يتحدث اللغة العربية أكثر من 422 مليون نسمة حول العالم، منهم 279 مليون نسمة يتحدثون بها كلغة أولى، إلى جانب 130 مليون نسمة يتحدثونها كلغة ثانية. وتفيد بعض التقديرات أنه في عام 2050 سيصبح عدد من يتحدثون اللغة العربية حول العالم ما يقارب 647 مليون نسمة بما يشكل 6.94% من سكان العالم وقتها. وفي ترتيب اللغات عالميًا تأتي الإنجليزية في المرتبة الأولى لناحية عدد المتحدثين الكلي بنسبة 25%، تليها الصينية بحوالي 18%، وفي المرتبة الثالثة اللغة الهندية بنسبة 11.5% من سكان العالم، ومن ثم تأتي اللغة العربية في المرتبة الرابعة عالميًا 6.6%.
دأبت العديد من الدول الأوروبية على إيلاء أهمية لتعليم اللغة العربية في مدارسها وجامعاتها الحكومية نظرًا لأهمية إجادة العربية في تحقيق مصالح هذه البلدان
تجعل هذه الأرقام من اللغة العربية قناة للتواصل الثقافي عالميًا، ولغة هامة في مجالات الاقتصاد والسياسة العالمية نظرًا لموقعها ودورها العالمي، خاصة لناحية أعداد الناطقين بها وموقع الدول العربية في العالم. ومن هنا دأبت العديد من الدول الأوروبية على إيلاء أهمية لتعليم اللغة العربية في مدارسها وجامعاتها الحكومية نظرًا لأهمية إجادة اللغة في تحقيق مصالح هذه البلدان.
اقرأ/ي أيضًا: التعليم الجامعي للاجئين في لبنان.. تسرب دراسي كبير
من هذا المنطلق كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قد أعلن عن مشروع قانون لتدريس اللغة العربية في مؤسسات حكومية فرنسية علمانية ومن قبل مختصين في اللغة وبشكل محترف. وقد أثار المشروع الكثير من الجدل لدى أطراف عديدة في فرنسا، خاصة في أوساط اليمين الفرنسي.
يبدو أن ماكرون يرغب في تعزيز تعليم اللغة العربية في المدارس الفرنسية من أجل أن تصبح العربية ككل اللغات الأخرى الحاضرة في فرنسا، وأكد ماكرون رغبته في وقف تعلم الفرنسيين وأبناء الجاليات المسلمة اللغة العربية، في مساجد، أو جمعيات خارجة عن سيطرة الدولة. وبدأت وزارة التعليم الوطني والشباب الفرنسية برنامجًا لتمكين ما يزيد عن 4 ملايين تلميذ فرنسي وأجنبي بين عمر 8 و 11 عامًا، من تعلم العربية في المدارس الابتدائية الحكومية، وتعتبر اللغة العربية ثاني أكثر اللغات استخدامًا في فرنسا، ويتحدث بها 3 ملايين شخص، وكانت تدرس في فرنسا منذ القرن السادس عشر بحسب المستشرق الفرنسي بيير ريموند.
أما المتحدث باسم الحكومة البريطانية، إدوين صامويل، فقال في حوار متلفز متحدثًا باللغة العربية "في بريطانيا نعترف بأهمية اللغة العربية للجيل البريطاني الجديد وحقه في الوصول إلى العولمة لأن العربية لغة غنية ثقافيًا". ورغم صعوبة اللغة العربية فقد انتشرت في بريطانيا مدارس لتعليمها لغير الناطقين بها، مما يعزز فرص العربية في أن تصبح من أكثر اللغات انتشارًا في البلدان الأوروبية في الأعوام المقبلة.
أدخلت منظمة اليونسكو اللغة العربية في برامجها منذ العام 1960 وعملت على ترجمة العديد من المنشورات والوثائق وعززت استخدامها وقررت من حينها تأمين الترجمة الفورية إلى العربية في كافة الجلسات العامة
بينما تذكر تجربة فريدة في تعليم اللغة العربية في قسم اللغة العربية في جامعة "أوسلو" في النرويج، حيث الأساتذة والطلاب ليسوا من العرب، وإنما من جنسيات أوروبية مختلفة أقبلوا على تعلم اللغة العربية من أجل العمل في بلدان عربية أو بسبب رغبة ذاتية في تعلم هذه اللغة واكتشافها.
اقرأ/ي أيضًا: التعلم عن بعد من أكبر تحديات التعليم للاجئين في لبنان خلال عام 2020
وفي الولايات المتحدة الأمريكية فقد جاء الازدياد في الطلب على تعلم اللغة العربية عقب أحداث 11 أيلول، وتشير بعض الآراء إلى أن العلاقات بين أمريكا والعالم العربي يمكن أن تصبح أمتن بفعل تعلم العربية وانتشارها بشكل أوسع. في الوقت الذي تتوفر فيه برامج تعليم العربية وتتوسع بشكل أكبر في الجامعات الأمريكية وتعتمد على منهج التواصل وتدريس العربية المحكية مما يمكن من رفع القدرة على التواصل مع الناطقين باللغة العربية. خاصة وأنها لغة مطلوبة في سوق العمل كوظائف المؤسسات الحكومية والهيئات الدولية والعمل في الشرق الأوسط.
يذكر أن يوم 18 كانون الأول/ديسمبر من كل عام هو اليوم العالمي للغة العربية الذي أعلنته منظمة اليونيسكو التي أدخلت اللغة العربية في برامجها منذ العام 1960 وعملت على ترجمة العديد من المنشورات والوثائق وعززت استخدام اللغة العربية وقررت من حينها تأمين الترجمة الفورية إلى العربية في كافة الجلسات العامة. وأما الأمم المتحدة فأصدرت في العام 1973 قرارًا يقضي بإدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة.
اقرأ/ي أيضًا:
التعليم في اليمن من أكثر القطاعات تضررًا بفعل الحرب
مشروع "الدولار الطالبي" في لبنان.. مستقبل أكاديمي قيد التعطيل