15-أغسطس-2024
دبابة إسرائيلية في غزة

(AP) صفقة أسلحة أميركية لإسرائيل بقيمة 20 مليار دولار

حصلت إسرائيل على صفقة سلاح ضخمة من الولايات المتحدة الأميركية، وذلك في الوقت الذي يتواصل فيه عدوان دولة الاحتلال على غزة، وتتزايد فيه احتمالات دخول المنطقة في مربّع الحرب الشاملة.

وبمجردّ الموافقة على صفقة الأسلحة من طرف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، سارعت تل أبيب المتعطّشة للسلاح وسفك المزيد من الدماء إلى الإعراب عن شكرها للإدارة الأميركية على الموافقة على الصفقة التي "تساهم في تعزيز قوة دولة إسرائيل" حسب البيان الإسرائيلي، الأمر الذي يؤكّد أن واشنطن طرفٌ أصيل في الحرب على غزة ومجازر الإبادة الجماعية التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي هناك بواسطة أسلحةٍ أميركية الصنع.

وتتضمن الصفقة الضخمة أسلحةً ومعدات عسكرية تبلغ تكلفتها الإجمالية أكثر من 20 مليار دولار، واكتفت إدارة بايدن في تمريرها بإخطار الكونغرس فقط بقرار بيع الأسلحة لإسرائيل، رغم ما كان يثار من تردد البيت الأبيض في إرسال أسلحة لتل أبيب.

شملت الصفقة مقاتلات أميركية من نوع إف-15 وذخائر دبابات عيار 120 ملم ومركبات تكتيكية وصواريخ أمرام المضادة للطائرات ومدافع هاون شديدة الانفجار

نوع الأسلحة

تنوعت الأسلحة التي شملتها صفقة التسليح الضخمة، وعلى رأسها مقاتلات أميركية من نوع "إف-15"، التي توصف بأنها "ملكة الأجواء". وتقوم هذه المقاتلة التي تعمل في جميع الأحوال الجوية بمهام متعددة اعتراضية وهجومية، فضلًا عن كونها تحتوي على: "أنظمة إلكترونية وأنظمة تحكّم وأسلحة تمكنها من تتبع ومهاجمة طائرات العدو في أثناء العمل في المجال الجوي، إضافةً إلى قدرتها الفائقة على المناورة والتسارع من خلال الخصائص التقنية التي تتميز بها".

كما تتضمن صفقة التسليح الضخمة: "ذخائر دبّابات عيار 120 ملم ومركبات تكتيكية وصواريخ أمرام المضادة للطائرات ومدافع هاون شديدة الانفجار".

مواعيد تسليم الأسلحة

يتم تسليم الأسلحة في هذه الصفقة الضخمة على 3 مراحل ابتداءً من العام 2026 وحتى العام 2029. وفي تفاصيل مواعيد الصفقة، من المتوقع أن يتم تسليم المركبات التكتيكية ونحو 50 ألف خرطوشة هاون ابتداءً من عام 2026. وفي عام 2027، من المتوقع أن يصل إلى إسرائيل أكثر من 32 ألف خرطوشة ذخيرة للدبابات عيار 120 ملم.

وفي العام الأخير من عمر الصفقة سنة 2029، من المتوقع أن يبدأ وصول ما يقرب من 50 طائرة مقاتلة من طراز إف-15، إلى جانب الإمدادات اللازمة لتعديل الطائرات المقاتلة الإسرائيلية، وهي الإمدادات التي ستتكلف نحو 18.82 مليار دولار.

وليس من الواضح، متى ستصل صواريخ أمرام المضادة للطائرات، وإن كان بيان وزارة الخارجية الأميركية قال إنه: "سيتم الحصول عليها من إنتاج جديد".

