ألترا صوت - فريق التحرير
أفادت وكالة رويترز بأن جمهورية أوغندا الأفريقية أنفقت أكثر من 30.2 مليون دولار أمريكي على شراء سيارات جديدة للنواب، وهي خطوة انتقدت بشدة ووصفت بأنها إسراف في بلد يكافح لشراء لقاحات لوقف الموجة الثانية من جائحة كوفيد-19، التي ضربت البلاد منذ آيار/مايو الأخير. فيما انتقدت قوى المعارضة والمجتمع المدني الحكومة بسبب إنفاقها على أشياء مثل حفل اليمين الفخم لتنصيب الرئيس يوري موسيفيني في آيار/مايو أيضًا، والذي حضره أكثر من 4 آلاف ضيف، بينما فشلت الحكومة في شراء اللقاحات أو شراء الطعام للفئات الضعيفة التي تضررت من الإغلاق العام.
تستمر صلاحية عنوان عدم العدالة في توزيع اللقاحات عالميًا في ظل وفرة الأمثلة على هذا الواقع، مثل بحث أوغندا المحموم ومحاولتها الوصول إلى اللقاحات بينما تعيش عدة دول، مثل الولايات المتحدة الأمريكية، جدل تلقي اللقاح من عدمه على هامش توفر فائض منه
تعقيبًا على مسألة "السيارات البرلمانية" قال المتحدث باسم البرلمان الأوغندي كريس أوبور في تصريح نقلته وكالة رويترز إن البرلمان أفرج عن الأموال لأعضائه من أجل شراء سيارات جديدة هذا الأسبوع، وبأن كل نائب حصل على 200 مليون شلن أي ما يعادل 56500 دولار أمريكي. وقال أوبور "يجب على النواب العمل، والنقل جزء من التسهيلات لهم للقيام بعملهم. إنهم بحاجة إلى التحقق من جمهورهم إذا لم يكن لديهم سيارات، فكيف سيفعلون ذلك؟". ويذكر أن أوغندا لديها 529 عضوًا في البرلمان، ما يعني صرف مبالغ مالية طائلة على تأمين سياراتهم.
اقرأ/ي أيضًا: موجات الهجرة عبر المتوسط تتنشط مجددًا في ظل كوارث إنسانية تلحق بالمهاجرين
بينما قال الأمين العام للجمعية الطبية الأوغندية، وهي هيئة وطنية جامعة لجميع العاملين الصحيين، موكوزي موهيريزا "كان من الممكن استخدام أموال السيارات للتخطيط لإعادة فتح البلاد، والطريقة الوحيدة للتحضير لإعادة فتح البلاد تكمن في تأمين اللقاح على صعيد واسع"، وأضاف باستغراب "يتبين أن الضرورة ملحة لحل مشاكل السياسيين، ولكن لا توجد حاجة ملحة لتمويل حالات الطوارئ الطبية!". أما المسؤول في منتدى التغيير الديمقراطي، هارولد كايجا فقال "إن الإسراف في شراء السيارات في مثل هذا الوقت يعد كارثة"، بحسب ما جاء في تقرير لوكالة رويترز.
وقد أدى الارتفاع الحاد في حالات الإصابة بفيروس كورونا إلى إغراق المستشفيات بالمرضى، كما أدى إلى نقص أجهزة الأكسجين والأسرة ومعدات الحماية الشخصية مثل الأقنعة وبدلات المواد الخطرة. وقد أمرت السلطات بإغلاق المدارس وجميع الأعمال التجارية باستثناء الأعمال المهمة وحظر حركة النقل في البلاد. كما فشلت الحكومة الأوغندية حتى الأن في شراء أي لقاحات، وأفاد المسؤولون بأن أسعار اللقاحات العالمية ليست بمتناول الدولة، وأشاروا إلى كون اللقاحات ذهبت إلى الدول الغربية الأكثر ثراء والتي بمقدورها تحمل تكلفتها، بحسب ما نقل موقع شبكة يو أس نيوز.
كما تجدر الإشارة إلى أن ما يزيد قليلًا عن مليون شخص أخذوا جرعة واحدة من اللقاح، كلها من الشحنات المتبرع بها، من أصل 41 مليون نسمة من مجمل تعداد السكان في أوغندا. هذا وأظهرت أحدث البيانات الصادرة عن وزارة الصحة في أوغندا تسجيل ما مجموعه 91355 حالة إصابة بكورونا، وما يقارب 2483 حالة وفاة. كذلك فإن نسبة من تلقوا جرعات كاملة من اللقاح لا تتجاوز 0.01% أي ما مجموعه 4129 شخص فقط لا غير، بحسب رصد مؤشر جامعة جون هوبكينز.
في المقابل، وعلى النقيض تمامًا من حالة أوغندا، أشارت وكالة الأسوشيتد برس في تقرير لها، إلى أن معظم الأمريكيين الذين لم يتم تطعيمهم ضد فيروس كورونا، يشككون في فعالية اللقاح ضد متغير دلتا العدواني، على الرغم من الأدلة التي تقدمها شركات اللقاح والمنظمات الطبية في الولايات المتحدة الأمريكية. ومن بين البالغين الأمريكيين الذين لم يتلقوا لقاحًا بعد، قال 35% إنهم على الأرجح لن يفعلوا ذلك، بينما أفاد 45% بأنهم لن يفعلوا ذلك بالتأكيد، فيما قال 3% فقط بأنهم سيحصلون بالتأكيد على الجرعات من اللقاح، على الرغم من أن 16% أخرين قالوا بأنهم سيفعلون ذلك على الأرجح، وفقًا لاستطلاع أجراه مركز Associated Press-NORC لأبحاث الشؤون العامة بتاريخ 23 تموز/يوليو 2021.
وأشار الإستطلاع أيضًا إلى كون 64% من الأمريكيين غير الملقحين لديهم "ثقة قليلة أو معدومة" في أن اللقاحات فعالة ضد متغيرات كورونا، بما في ذلك متغير دلتا الذي يشير الخبراء إلى كونه مسؤولًا عن 83% من حالات الإصابة الجديدة في الولايات المتحدة، وفي المقابل فإن 86% ممن تم تطعيمهم بالفعل لديهم على الأقل بعض الثقة في أن اللقاحات ستنجح.
وعن نتائج الاستطلاع، علق أخصائي الأمراض المعدية في جامعة جونز هوبكنز، الدكتور أميش أدالجا، وقال "هذا يعني أنه سيكون هناك المزيد من الحالات التي كان بالإمكان الوقاية منها، والمزيد من الوفيات التي كان بالإمكان تفاديها"، وأضاف "كنا نعلم دائمًا أن نسبة معينة من السكان سيكون من الصعب إقناعها بغض النظر عما تظهره البيانات، وهناك الكثير من الناس ممن لا نستطيع إقناعهم"، وتابع بالقول إنها "جائحة من غير الملقحين" لأن جميع حالات الدخول إلى المستشفيات والوفيات كانت من بين أولئك الذين لم يتم تحصينهم بواسطة اللقاح. فيما يجب التذكير بأن 56.4% من مجمل الأمريكيين، بمن فيهم الأطفال، حصلوا على جرعة واحدة من اللقاح.
اقرأ/ي أيضًا:
تصاعد هجرة الأطباء من أفريقيا يفاقم معضلة استنزاف الأدمغة
"نواب العار والنيترات" في مرمى سهام الناشطين وذوي ضحايا انفجار مرفأ بيروت