04-أغسطس-2024
وزير الدفاع الفلبيني ونظيره الألماني

يثير تعزيز الفلبين علاقاتها مع الغرب قلق الصين (رويترز)

في خطوة من شأنها مفاقمة التوترات بين الصين من جهة والولايات المتحدة والدول الغربية عمومًا من جهة أخرى؛ أعلنت ألمانيا والفلبين، اليوم الأحد، توقيعهما اتفاقية تعاون دفاعي مشترك تنص في إحدى بنودها على الوقوف إلى جانب "النظام الدولي القائم على القواعد" في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، حيث تتصاعد التوترات بين بكين وجيرانها الذين تدعمهم واشنطن.

وتم توقيع الاتفاقية خلال زيارة لوزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس، إلى العاصمة الفلبينية مانيلا، حيث التقى بنظيره الفلبيني جيلبرتو تيودورو. وتُعتبر الزيارة الأولى من نوعها لوزير دفاع ألماني، وتأتي في سياق احتفال برلين ومانيلا بمرور 70 عامًا على العلاقات الدبلوماسية. 

وتعهد كل من بيستوريوس وتيودورو بإقامة علاقات طويلة الأمد بين قواتهما المسلحة بما يشمل توسعة التدريب والتبادلات الثنائية، إضافةً إلى استشكاف الفرص لتوسيع التعاون الثنائي في مجال التسلح، والانخراط في مشاريع مشتركة. 

يأتي تعزيز مانيلا علاقاتها العسكرية مع برلين في وقت تصاعدت فيه التوترات بينها وبين بكين بسبب نزاعاتهما في بحر الصين الجنوبي

وقال وزير الدفاع الفلبيني، في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الألماني، إن بلاده التي تسعى إلى تحديث جيشها من أجل تعزيز قدراتها دفاعاتها الخارجية، سوف تتطلع إلى: "إشراك ألمانيا كمورد محتمل لهذه القدرات". وتشمل هذه القدرات: "القيادة والسيطرة، ومنع الوصول الجوي، والمجال البحري، والمجال الجوي، والمعدات ذات القدرات التكنولوجية العالية".

ويأتي تعزيز مانيلا علاقاتها العسكرية مع برلين في وقت تصاعدت فيه التوترات بينها وبين بكين خلال الأشهر الأخيرة بسبب نزاعاتهما في بحر الصين الجنوبي الذي تزعم الصين سيادتها على معظمه، بما في ذلك المناطق التي تطالب بها فيتنام والفلبين وماليزيا وبروناي وإندونيسيا، بوصفها مناطق اقتصادية حصرية، الأمر الذي ترفضه الصين. 

وتستند هذه الدول في موقفها إلى قرار المحكمة الدائمة للتحكيم في لاهاي، الصادر في عام 2016 وينص على أنه لا توجد أسس قانونية لمزاعم الصين بشأن البحر. وهو القرار الذي قال وزير الدفاع الألماني، بيستوريوس، إنه يظل: "ساري المفعول، دون أي استثناءات. ومن واجبنا تعزيز الحدود البحرية ونحن نلتزم بذلك".

وأوضح أن التزامات ألمانيا وانخراطها في المنطقة: "ليست موجهة ضد أحد". وأضاف: "وبدلًا من ذلك، فإننا نركز على الحفاظ على النظام القائم على القواعد، وضمان حرية الملاحة وحماية طرق التجارة".

بدوره، قال تيودورو إن الفلبين لا تسعى إلى استفزاز الصين، ولا إلى الحرب معها، مؤكدًا أن الصراع في المنطقة يتعلق بمحاولة بكين غير القانونية والأحادية الجانب للاستيلاء على معظم بحر الصين الجنوبي إن لم يكن كله، وفق قوله. 

وفي سياق متصل، يتزايد قلق الصين من التحركات الأمنية والعسكرية الأخيرة لواشنطن وحلفائها في نطاقاتها الحيوية، لا سيما في بحر الصين الجنوبي ومنطقتي المحيطين الهادئ والهندي. وتشمل هذه التحركات توقيع عدة اتفاقيات مشتركة بين واشنطن وحلفائها في مجال الأمن والدفاع المشترك، بالإضافة إلى مناورات عسكرية مشتركة مع الفلبين في بحر الصين الجنوبي أُجريت الأربعاء الفائت.