دلالات وتداعيات

يُجمع المحللون على أن صفقة التسليح الضخمة أتت في وقتٍ تواجه فيه إسرائيل تحدياتٍ وجودية، لا سيما بعد انهيار قدرتها على الردع بعد هجوم السابع من أكتوبر ضمن عملية طوفان الأقصى، وعجزها عن حسم الحرب بعد أكثر من 10 أشهر على جريمة الإبادة، فضلًا عن تعرضها لهجوم من جبهاتٍ متعددة من المحتمل أن يتطوّر إلى مستوًى غير مسبوق في حال نفذت إيران و"حزب الله" تهديداتهما بشأن الرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، في طهران والقيادي العسكري البارز في "حزب الله" اللبناني، فؤاد شكر، في الضاحية الجنوبية لبيروت.

يضاف إلى ذلك كله "الانقسام الداخلي في إسرائيل"، الذي تغذّيه الخلافات الجوهرية بين "العلمانيين" و"اليمين الديني المتطرف" حول الإصلاحات القضائية وعدة قضايا تمس بـ"ديمقراطية" دولة الاحتلال وبالأسس التي قامت عليها، وتعرضها بموجب الانتهاكات في حرب غزة والانتهاكات داخل إسرائيل ضدّ الفلسطينيين، لحملة انتقادات دولية باتت تهددها بجعلها "دولة منبوذة" حسب تقرير لـ"فورين أفيرز".

ولتلك الأسباب وغيرها سارعت دولة الاحتلال إلى "الاحتفاء والترحيب" بصفقة التسليح الأميركية لأنها تترجم، في نظر تل أبيب: "التزام واشنطن بأمنها وتفوقها العسكري في المنطقة".

وفي هذا الصدد قال وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت إن: "مساعدة الولايات المتحدة لإسرائيل في جهود التسلح لها أهمية، خاصةً هذه الأيام".

وتعليقًا على هذه الصفقة أيضًا، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن :"الولايات المتحدة ملتزمة بأمن إسرائيل، ومن المهم للمصالح الوطنية الأميركية مساعدة إسرائيل على تطوير قدرة قوية والحفاظ عليها، وأن تكون جاهزة للدفاع عن النفس". معتبرةً أن: "صفقة التسليح تتوافق مع هذه الأهداف"، ضاربةً بذلك عرض الحائط ضررها على الفلسطينيين والمنطقة عمومًا التي باتت على شفا حرب شاملة.

ولذلك اعتبر المدير العام لـ"مركز الزيتونة للدراسات"، محسن صالح، أن :"الولايات المتحدة من خلال هذه الصفقة ترسل لنا رسالةً أنها تعطي غطاءً ضمنيًا، ولو من الناحية العملية، لكافة الممارسات الإسرائيلية على الأرض، وتبدو هذه الصفقة وكأنها مكافأة لهذه الجرائم ولهذا العدوان على الأرض والإنسان وعلى مقدساتنا وعلى كرامتنا كأمة عربية وإسلامية".

أمّا الباحث الزائر في "معهد إيلينوي الدولي"، محمد دراوشة، فيرى أن الولايات المتحدة: "تؤكد من خلال هذه الصفقة على علاقاتها الوطيدة إستراتيجيًا مع إسرائيل، وتقول إنه رغم كل مآخذها المعلنة على إسرائيل، فإنها ما زالت تعول على إسرائيل بوصفها حليفًا عسكريًا رئيسيا في منطقة الشرق الأوسط".

ونتيجةً لهذا الدعم الأميركي، يرى الكثير من المراقبين، أنه لا يجوز التفريق بين واشنطن وتل أبيب في الجرائم المرتكبة في غزة، خاصةً أن مسؤولين أميركيين أقرّوا بأن إدارة الرئيس جو بايدن: "زودت إسرائيل بأكثر من 10 آلاف قنبلة شديدة التدمير تزن الواحدة منها ألفي رطل، وآلاف الصواريخ من طراز هيلفاير، منذ بدء الحرب على غزة في تشرين الأول/أكتوبر 2023".