غالبًا ما مرّت واحدة من أشعار المتنبي على معظم من تعلّموا في المدارس العربية، حيث يُعتبر أبو الطيب المتنبي من أشهر الشعراء العرب.
تتحدّث هذه المقالة عن أشهر قصائد المتنبّي وأشعاره، وتُقدّم أمثلة على أشعار المتنبي عن الحب وأشعار المتنبي عن الحياة، وأخيرًا مجموعة أبيات من قصائد المتنبي في الغزل.
أشعار المتنبي
أبو الطيب المتنبي هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبدالصمد الجعفي الكوفي الكندي، وهو الشاعر الحكيم وأحد مفاخر الأدب العربي، اشتُهرت أشعار أبو الطيب المتنبي عبر التاريخ ذات الحكم البالغة والمعاني المبتكرة، وبقيت أشعار المتنبي متداولة ومتناقلة من قِبل الكثيرون حتى يومنا هذا. وقد تنوّعت أشعار المتنبي بين القصائد الحزينة والمدح، والهجاء والغزل والنصيحة والحكمة والعتاب والحب. ومن أشهر أشعار أبو الطيب المتنبي: الخيل والليل والبيداءُ تعرفني، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم، ولك يا منازل في القلوب منازل، وغيرها الكثير.
أشهر قصائد المتنبي
كما أُسلف الذكر، تنوّعت قصائد المتنبي في غاياتها ومعانيها، وفيما يأتي أشهر قصائد المتنبي وأكثرها تداولًا:
- الخيل والليل والبيداءُ تعرفني، وعدد أبياتها 38 بيتًا، منها الأبيات التالية:
ألخَيْـلُ وَاللّيْـلُ وَالبَيْـداءُ تَعرِفُنـي وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَـمُ
صَحِبْتُ فِي الفَلَواتِ الوَحشَ منفَـرِدًا حتى تَعَجّبَ منـي القُـورُ وَالأكَـمُ
يَا مَـنْ يَعِـزّ عَلَيْنَـا أنْ نُفَارِقَهُـمْ وَجدانُنا كُلَّ شـيءٍ بَعدَكـمْ عَـدَمُ
مَا كـانَ أخلَقَنَـا مِنكُـمْ بتَكرِمَـةٍ لَـوْ أنّ أمْرَكُـمُ مِـن أمرِنَـا أمَـمُ
إنْ كـانَ سَرّكُـمُ ما قالَ حاسِدُنَـا فَمَـا لجُـرْحٍ إذا أرْضـاكُـمُ ألَـمُ
- قصيدة يا سيف دولة دين الله دمُ أبدا، من أشهر قصائد المتنبي وعدد أبياتها 3 كما يلي:
يا سيف دولةِ دين اللَه دُم أبدا وعش برغم الأعادي عيشةً رغدا
هل أذهَلَ الناسَ إلا خيمةٌ سقَطَت من المكارِمِ حتى ألقت العمدا
خرَّت لوجهكَ نحو الأرض ساجدةً كما يَخِرُّ لوجهِ اللَه مَن سجَدا
- قصيدة ليس العليلُ الذي حمُّاه في الجسد، وعدد أبياتها 4 أبيات:
ليسَ العليلُ الذي حمَّاه في الجسَدِ بلِ العليلُ الذي حمّاه في الكمدِ
أقسَمتُ ما قبَّلَ الحُمّى سوى ملِكٍ قبلَ الأميرِ ولا اشتاقَت إلى أحَدِ
فلا تلُمها رأت شيئاً فأعجَبَها فعاوَدتكَ ولَو ملَّتكَ لَم تَعُدِ
أليسَ من محَنِ الدنيا أبا دُلَفٍ ألّا نزوركَ والروحانِ في بَلَدِ
