عادت شرطة الأخلاق في إيران إلى الشوارع الإيرانية بعد 10 أشهر من الاحتجاجات الضخمة التي اجتاحت البلاد بعد وفاة الشابة الإيرانية مهسا أميني عقب اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق.
أشارت الصحيفة البريطانية إلى أن رجالًا ونساء من شرطة الأخلاق، شوهدوا في طهران وهم يسيرون دوريات في الطرقات من خلال شاحنات صغيرة
ورغم ادعاءات السلطات الإيرانية بحلها، بدأت شرطة الأخلاق في حملة جديدة لإجبار النساء على ارتداء الحجاب، بحسب ما ذكرته صحيفة "الغارديان" البريطانية.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن رجالًا ونساء من شرطة الأخلاق، شوهدوا في طهران وهم يسيرون دوريات في الطرقات من خلال شاحنات صغيرة.
ونشرت وسائل إعلام إيرانية تسجيلًا مصورًا، للمتحدث باسم الشرطة سعيد منتظر المهدي، قال فيه: "ابتداءً من اليوم، ستقوم الشرطة، عبر تسيير دوريات بالسيارات وسيرًا على الأقدام، بتحذير ومعاقبة النساء اللواتي للأسف لا يُطعن الأوامر ويواصلن عصيان قواعد اللباس"، وفق تعبيره.
ومؤخرًا، نُشرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر نساء شرطيات يرتدين "الشادور" وهن يعتقلن نساءً لا يرتدين الحجاب.
وبعدما تعرضت شرطة الأخلاق لانتقادات كثيرة، اختفت إلى حد كبير من الشوارع في الأشهر الأخيرة. وكان مزيد من النساء يخرجن من دون حجاب، خصوصًا في طهران والمدن الكبرى. لكن منذ أن هدأت الاحتجاجات، أجرى النظام وعلماء الدين مناقشات طويلة حول "طرق إجبار النساء على ارتداء الحجاب"، واتخذت السلطات سلسلة من الخطوات، تراوحت بين إغلاق المحال التجارية وخصوصًا المطاعم التي تشغل عاملات لا يرتدين الحجاب، ووضع كاميرات في الشوارع لتعقب النساء اللواتي يتحدين القواعد اللباس.
وتعقيبًا على أخبار عودة نشاط شرطة الأخلاق، نشر المبعوث الأمريكي الخاص لإيران، تغريدة في حسابه على تويتر، جاء فيها: "قلقون من التقارير التي تفيد بأن ما يسمى بشرطة الآداب في إيران يتخذون إجراءات صارمة مرة أخرى لفرض الحجاب الإلزامي"، وأضاف "يبدو أن النظام لم يتعلم شيئًا من الاحتجاجات"، وتابع "يجب السماح للنساء والفتيات في كل مكان بارتداء ما يريدون. ينظر المحافظون الإيرانيون إلى عرض الشعر باعتباره فظاظة واستفزازية للرجال، على الرغم من عدم وجود شيء صريح في القرآن يدعم الحظر الإجباري".
وشرطة الأخلاق في إيران أو "دوريات التوجيه" كما يطلق عليها، هي وحدة تابعة للشرطة الإيرانية، يتلخص عملها في "ضبط وفرض قوانين اللباس المحتشم على النساء والفتيات في الأماكن العامة".
وبدأ عمل الشرطة في عام 2005، ويظهر عملها في المدن الحضرية الإيرانية عبر فرض قواعد صارمة للباس والمظهر العام، وتشكل فرقًا من الرجال والنساء اللاتي يرتدين "الشادور"، وتضم الدوريات شاحنات صغيرة لاعتقال المخالفات.
ويتركز تواجد شرطة الأخلاق في الأماكن العامة المزدحمة، مثل مراكز التسوق، ومحطات مترو الأنفاق، والساحات الرئيسية، وأي مكان آخر قد يتردد عليه الشباب والشابات الإيرانيات اللاتي قد يرتدين "ملابس غير لائقة" من وجهة نظر السلطات الإيرانية.
بدأ عمل الشرطة في عام 2005، ويظهر عملها في المدن الحضرية الإيرانية عبر فرض قواعد صارمة للباس والمظهر العام
وبعد اعتقال المخالفات، يتم اقيادهن إلى أقسام الشرطة أو ما يعرف بـ"المرافق الإصلاحية والإرشادية"، لإلقاء "محاضرات عليهن حول كيفية ارتداء الملابس التي تسير مع تفسير البلاد الشرعي للإسلام، ليتم بعد ذلك الاتصال بذويهم للحضور لإطلاق سراحهم، بعد إحضارهم لملابس محتشمة".