ألترا صوت – فريق التحرير
في توقيتٍ واحد، أطلقت دار "Karwan" رواية "فقهاء الظلام" للشّاعر والروائي سليم بركات باللغتين الإسبانية والكتالونية، لتلحق الرواية الصادرة عام 1985، وهي أول روايات بركات، بركب ثلاثة أعمال له نُقلت إلى لغة لوركا، وهي: "الريش"، و"كهوف هايدراهوداهوس"، و"السيرتان". وسبق وأن نُقل العملان الأخيران إلى اللغة الكتالونية أيضًا.
أطلقت دار "Karwan" رواية "فقهاء الظلام" للشّاعر والروائي سليم بركات باللغتين الإسبانية والكتالونية
سليم بركات شاعر ورائي من الطراز الرفيع. يُحكى أنّ شعره مهرجان لغة، وكذا بستان بلاغة. وأنّ غالبية الأعمال النقدية التي حاولت فحص منجزه الشعري بشكلٍ عميق، لم تخترق إلّا الطبقات الأولى فقط. ويُقال أيضًا إنّ رواياته فضاءات غريبة ومليئة بالمفارقات المدهشة، والأساطير التي برع صاحب "ترجمت البازلت" في ابتكارها، واختراع شعوبٍ كاملة ليؤسّس عليها حكاياته.
اقرأ/ي أيضًا: مترجم سويدي: لماذا يغيب سليم بركات عن البوكر؟
يحوّل سليم بركات في روايته "فقهاء الظلام" مدينة القامشلي، شمالي شرق سوريا، إلى مدينة عجائب وأساطير وحكايات غير واقعية. وفيها، يجعل من مولودٍ عجيب بطلًا للرواية، ونراه، هذا المولود الخارق، يكبر سريعًا وخلال يومٍ واحد فقط. يُضيف صاحب "طيش الياقوت" لهذا المولود العجيب قدرات خارقة، إذ يكون، لحظة ولادته وما بعدها، مُدركًا لكلّ الأحداث التي تجري حوله، وعالمًا بتفاصيل الأحداث التي لم تحدث بعد، تمامًا كما لو أنّه سبق وأن عايشها قبلًا.
هكذا سوف يثير الطفل الخارق المدعو بيكاس عاصفةً من ردود الفعل والدهشة والخوف بين سكّان قريته، وكذا عائلته. ستبلغ هذه الدهشة ذروتها حين يبلغ بيكاس بعد ساعاتٍ قليلة من ولادته سنّ الرجولة، ويطلب من عائلته أن يتزوّج ابنة عمّه، وما إن يتمّ الأمر، حتى يختفي بيكاس فجأة، مُخلّفًا صدمة جديدة لعائلته التي ما زالت تحت تأثير صدمة ولادته ونموه السريع إلى أن صار رجلًا خلال ساعات قليلة. يخلق اختفاء بيكاس المفاجئ حالةً من الخوف والترقّب عند سكّان قريته، فتلجئ عائلته إلى تبرير غيابه لهم ولزوجته، ولكنّها تفشل في ذلك، ولا تجد مخرجًا من أزمتها تلك سوى إعلان خبر وفاته في القرية، مُعلنةً انتهاء حكاية المولود العجيب والخارق، من خلال دفن وسادة على أنّها هو، أي بيكاس الذي يجدونه في المقبرة.
يجعل سليم بركات من بطل روايته "فقهاء الظلام" يكبر سريعًا وخلال يومٍ واحد فقط
اقرأ/ي أيضًا: سليم بركات.. غنى أم بذخ لغوي؟
يُذكر أنّ سليم بركات شاعر وروائي كردي سوري من مواليد عام 1951 في قرية موسيسانا في ريف القامشلي شمالي شرق سوريا. تنقّل بين دمشق وبيروت وقبرص قبل أن يستقرّ أخيرًا في السويد. صدر له في الشّعر أكثر من 20 مجموعة، منها: "كلّ داخل سيهتف لأجلي، وكلّ خارج أيضًا"، و"هكذا أبعثر موسيسانا"، و"طيش الياقوت"، و"شعب الثالثة فجرًا من الخميس الثالث"، و"بالشباك ذاتها، بالثعالب التي تقود الريح"، و"الأبواب كلها". كما صدر له أكثر من 20 رواية، منها: "دلشاد: فراسخ الخلود المهجورة"، و"موتى مبتدئون"، و"هياج الإوز"، و"السماء شاغرة فوق أورشليم"، و"سجناء جبل أيايانو الشرقي"، و" زئير الظلال في حدائق زنوبيا". عدا عن عدّة كتب سيرة، أهمها: "الجندب الحديدي"، و"هاته عاليًا، هات النفير على آخره".
اقرأ/ي أيضًا:
الترجمة في اللغة الكرديَّة.. محاولة ردم الهوّة المعرفيَّة في زمننا الرّاهن