وردت عدة شهادات عن قيام جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي بإحراق مئات المنازل في قطاع غزة، بعد اقتحامها خلال العدوان المتواصل على القطاع.
وبحسب صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، فإن جنود جيش الاحتلال يقومون بإحراق المنازل التي يصلون إليها بهدف تدميرها، دون وجود قرار رسمي بذلك، ضمن السعي للانتقام من أهالي قطاع غزة.
يقوم جنود جيش الاحتلال بحرق المنازل في غزة بهدف "الانتقام أو التسلية"، كما يقولون
وفي تصريح للصحيفة الإسرائيلية، أكد قائد إحدى القوات الإسرائيلية المهمة في غزة وقوع عمليات حرق للمنازل، وعند سؤاله عن سبب إحراق مبنى بعينه، قال: "ربما كانت هناك معلومات عن صاحب المنزل، أو أنهم وجدوا شيئًا هناك، ولا أعرف السبب بالضبط. لقد اشتعلت النيران في المنزل".
وأكد ثلاثة من قادة جيش الاحتلال في غزة أن إحراق المنازل "أصبح سلوكًا شائعًا" بين الجنود. وتنقل الصحيفة الإسرائيلية واحدة من الأوامر التي تشير إلى ذلك، بقول ضابط في جيش الاحتلال: "أخلوا أغراضكم من المنزل، وأعدوه للحرق".
وتشير "هآرتس" إلى أن إحراق المنازل الذي بدأ كأحداث منفردة تحول إلى حالة واسعة، وقال قائد في جيش الاحتلال: "حتى المنازل التي كنا فيها، كنا نشعل النار فيها بمجرد أن نتقدم للأمام". وتحول حرق المنازل، إلى سلوك من أجل "الانتقام لمقتل الجنود في وحداتهم".
Palestinians face a society entrenched in crime, terrorism, violence, and a disturbing thirst for bloodshed. Every component supports annihilation, celebrating the brutality of its military and leaders through social media—the ugly face of the occupation. pic.twitter.com/mw9YHf8h48
— Ramy Abdu| رامي عبده (@RamAbdu) February 1, 2024
كما تحول حرق المنازل إلى "لغة عسكرية" للتواصل بين الجنود، إذ في واحدة من الحالات خرج الجنود بدون حرق المنزل نتيجة انتقالهم إلى مكان آخر وتسليمه إلى وحدة أخرى، وكتبوا للفرقة الجديدة على ورقة: "نحن لم نحرق المنزل حتى تتمكنوا من الاستمتاع به، عندما تغادرون ستعرفون ما يجب عليكم فعله"، ونشرت هذه الورقة على التواصل الاجتماعي.
وتضيف "هآرتس": "تطورت الفكاهة السوداء بين جنود الاحتياط حول موضوع الحرق العمد. وجاء في منشور آخر انتشر بسرعة كبيرة: إلى زملائي من جنود الاحتياط الذين عادوا إلى ديارهم، مرحبًا بكم مرة أخرى. إليكم بعض التعليمات... لا تحرق المنزل عند الخروج!".
وتوضح الصحيفة الإسرائيلية، أن جيش الاحتلال عندما يقرر هدم أو تدمير المنازل فإن ذلك يحصل، أمّا بالقصف أو التفجير أو بالجرافات، فيما أصبح إشعال النيران، وسيلة الجنود لتدمير تلك المنازل التي لم يحصلوا على أمر بتدميرها.
وأشارت "هآرتس" إلى صلة مباشرة بين حرق المنازل وتصريحات عضو الكنيست من حزب الليكود، نسيم فاتوري، الذي قال "غزة يجب أن تُحرق". وأضاف في مقابلة مع راديو كول باراما: "من الأفضل حرق وهدم المباني بدلًا من إيذاء الجنود. لا أعتقد أن هناك أبرياء الآن"، وفق قوله.
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن السلوك الذي بدأ كـ"ارتجال تحول إلى ظاهرة"، ويعود ذلك إلى "نقص كمية المتفجرات" التي تستخدم في تفجير البيوت، بعد استخدام "مئات الأطنان من المتفجرات"، من قبل جيش الاحتلال في غزة.
ووفق الموقع الإسرائيلي، فقد بدأت هذه الظاهرة في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، الذي خدم فيه لواء غولاني من الفرقة 36، وامتد إلى مناطق أخرى يتواجد فيها جيش الاحتلال.
تحدث جندي من جيش الاحتلال، عن تطوير تكتيك لحرق المنازل، يقوم على تجميع الأثاث في منتصف المنزل، وإشعال النيران فيها، بهدف "تحقيق أكبر ضرر ممكن للمنزل"
وقال قائد في جيش الاحتلال: "نقوم بذلك في نهاية اليوم، بحيث يمكن رؤية أعمدة الدخان بعيدًا في قطاع غزة، مما يردع سكان غزة"، في إشارة إلى هدف "غير عسكري" من حرق المنازل.
وتحدث جندي من جيش الاحتلال عن تطوير تكتيك لحرق المنازل، يقوم على تجميع الأثاث في منتصف المنزل، وإشعال النيران فيها، بهدف "تحقيق أكبر ضرر ممكن للمنزل".