ألترا صوت – فريق التحرير
وسط استمرار الحرب التي تشهدها اليمن وما ترافق مع العمليات الحربية من حصار وتهجير قسري حذرت الأمم المتحدة يوم الخميس 3 كانون الأول/ديسمبر 2020 من تلاشي فرصة درء المجاعة عن اليمن باضطراد. وقالت المنظمة الأممية في بيانها أن اليمن يعيش مستويات قياسية من انعدام الأمن الغذائي إضافة إلى المشاكل الاقتصادية والصحية المتفاقمة. أتى هذا التحذير عبر مؤتمر صحفي عقده المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتريش، ستيفان دوجاريك في المقر الدائم لمنظمة الأمم المتحدة في مدينة نيويورك الأمريكية.
اعتبر بيان وكالات الأمم المتحدة أن الدعم الإنساني الفوري والمنسق في غاية الأهمية لمنع المجاعة وإنقاذ الأرواح في اليمن الذي يعتمد على الواردات بنسبة 80% من طعامه
كما قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة، المعروفة اختصارًا باليونيسف، ومنظمة والأغذية والزراعة –الفاو، ومعهما برنامج الأغذية العالمي، في بيان مشترك بهذا الخصوص، أن "تحليل التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) الخاص باليمن يشير إلى أن جيوبًا سكانية تعاني من ظروف شبيهة بالمجاعة". وأشار البيان الأممي إلى إمكانية أن يتضاعف عدد من يعانون من المستوى الخامس من انعدام الأمن الغذائي ثلاث مرات تقريبًا، ليقفز العدد من 16,500 يمني حاليًا إلى 47,000 شخص بين كانون الثاني/يناير وحزيران/يونيو 2021. أما من يعانون من المستوى الرابع وفق التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي فعددهم على وشك الزيادة من 3.6 مليون حاليًا إلى 5 ملايين شخص في النصف الأول من عام 2021 وفق تقديرات وكالات الأمم المتحدة.
اقرأ/ي أيضًا: أرض الألغام.. اليمن ساحة مفتوحة على الموت
ضمن هذا السياق قال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، ديفيد بيزلي، "إن هذه الأرقام المقلقة يجب أن تكون بمثابة جرس إنذار للعالم". وأضاف بيزلي "سيكون عام 2021 أسوأ من عام 2020 بالنسبة للأشخاص الأكثر ضعفاً في اليمن".
بينما اعتبر بيان وكالات الأمم المتحدة أن الدعم الإنساني الفوري والمنسق في غاية الأهمية لمنع المجاعة وإنقاذ الأرواح، في بلد يعتمد على الواردات بنسبة 80% من طعامه. وأوضح البيان أن "النقص الكبير في التمويل يهدد بالمزيد من التخفيضات في المساعدة الغذائية التي تعد شريان الحياة في اليمن، فضلاً عن خدمات علاج سوء التغذية المنقذة للأطفال دون سن الخامسة والنساء الحوامل أو المرضعات".
في حين قال المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة – فاو، شو دونيو، "يحتاج اليمن إلى وقف الصراع، فهو المحرك الرئيسي لانعدام الأمن الغذائي في البلاد". وشدد على "ضرورة توفير سبل العيش لمساعدة العائلات اليمنية على استئناف الإنتاج الغذائي العادي، بحيث تصبح أقل اعتمادًا على الدعم الخارجي، وتتمكن من بناء أنظمة غذائية أكثر مرونة ومكتفية ذاتيًا".
أشار بيان الأمم المتحدة إلى أن النقص الكبير في التمويل يهدد بالمزيد من التخفيضات في المساعدة الغذائية التي تعد شريان الحياة في اليمن
واعتبر البيان المشترك الصادر عن 3 وكالات تابعة للأمم المتحدة أن تصاعد الأزمة في اليمن يعود إلى أسباب معقدة منها اشتداد الصراع والانهيار الاقتصادي، إلى جانب تبعات جائحة كوفيد 19 ومحنة الجراد والفيضانات التي أضرت بالإنتاج الزراعي المحلي في بعض مناطق اليمن.
اقرأ/ي أيضًا: مسؤول أممي: الأزمة الإنسانية في اليمن هي الأسوأ منذ نصف قرن
في سياق متصل، نشرت وكالة الأناضول التركية في معرض نقلها وتعقيبها على بيان الأمم المتحدة أن الحرب الدائرة في اليمن تسببت في أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم. إذ جعلت الحرب 80% من السكان بحاجة إلى مساعدات ودفعت الملايين إلى حافة المجاعة. كما تشير تقديرات الأمم المتحدة أن العمليات الحربية في اليمن أدت إلى مقتل قرابة 112 ألف شخص. أما موقع يمن مونيتور فقد أشار إلى "تعرض 13.5 مليون شخص بالإجمالي في اليمن لخطر الجوع حتى الموت أو أنهم يواجهون صعوبة في تأمين ما يكفي من الغذاء لعائلاتهم في خضم الصراع المستمر".
ولا يعد هذا التحذير الأول بخصوص المجاعة وأوضاع الأمن الغذائي الكارثية في اليمن، فقد سبق للأمين العام للأمم المتحدة أن أطلق عدة تحذيرات بهذا الصدد آخرها كان في تشرين الثاني/نوفمبر 2020، داعيًا وقتها إلى اتخاذ إجراءات فورية لتفادي كارثة ستمتد تأثيراتها إلى المستقبل. وبالتزامن مع البيان الأخير للأمم المتحدة بخصوص الأمن الغذائي والتحذير من المجاعة في اليمن، أعلنت منظمة أوكسفام عن استمرارها في تقديم المساعدات للشعب اليمني.
يشار إلى أن اليمن قد شهد انخفاضًا ملحوظًا في المساعدات الإنسانية نتيجة عدم إيفاء الدول العربية المانحة الرئيسية بكامل التزاماتها. إلى جانب المعاناة التي تسببها إجراءات الحصار البحري والبري والجوي التي تقودها السعودية والإمارات العربية المتحدة.
اقرأ/ي أيضًا: