01-أغسطس-2024
الجيش الصيني

(Getty) تدريبات لقوات صينية

كثّف الجيش الصيني أنشطته الخارجية خلال الأيام الأخيرة، حيث أجرى وبالتزامن مناورات عبر 3 قارات. وفي حين يُقرأ هذا النشاط صينيًا بوصفه انعكاسًا لجهود بكين في تكثيف التعاون العسكري الودّي وتعزيز السلام والاستقرار العالميين، فإن دوائر أخرى غربية تقرأ فيه ردًا صينيًا استباقيًا على مخرجات قمة "الناتو" في واشنطن، واجتماع كواد الأخير بشأن تكثيف الوجود والنشاط في بحر الصين الجنوبي ومنطقتيْ المحيطين الهادئ والهندي.

تكثيف المناورات الخارجية رسائل مضمونة الوصول

أرسل الجيش الصيني الأسبوع المنصرم سفينة حربية، هي المدمرة الصاروخية الموجهة "جياو زو"، إلى سانت بطرسبرغ، للمشاركة في استعراضات يوم البحرية الروسية. وفي إفريقيا، تُجري جيوش الصين وتنزانيا وموزمبيق مناورات مشتركة بدأت نهاية تموز/يوليو الجاري وتنتهي في منتصف آب /أغسطس المقبل. وتشمل المناورات تدريبات في البر والبحر تحمل اسم العمليات العسكرية المشتركة لمكافحة الإرهاب. 

وفي آسيا، تشارك مفرزة أرسلها الجيش الصيني في مناورات حفظ السلام متعددة الجنسيات "خان كويست 2024" في منغوليا، حسبما أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية، تشانغ شياو قانغ، في إحاطة صحفية الخميس الماضي.

شملت المناورات الصينية 3 قارات، واستعملت فيها أسلحة استراتيجية

وبحسب تلفزيون الصين المركزي، فإن قوات الجيش الصيني وصلت إلى تنزانيا من طريق البحر والجو خلال الأيام الماضية، حيث أرسلت البحرية الصينية سفينتي إنزال هناك، هما "وو جي شان"، و"تشي ليان شان"، إضافةً إلى مدمرة صواريخ موجهة من طراز دي 052. كما أرسلت القوات الجوية للجيش الصيني طائرة نقل استراتيجية من طراز "واي 20" في عملية تسليم عبر الحدود متعددة الأبعاد تحمل قوات من المشاة ومعدات ثقيلة مثل المركبات المدرعة الهجومية.

وتأتي هذه الخطوات عقب اختتام الجيش الصيني العديد من المناورات العسكرية الخارجية على مدار الشهر الماضي، بما في ذلك مناورة استراتيجية جوية مشتركة بين الصين وروسيا فوق بحر بيرنغ شماليّ المحيط الهادئ، ودوريات بحرية مشتركة بين الصين وروسيا في غرب المحيط الهادئ وبحر الصين الجنوبي، فضلًا عن المناورات العسكرية المشتركة بين الصين وبيلاروسيا "نسر الهجوم 2024" في بيلاروسيا، والتدريب المشترك بين الصين ولاوس "درع الصداقة 2024" في لاوس.

وبحسب صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية الحكومية، فإن القدرة على عقد مناورات عسكرية متزامنة عبر ثلاث قارات تُظهر قدرات الجيش الصيني في النطاق العالمي، لافتتةً إلى أن بكين تمتلك حاليًا عددًا كبيرًا من طائرات النقل الاستراتيجية المتقدمة الجاهزة للقتال، والسفن البحرية القادرة على الإبحار في البحار البعيدة.

أهداف بكين من المناورات المتعددة

اعتبر يوان تشو، الباحث في الشؤون العسكرية في معهد نان جينغ للبحوث والدراسات الاستراتيجية، أن النشاط المتزايد للجيش الصيني ينطلق من: "إيمان الصين بدورها في إرساء الأمن والاستقرار بما ينسجم مع دعوتها إلى نظام عالمي متعدد الأقطاب لا يخضع لهيمنة قوة بعينها"، رابطًا بين عزم واشنطن توسيع مظلتها الأمنية في منطقة شرق آسيا، ونشر أسلحة ردع نووية، وتحرك الصين باتجاه يضمن عدم المساس بأمنها واستقرارها وسيادتها ومصالحها الاستراتيجية.

ويشار في هذا الصدد إلى أن اليابان والولايات المتحدة أعلنتا، الأسبوع المنصرم، عزمهما على وضع أول وثيقة مشتركة بشأن سياسة الردع الموسعة، تتضمن بندًا يؤكد أن الأسلحة النووية ستكون مدرجةً في الأساليب الأميركية للدفاع عن اليابان.