04-يونيو-2024
تتهم الشركة الصينية ببيع منتجات غير آمنة (منصة إكس)

تتهم الشركة الصينية ببيع منتجات غير آمنة (منصة إكس)

كشفت حكومة كوريا الجنوبية أن منتجات الأطفال التي تبيعها، عبر الإنترنت، شركة التسوق الصينية العملاقة "Shein"، تحتوي على مواد سامة بكميات تزيد مئات المرات عن المستويات المقبولة.

وحققت " Shein" نموًا سريعًا منذ ظهورها على ساحة تجارة التجزئة للأزياء السريعة في عام 2012، وجعلت عروض الملابس الرخيصة والعصرية والإعلانات الفعالة على وسائل التواصل الاجتماعي منها واحدة من أكبر بائعي التجزئة للأزياء في العالم.

وأدى هذا النمو الكبير في المبيعات للشركة الصينية إلى زيادة مراقبة ممارساتها التجارية ومعاييرها الأمنية، خاصةً من قبل الاتحاد الأوروبي وكوريا الجنوبية، حيث أجرت السلطات في سيول عمليات تفتيش أسبوعية على العناصر التي تبيعها منصات مثل "Shein" و"Temu" و"AliExpress".

جعلت عروض الملابس الرخيصة والعصرية والإعلانات الفعالة على وسائل التواصل الاجتماعي من شركة "Shein" واحدة من أكبر بائعي التجزئة للأزياء في العالم

وخلال عملية التفتيش الأخيرة، اختارت السلطات الكورية ثماني منتجات تبيعها "Shein"، بما في ذلك أحذية الأطفال والحقائب الجلدية وحزام، واكتشفوا أن العديد منها يحتوي على كميات كبيرة من مادة "الفثالات"، وهي مادة كيميائية تستخدم لتليين البلاستيك، وتوجد في آلاف المنتجات بما في ذلك الحاويات ومنتجات التجميل والألعاب.

وجاء في بيان الحكومة الكورية: أنها وجدت زوجًا واحدًا من الأحذية يحتوي على 428 ضعف المستويات المسموح بها من مادة الفثالات، وهو أعلى مستوى تمت ملاحظته حتى الآن خلال عمليات التفتيش في سول، فضلًا عن 3 حقائب تحتوي على كميات تصل إلى 153 ضعف الحد المسموح به".

وأضاف البيان: "السلطات في سول قامت حتى الآن بفحص 93 منتجًا، ووجدت أن نصفها تقريبًا يحتوي على مواد سامة، وتشمل هذه العناصر ساعات أطفال وأقلام تلوين".

من المعروف منذ عقود أنّ مادة "الفثالات" تسبب بعض أمراض السرطان والقلب واضطرابات هرمونية، وترتبط بالسمنة ومشاكل في الخصوبة.

وقال مسؤول في مدينة سول، بارك سانغ جين، لوكالة "فرانس برس": إنهم "طلبوا إزالة المنتجات المكتشف فيها زيادة استخدام هذه المادة في المنتجات المعروضة للبيع"، وذكر المسؤول أنه منذ أن بدأت سلطات المدينة بعمليات التفتيش في نيسان/أبريل امتثلت معظم المنصات لمثل هذه الطلبات.

والشهر الماضي، أضاف الاتحاد الأوروبي شركة "Shein" إلى قائمته للشركات الرقمية الكبيرة وهو ما يخضعها لقواعد سلامة أكثر صرامة، بما في ذلك تدابير لحماية العملاء من المنتجات غير الآمنة، وخاصة تلك التي قد تكون ضارة للقاصرين.

في رده على هذه الاخبار المتداولة، قال متحدث باسم الشركة الصينية لوكالة "فرانس برس": "الشركة تأخذ سلامة المنتج على محمل الجد"، وأضاف: "الشركة تطلب من مورديها الالتزام بضوابطها ومعاييرها، وتعمل مع وكالات اختبار دولية خارجية لضمان الامتثال لمعايير سلامة المنتج".

وذكر أنّ "الشركة أجرت العام الماضي أكثر من 400 ألف اختبار للسلامة الكيميائية مع هذه الوكالات".

وتابع: "عند نعلم بأي مطالبة ضد منتجاتنا، نقوم على الفور بإزالة المنتج من موقعنا على سبيل الحذر لحين إجراء تحقيقاتنا"، موضحًا: أنّ "الشركة تتخذ إجراءات المتابعة المناسبة إذا تم التحقق من عدم الامتثال لمعايير سلامة المنتج".

وتعد هذه الأزمة مأزقًا جديدًا أمام الشركة العملاقة التي تستعد لطرح أسهمها للاكتتاب العام الأولي في الولايات المتحدة، والتي بلغت قيمتها مؤخرًا 90 مليار دولار، حسبما ذكرت وكالة "بلومبيرغ" سابقًا. ومن المتوقع أن تكون واحدة من أكبر عمليات الإدراج لهذا العام إذا تمكنت من المضي قدمًا في الاكتتاب العام الأولي.

لكن منظمين أميركيين اتهموا الشركة في السابق بالاستفادة من العمالة القسرية للإيغور في منطقة "شينجيانغ" الصينية، وارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، كما انتهكت حقوق الطبع والنشر.

كما كشف تحقيق أجرته المنظمة السويسرية "Public Eye" في عام 2021 أنّ الموظفين عبر المواقع في "قوانغتشو" الصينية، يعملون لساعات عمل إضافية مفرطة وظروف عمل سيئة.

وفي الوقت نفسه، تمت مقاضاة "Shein"  بتهمة سرقة الملكية الفكرية، حيث اتهمت ماركات أزياء وفنانين الشركة  الصينية بالسرقة "الأدبية المنهجية".

وتخضع الشركة كذلك للتحقيق من لجنة مجلس النواب الأميركي، التي تهتم بأنشطة الحزب الشيوعي الصيني، بسبب علاقاتها مع بكين وممارسات خصوصية البيانات الخاصة بها.

كما دعا المشرعون هيئة الأوراق المالية والبورصات إلى التحقيق في مزاعم استخدام "Shein" للعمل القسري في سلسلة التوريد الخاصة بها، قبل السماح لها بالإدراج في الولايات المتحدة.

كما حاولت شركة الصينية تعزيز سمعتها من خلال التقدم بطلب للانضمام إلى الاتحاد الوطني للبيع بالتجزئة ومقره الولايات المتحدة، وهو أكبر اتحاد لتجارة التجزئة في العالم. ومع ذلك، تم رفض الطلب مرات عدة.