- قصيدة قد علّم البين منا البين أجفانا، وعدد أبياتها 41 بيتًا، منها ما يأتي:
قَد عَلَّمَ البَينُ مِنّا البَينَ أَجفانا تَدمى وَأَلَّفَ في ذا القَلبِ أَحزانا
أَمَّلتُ ساعَةَ ساروا كَشفَ مِعصَمِها لِيَلبَثَ الحَيُّ دونَ السَيرِ حَيرانا
وَلَو بَدَت لَأَتاهَتهُم فَحَجَّبَها صَونٌ عُقولَهُمُ مِن لَحظِها صانا
بِالواخِداتِ وَحاديها وَبي قَمَرٌ يَظَلُّ مِن وَخدِها في الخِدرِ حَشيانا
أَمّا الثِيابُ فَتَعرى مِن مَحاسِنِهِ إِذا نَضاها وَيَكسى الحُسنَ عُريانا
- قصيدة بمَ التعلُّل لا أهلٌ ولا وطن، وهي من أشهر قصائد المتنبي أيضًا وعدد أبياتها 25 بيتًا، منها الأبيات التالية:
بِمَ التَعَلُّلُ لا أَهلٌ وَلا وَطَنُ وَلا نَديمٌ وَلا كَأسٌ وَلا سَكَنُ
أُريدُ مِن زَمَني ذا أَن يُبَلِّغَني ما لَيسَ يَبلُغُهُ مِن نَفسِهِ الزَمَنُ
لا تَلقَ دَهرَكَ إِلّا غَيرَ مُكتَرِثٍ مادامَ يَصحَبُ فيهِ روحَكَ البَدَنُ
فَما يَدومُ سُرورٌ ما سُرِرتَ بِهِ وَلا يَرُدُّ عَلَيكَ الفائِتَ الحَزَنُ
مِمّا أَضَرَّ بِأَهلِ العِشقِ أَنَّهُمُ هَوُوا وَما عَرَفوا الدُنيا وَما فَطِنوا
تَفنى عُيونُهُمُ دَمعاً وَأَنفُسُهُم في إِثرِ كُلِّ قَبيحٍ وَجهُهُ حَسَنُ
- قصيدة عواذل ذات الخال فيّ حواسيد، ومن أبياتها الشائعة ما يأتي:
عَواذِلُ ذاتِ الخالِ فيَّ حَواسِدُ وَإِنَّ ضَجيعَ الخَودِ مِنّي لَماجِدُ
يَرُدُّ يَداً عَن ثَوبِها وَهوَ قادِرٌ وَيَعصي الهَوى في طَيفِها وَهوَ راقِدُ
مَتى يَشتَفي مِن لاعِجِ الشَوقِ في الحَشى مُحِبٌّ لَها في قُربِهِ مُتَباعِدُ
أشعار المتنبي عن الحب
فيما يأتي بعضٌ من أبيات قصيدة أرقٌ على أرقٍ للمتنبي، والتي يُبيّن من خلالها آلام الحب والهوى، وقصيدة لا يُحزن الله الأمير فإنني والتي تتحدث عن مفارقة الأحبة:
- قصيدة أرقٌ على أرق، والتي تُعتبر من أشهر أشعار المتنبي عن الحب:
أَرَقٌ عَلى أَرَقٍ وَمِثلِيَ يَأرَقُ وَجَوىً يَزيدُ وَعَبرَةٌ تَتَرَقرَقُ
جُهدُ الصَبابَةِ أَن تَكونَ كَما أَرى عَينٌ مُسَهَّدَةٌ وَقَلبٌ يَخفِقُ
ما لاحَ بَرقٌ أَو تَرَنَّمَ طائِرٌ إِلّا اِنثَنَيتُ وَلي فُؤادٌ شَيِّقُ
جَرَّبتُ مِن نارِ الهَوى ما تَنطَفي نارُ الغَضى وَتَكِلُّ عَمّا تُحرِقُ
وَعَذَلتُ أَهلَ العِشقِ حَتّى ذُقتُهُ فَعَجِبتُ كَيفَ يَموتُ مَن لا يَعشَقُ
وَعَذَرتُهُم وَعَرَفتُ ذَنبِيَ أَنَّني عَيَّرتُهُم فَلَقيتُ فيهِ ما لَقوا
- قصيدة لا يُحزن الله الأمير فإنني
وَقَد فارَقَ الناسُ الأَحِبَّةَ قَبلَنا وَأَعيا دَواءُ المَوتِ كُلَّ طَبيبِ
سُبِقنا إِلى الدُنيا فَلَو عاشَ أَهلُها مُنِعنا بِها مِن جَيأَةٍ وَذُهوبِ
تَمَلَّكَها الآتي تَمَلُّكَ سالِبٍ وَفارَقَها الماضي فِراقَ سَليبِ
أشعار المتنبي عن الحياة
فيما يأتي قصيدة عيدٌ بأية حالٍ عُدت يا عيد، كإحدى أشهر أشعار المتنبي عن الحياة:
عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ
أمّا الأحِبّةُ فالبَيْداءُ دونَهُمُ فَلَيتَ دونَكَ بِيداً دونَهَا بِيدُ
لَوْلا العُلى لم تجُبْ بي ما أجوبُ بهَا وَجْنَاءُ حَرْفٌ وَلا جَرْداءُ قَيْدودُ
وَكَانَ أطيَبَ مِنْ سَيفي مُعانَقَةً أشْبَاهُ رَوْنَقِهِ الغِيدُ الأمَاليدُ
لم يَترُكِ الدّهْرُ مِنْ قَلبي وَلا كبدي شَيْئاً تُتَيّمُهُ عَينٌ وَلا جِيدُ
قصائد المتنبي في الغزل
من أجمل ما قيل في الغزل على لسان المتنبي قصيدة فدنياك أهدى الناس سهمًا إلى قلبي التي تبلغ 4 أبيات، وقصيدة أُغالب فيك الشوق والشوق أغلب، وفيما يأتي سردًا لكلتاهما:
- قصيدة فدنياك أهدى الناس سهمًا إلى قلبي، والتي تُعتبر من أروع قصائد المتنبي في الغزل:
فَدَيناكَ أَهدى الناسِ سَهماً إِلى قَلبي وَأَقتَلَهُم لِلدارِعينَ بِلا حَربِ
تَفَرَّدَ بِالأَحكامِ في أَهلِهِ الهَوى فَأَنتَ جَميلُ الخُلفِ مُستَحسَنُ الكِذبِ
وَإِنّي لَمَمنوعُ المَقاتِلِ في الوَغى وَإِن كُنتُ مَبذولَ المَقاتِلِ في الحُبِّ
وَمَن خُلِقَت عَيناكَ بَينَ جُفونِها أَصابَ الحُدورَ السَهلَ في المُرتَقى الصَعبِ
- قصيدة أُغالب فيك الشوق والشوق أغلب، أيضًا من قصائد المتنبي في الغزل والعشق:
أُغالِبُ فيكَ الشَوقَ وَالشَوقُ أَغلَبُ وَأَعجَبُ مِن ذا الهَجرِ وَالوَصلُ أَعجَبُ
أَما تَغلَطُ الأَيّامُ فيَّ بِأَن أَرى بَغيضاً تُنائي أَو حَبيباً تُقَرِّبُ
وَلِلَّهِ سَيري ما أَقَلَّ تَإِيَّةً عَشِيَّةَ شَرقِيَّ الحَدالَي وَغُرَّبُ
عَشِيَّةَ أَحفى الناسِ بي مَن جَفَوتُهُ وَأَهدى الطَريقَينِ الَّتي أَتَجَنَّبُ
وَكَم لِظَلامِ اللَيلِ عِندَكَ مِن يَدٍ تُخَبِّرُ أَنَّ المانَوِيَّةَ تَكذِبُ
وَقاكَ رَدى الأَعداءِ تَسري إِلَيهِمُ وَزارَكَ فيهِ ذو الدَلالِ المُحَجَّبُ
وَيَومٍ كَلَيلِ العاشِقينَ كَمَنتُهُ أُراقِبُ فيهِ الشَمسَ أَيّانَ تَغرُبُ
وَعَيني إِلى أُذنَي أَغَرَّ كَأَنَّهُ مِنَ اللَيلِ باقٍ بَينَ عَينَيهِ كَوكَبُ
لَهُ فَضلَةٌ عَن جِسمِهِ في إِهابِهِ تجيءُ عَلى صَدرٍ رَحيبٍ وَتَذهَبُ
شَقَقتُ بِهِ الظَلماءَ أُدني عِنانَهُ فَيَطغى وَأُرخيهِ مِراراً فَيَلعَبُ