المستشفى، للتخلّص من الآلام الحادة التي ترافقها
وإسترادا مصابة بمرض التهاب العضلات/ بوليمويستس، وهو مرض عضال نادر لا يتوفر له دواء حتى اليوم. وكانت إسترادا قد أصيبت بمرضها العضال غير القابل للشفاء قبل 30 سنة تقريبًا، ويهاجم هذا المرض عضلاتها باستمرار ويجعلها غير قادرة على التنفّس، ما يفرض عليها الاستعانة بأجهزة التنفّس الاصطناعي معظم الأوقات.
اقرأ/ي أيضًا: حرية الصحافة مهددة تشريعيًا في أرمينيا منذ انتهاء الحرب مع أذربيجان
بدأت إسترادا قبل 5 سنوات معركة حقوقية مع حكومة بلادها، للحصول على حقها بإنهاء حياتها بشكل رحيم داخل المستشفى، للتخلّص من الآلام الحادة التي ترافقها. وكتبت إسترادا في العام 2016 تدوينة قالت فيها "آنا تريد الموت الرحيم". وقالت إسترادا لوكالة رويترز إنها ستقرر إنهاء حياتها عندما تصبح عاجزة عن الكتابة. وأضافت إسترادا، المتخصّصة بعلم النفس، في حديثها لرويترز "جسدي ينهار، لكن روحي سعيدة كذلك عقلي. أريد أن أستمر حتى آخر لحظة في حياتي بحرية وسعادة، إضافة إلى الهدوء والاستقلالية، هكذا أريد أن يتم تذكري".
ونقلت صحيفة دايلي مايل البريطانية، عن آنا إسترادا، البالغة 44 سنة من العمر، بُعيد مصادقة وزارتي العدل والصحة في البيرو على القرار القضائي، في وقت متأخر من يوم الثلاثاء الثاني من آذار/مارس 2021، قولها إن قضيتها اليوم فردية، لكنها تأمل أن تتحول إلى سابقة. أي أن تُتاح الفرصة لأي شخص يرغب في الموت الرحيم، أن يحصل عليه. وأضافت إسترادا "أتمنى أن تشكّل قضيتي مدخلًا للبدء في احترام الخلافات في ما بيننا، وللدفاع عن جميع حقوق الإنسان التي يجب الاستماع إليها والعناية بها. نرجو أن نكون بلدًا أكثر عدالة ومساواة". مع العلم أن القاضي الذي حكم لإسترادا بالحق في تقرير طريقة وموعد موتها، قال أنه يرفض وضع بروتوكول للحالات المماثلة، وأن الاستثناء سيمنح لها فقط. ويُذكر أن إسترادا هي أول شخص في البيرو يتقدّم بطلب مماثل من الحكومة.
فيما كانت صحيفة نيويورك بوست الأمريكية نشرت تقريرًا في العاشر من شباط/فبراير في العام 2020 تحت عنوان "امرأة مريضة من البيرو تقاضي دولتها للحصول على الحق بالموت الرحيم". وذكر التقرير في وقت نشره، أن إسترادا التي كانت طريحة الفراش بسبب الضمور في عضلاتها، لم تكن تريد الانتحار، بل الموت بطريقة كريمة حسب وصفها، أي الحصول على موافقة قانونية من حكومة بلادها للموت طوعًا في الوقت الذي تختاره.
يشار إلى أن قضية إسترادا قد حظيت باهتمام واسع من الناشطين والأوساط الحقوقية منذ بدايتها، مع العلم أنها استخدمت مدونتها لشرح وجهة نظرها، وقد واجهت صعوبة بالغة لطباعة الكلمات حرفًا بحرف، لأن عضلاتها فقدت قوتها. وقد قالت إسترادا إنها لا تتحسن ولا تستطيع الكلام في معظم الأحيان. وأضافت أنها لا تعرف متى ستريد أن تموت، لكن حالتها تسوء باستمرار، وسترغب في إنهاء حياتها عندما تصبح عاجزة عن تحمّلها.
كما تجدر الإشارة إلى أن هولندا كانت أول دولة أعطت مواطنيها الحق في الموت الرحيم، أو ما يعرف بالانتحار مع مساعدة، وذلك في تشرين الثاني/نوفمبر سنة 2000. وتضع بعض الدول شروطًا على المواطن الذي يريد أن ينهي حياته إراديًا وقانونيًا. فدولة لوكسمبورغ مثلًا، تبيح القتل الرحيم، أو الموت بكرامة، والانتحار مع مساعدة لمواطنيها الراشدين منذ عام 2008، بشرط أن يعاني المريض من حالة غير قابلة للشفاء، مصحوبة مع معاناة لا تُطاق. وفي حال انطلقت البيرو من قضية إسترادا لإعطاء المواطنين لديها الحق بالحصول على موت رحيم في حال استيفاء الشروط اللازمة، فستكون الدولة الثانية في أمريكا الجنوبية في هذا المجال بعد كولومبيا.
اقرأ/ي أيضًا:
إساءة من أستاذ جامعي للاعب في نادي الزمالك تشعل مواقع التواصل في مصر