03-سبتمبر-2024
موجة جفاف تعتبر الأسوء تجتاح الدول الإفريقية (رويترز)

موجة جفاف تعتبر الأسوء تجتاح الدول الإفريقية (رويترز)

أفادت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية "WMO" أن إفريقيا تتحمل عبئًا ثقيلًا ومتزايدًا من جراء تغيّر المناخ، وتتكبد تكاليف باهظة على نحو غير متناسب للتكيف الأساسي مع المناخ.

وجاء في تقرير الذي أصدرته المنظمة، وحمل عنوان "حالة المناخ في أفريقيا 2023"، أن البلدان الإفريقية تخسر في المتوسط ما بين 2 و5 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، وتحوّل الكثير من هذه البلدان ما يصل إلى 9 بالمئة من ميزانياتها لمواجهة "الظواهر المناخية المتطرفة".

وتشير التقديرات إلى أن تكلفة التكيف مع تغير المناخ في دول جنوب الصحراء الكبرى ستتراوح بين 30 و50 مليار دولار أميركي سنويًا على مدار العقد المقبل، أو 2 إلى 3 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي لهذه المنطقة.

تشير التقديرات إلى أن تكلفة التكيف مع تغير المناخ في دول جنوب الصحراء الكبرى ستتراوح بين 30 و50 مليار دولار أميركي سنويًا على مدار العقد المقبل

كما تشير التقديرات إلى أنه ما لم تُتخذ تدابير كافية للاستجابة، فإن ما يصل إلى 118 مليون شخص يعانون من الفقر المدقع (يعيشون على أقل من 1.90 دولار أميركي في اليوم)، سيواجهون الجفاف والفيضانات وموجات الحر القاتلة في إفريقيا بحلول عام 2030، وهو ما سيضع أعباء إضافية على جهود التخفيف من حدة الفقر ويعرقل النمو بشدة.

وحث التقرير الدول الإفريقية أن تعطي الأولوية لزيادة الاستثمار في المرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا، وأن تعجل بتنفيذ مبادرة "الإنذار المبكر للجميع"، من أجل إنقاذ الأرواح والحفاظ على سبل العيش.

ويقول التقرير إن: "هذا من شأنه أن يساعد في التخفيف من المخاطر، وبناء القدرة على التكيف، وتعزيز القدرة على الصمود على المستويات المحلية والوطنية والإقليمية، وفي توجيه استراتيجيات التنمية المستدامة"، وركز التقرير على مؤشرات تغيّر المناخ وآثاره في عام 2023، وهو العام الأعلى حرارة على الإطلاق منذ بدء تسجيل درجات الحرارة.

وفي تعليقها على ما جاء في التقرير، قالت الأمينة العامة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، سيليستى ساولو، إن "إفريقيا سجلت على مدار السنوات الستين الماضية اتجاهًا للاحترار أصبح أسرع من المتوسط العالمي"، وأضافت: "في عام 2023، شهدت القارة موجات حر مميتة وأمطارًا غزيرة، وضربتها فيضانات وأعاصير مدارية وموجات جفاف طويلة".

وأضافت ساولو: "في الوقت الذي لا تزال فيه العديد من البلدان في القرن الإفريقي وجنوب وشمال غرب إفريقيا تعاني من جفاف استثنائي مستمر منذ عدة سنوات، شهدت بلدان أخرى في عام 2023 ظواهر متطرفة لهطول الأمطار تسببت في حدوث فيضانات وأدت إلى خسائر كبيرة. وقد خلفت هذه الأحداث المتطرفة آثارًا مدمرة على المجتمعات المحلية، ونجمت عنها عواقب اقتصادية خطيرة".

ولفتت ساولو إلى أن "هذا النمط من الطقس المتطرف استمر في عام 2024. واجتاح الجفاف المدمر أجزاءً من جنوب القارة الإفريقية. وتسببت الأمطار الموسمية الاستثنائية في حدوث وفيات، وألحقت الدمار في بلدان شرق إفريقيا، كما حدث في السودان وجنوب السودان مؤخرًا، وهو ما يفاقم أزمة إنسانية مأساوية بالفعل".

من جهتها، قالت مفوضة الزراعة والتنمية الريفية والاقتصاد الأزرق والتنمية المستدامة بمفوضية الاتحاد الإفريقي، السفيرة ليونيل كوريا ساكو، إن تقرير "حالة المناخ في أفريقيا 2023"، يسلط الضوء على "الحاجة الملحة للاستثمار في خدمات الأرصاد الجوية ونظم الإنذار المبكر للمساعدة في التكيف مع تغيّر المناخ وبناء القدرة على الصمود في إفريقيا. فالقارة الأفريقية تقف عند مفترق طرق حاسم مع استمرار ظهور آثار تغيّر المناخ على مستوى العالم".

وأضافت السفيرة: "تواجه إفريقيا أعباءً ومخاطر غير متناسبة ناجمة عن الظواهر والأنماط الجوية المرتبطة بتغيّر المناخ، تتسبب في أزمات إنسانية هائلة تلحق آثارًا ضارة بالزراعة والأمن الغذائي والتعليم والطاقة والبنية التحتية والسلام والأمن والصحة العامة والموارد المائية والتنمية الاجتماعية والاقتصادية الشاملة".

ركز التقرير على مؤشرات تغير المناخ وآثاره في عام 2023، وهو العام الأعلى حرارة على الإطلاق منذ بدء تسجيل درجات الحرارة

يذكر، أن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، حذر من أن الجفاف القياسي الذي أتلف المحاصيل في جنوب القارة الإفريقية وتسبب بتجويع ملايين الأشخاص ودفع خمس دول لإعلان كارثة وطنية، دخل الآن أسوأ مراحله.

وأفادت بعض التقديرات بأن الجفاف هو الأسوأ في المنطقة منذ قرن، وكشف البرنامج عن أن ما لا يقل عن 27 مليون شخص تضرروا في منطقة يعتمد الكثيرون فيها على الزراعة، فقد أتلف الجفاف 70 بالمئة من المحاصيل في زامبيا و80 بالمئة في زيمبابوي، مما أدى إلى تراجع كبير في الطلب وارتفاع أسعار المواد الغذائية.

ووجه برنامج الغذاء العالمي، نداءً للحصول على 409 مليون دولار لتوفير الغذاء والأموال وغيرها من المساعدات لنحو ستة ملايين شخص في المنطقة، لم يتلق حتى الآن سوى 200 مليون دولار.