تلفظ التشكيلة التي قادت تشيلسي إلى بطولة دوري أبطال أوروبا أنفاسها الأخيرة، جيل تشيلسي 2020-2021 هو حصيلة ما أخرجه لامبارد من الأكاديمية، وما دفع به توخيل إلى منصات التتويج، وعلى عكس التوقعات التي تغنت فيها الصحافة والجماهير بهذا الجيل، تم تصفيته بشكلٍ شبه كامل، بعد أن خرج منه ثمانية لاعبين من التشكيلة التي بدأت نهائي البطولة الأوروبية.
أسبابٌ كثيرة أدّت لهذه التصفية، والتي وصلت إلى ذروتها في نافذة الانتقالات الجارية بعد أن غادر الرباعي كانتي، ميندي، كوفاسيتش وهافرتز النادي. ليتبقى من هذا الفريق ريس جيمس، تشيلويل وتياجو سيلفا فقط، ليرتدوا قميص النادي للموسم الجديد، والذي قد يكون الأخير أيضًا للدولي البرازيلي الذي يتم عامه الـ 39 في بداية الموسم القادم.
الوضع الحالي للنادي من الأسباب الواضحة
تشيلسي لن يلحق بدوري أبطال أوروبا ولا حتى بدوري المؤتمرات. المشاركات الأوروبية لن تكون مفتوحة للنادي الذي أنهى موسمه في المركز الثاني عشر، وهي أسوأ نهاية موسم للنادي منذ 1995–1996 الذي أنهى فيه موسمه في المركز الحادي عشر.
على صعيدٍ اقتصاديٍ بحت، خسر النادي ما يقارب الـ 400 مليون جنيه استرليني في الموسمين الماضيين. هذه الخسارة لا تتضمن أموال الانتقالات التي دفعها النادي في الموسم الجاري والتي وصلت إلى 535.1 مليون جنيه استرليني بدون الصفقات غير المعلن عن تفاصيلها.
بدون أموال الإتحاد الأوروبي القادمة من المشاركة في الدوريات الأوروبية وبمرتباتٍ كبيرة وديونٌ أكبر، يحتاج تشيلسي إلى التخلص من الكثير من اللاعبين، مع العلم أنه من أكثر الأندية المزدحمة في الدوري الإنجليزي. هذا دفع بالنادي لبيع لاعبين حصل على خدماتهم منذ فترة ليست بالبعيدة مثل كوليبالي وقد يكون فوفانا هو القادم أيضًا، مع الوضع في الاعتبار أنه كلف النادي الكثير من المال ويطمح لاستعادة هذه الجنيهات.
مواهب لم تدم شعلتها طويلًا
لاعبون لم يمنحون النادي ما يحتاجه مثل لوكاكو وحكيم زياش، سواء بسبب الإصابات أو بسبب الأداء المتدني. هناك الكثير من الأسماء التي خرجت من شباب تشيلسي فترة لامبارد، وهناك من اشتراهم النادي لاحقاً لتنطبق عليهم هذه السمة، خصوصًا وأن النادي في مشكلة اقتصادية تدفع به لتسريحهم.
أسماء مثل تامي أبراهام وهودسون-أودوي خير مثال على المواهب التي نمت على أراضي لندن تحت مظلة تشيلسي وكان يجب التخلص منهم، فتامي أبراهام لم يكن الهداف الذي يحتاج إليه توماس توخيل في تشكيلته للموسم الذي يليه وهودسون-أودوي أصرت عليه الإصابة بشكلٍ واضح لأنه لم يستطع حتى تمرير الكرة في التمرينات، مما دفع بالنادي لإعارته بعدها لباير ليفركوزن.
تغيير المدربين المستمر
مر على مقعد مدرب تشيلسي أربعة مدربين منذ بداية موسم الأبطال، وهم: لامبارد، توخيل، بوتر وبوتشتينو. كل مدرب منهم لديه تكتيكه الخاص وبالطبع منهم من لا يحتاج إلى بعض اللاعبين في تشكيلته، ومنهم أيضًا من لم يقتنع اللاعبين بتكتيكه أو مشروعه بشكلٍ عام. منهم من انتدب لاعبين بتكلفةٍ قاسية على خزنة النادي ولم يستعمله من جاء بعده، وهذه الصورة وضحت أكثر في الموسم الماضي.
جورجينهو لم يقتنع بمشروع تشيلسي ولكنه أحب مشروع آرتيتا، ولهذا ذهب إلى أرسنال في غضون 48 ساعة فقط. تامي أبراهام لم تكن له فائدة بالنسبة لتوخيل الذي حصل على خدمات كاي هافيرتز بـ 75.8 مليون جنيه استرليني، والذي رحل أيضاً عن النادي للجانرز لأن بوتشتينو حصل لتوه على خدمات نكونكو. كلها أسماءٌ نصبت لها الأفراح عندما وصلت لستامفورد بريدج، ولكنها غادرت مبكراً قبل أن تترك لمستها الثانية بعد نهائي دوري الأبطال.
سياسة السنة الباقية
لاعب في تشيلسي وباقي في عقدك سنة واحدة؟ وداعًا! ستجلب المال للنادي ولن ندفع مرتبك الباقي، وخير مثالٍ على هذا ماسون ماونت. ماونت مرتبه ليس في أعلى 20 لاعب في النادي اللندني ولم يحصل على أي ضمانات للعب بشكلٍ منتظم في الموسم القادم بسبب تغيير المدربين، فمع السبب السابق والأول سيكون أفضل حل هو مغادرة اللاعب والحصول على الـ 60 مليون جنيه استرليني التي ستحسن من حالة النادي الاقتصادية.
ماونت، كوفاسيتش، لوفتس-تشيك، زياش وبوليسيتش تنطبق عليهم هذه المواصفات وجميعهم في الطريق للخروج من بوابة النادي. كل هذه الأسماء مع من خرجوا في المواسم الماضية ومن في طريقهم للسعودية، لن يتركوا إلا ريس جيمس، تشيلويل وتياجو سيلفا من الجيل الذي ظن الجميع أنه سيقدم منافسة أكبر في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا.