حسم التعادل الإيجابي بهدفين لمثلهما قمة الدوري الإنجليزي الممتاز بين مانشستر سيتي وآرسنال، في لقاء كان فيه آرسنال قريبًا من تحقيق فوز تاريخي في عقر دار السيتيزينس رغم خوضه شوطًا كاملًا بصفوف ناقصة، لكن الثواني الأخيرة من الوقت بديل الضائع أنقذت أصحاب الأرض من هزيمة محققة.
لعب آرسنال شوطًا كاملًا بصفوف ناقصة أمام مانشستر سيتي، ومع ذلك تجنّب الأخير هزيمة محققة بهدف في الوقت القاتل
مثلت مواجهة مانشستر سيتي وآرسنال قمّة القمم في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولخّصت الصراع الشرس الذي ستدور رحاه هذا الموسم بين الفريقين من أجل الظفر باللقب، فآرسنال الذي حلّ وصيفًا في الموسمين السابقين، لن يقبل هذه المرة سوى بالفوز بالبطولة.
من جهته يسعى مانشستر سيتي للفوز بالبريميرليغ للسنة الخامسة تواليًا، وهو أمر لم يحدث من قبل، ويمثل آرسنال أبرز منافسيه على اللقب هذا الموسم، مانشستر سيتي فشل في تحقيق الانتصار على آرسنال الموسم السابق بثلاث مواجهات، واحدة في بطولة الدرع الخيرية التي كسبتها كتيبة أرتيتا، واثنتان في البريميرليغ، وقتها فاز آرسنال في ملعب الإمارات، وتعادل الفريقان دون أهداف في استاد الاتحاد الخاص بالسيتي.
اللقاء كان مثيرًا منذ بدايته، بدأ مانشستر سيتي بضغط مبكر عله يسجل هدفًا مبكرًا، وكان له ما أراد بواسطة إيرلينغ هالاند، والذي دون على عاشر أهدافه بالبريميرليغ هذا الموسم من 5 مباريات فقط، وهدفه رقم 100 مع مانشستر سيتي من 105 مباراة فقط، ليعادل رقم كريستيانو رونالدو كأسرع لاعب يسجل 100 هدف مع فريق واحد، رونالدو فعلها أيضًا بتسجيله 100 هدفًا في أول 105 مباراة مع ريال مدريد.
لم يكتف مانشستر سيتي بهدفه الأول، فواصل الضغط الكثيف على مرمى الحارس رايا، وكاد غوندوغان أن يضيف الهدف الثاني من ركلة ثابتة، لكن القائم تدخل وأنقذ الضيوف، قبل أن تأتي المباراة للدقيقة 21، وفيها حدث أمرًا غيّر معطيات اللقاء تمامًا، وربما ستغير معطيات الموسم بأكمله.
الدقيقة 21 من اللقاء شهدت إصابة رودري وسقوطه متألمًا، وبدا من سقوطه أنه أتى دون احتكاك، وأن الإصابة متعلقة بأربطة الركبة، ما يعني أن الساعات القادمة قد تعطي مانشستر سيتي أسوأ الأخبار التي قد تصل لغياب اللاعب لأشهر عن الفريق، هذا اللاعب الذي يعتمد عليه مانشستر سيتي بشكل أساسي في تنفيذ خطط غواردويلا، وهو أفضل اللاعبين بمركزه في العالم، ومرشح لنيل جائزة الكرة الذهبية.
لم يستفق مانشستر سيتي من صدمة إصابة رودري، حتى عالجه كالافيوري بهدف جميل للغاية، من تسديدة خارج منطقة الجزاء، سكنت شباك الحارس إيدرسون، كان ذلك بعد إصابة رودري بدقيقة واحدة فقط، وفي الثواني الأخيرة من الشوط الأول، نجح آرسنال في قلب النتيجة تمامًا، من خلال المدافع غابرييل ماغاليس الذي سجل هدفًا بكرة رأسية، مستفيدًا من كرة ركنية رفعها ساكا.
آرسنال يتقدم على مانشستر سيتي في وقت حساس للغاية، إنها الثواني الأخيرة من الشوط الأول، والفريق سيدخل استراحة بين الشوطين بمعنويات عالية، أو هكذا ظن الكثيرون، إلا أن حكم اللقاء أشهر بغرابة بطاقة صفراء ثانية على لاعب آرسنال لياندرو تروسارد، بسبب احتكاك عادي بينه وبين أحد لاعبي السيتي، ما جعل الفريق يكمل اللقاء بصفوف ناقصة، ويدخل الاستراحة وهو مدركًا أن عليه لعب شوطًا كاملًا بصفوف أقل، أمام فريق اسمه مانشستر سيتي، وعلى أرضه وبين جماهيره.
وكما هو متوقع، صبغ مانشستر سيتي الشوط الثاني باسمه، واستحوذ على الكرة لنسبة وصلت إلى 88%، في وقت استمات لاعبو آرسنال من أجل حماية مرماهم، ونقصد بذلك جميع اللاعبين الذين تمركزوا في خط الدفاع، ومن ورائهم الحارس الذي تألق بشكل كبير دافيد رايا، حيث تصدى لكرتين خطرتين من غفارديول إضافة إلى العديد من التسديدات خارج منطقة الجزاء، ووصل عدد محاولات مانشستر سيتي في المباراة إلى 33 محاولة، منها 11 على مرمى حارس الغنرز، أي بمعدل محاولة كل 3 دقائق.
آرسنال وصل إلى الثواني الأخيرة من الوقت بديل الضائع، ودفاعه يستميت من أجل الحفاظ على التقدم، فيما جرب مانشستر سيتي كل ما هو ممكن من أجل دكّ حصون المدفعجية دون جدوى، إلى أن نجح البديل جون ستونز في تسجيل هدف التعديل بالدقيقة 90+8، لينجو السيتي من هزيمة محققة، ويحافظ على جلوسه وحيدًا في كرسي صدارة البريميرليغ، فيما فرّط آرسنال بانتصار ثمين كاد يجعله في المركز الأول.
