29-أغسطس-2024
النصف الأفقر من العالم لا يساهم إلا بـ 3 %  من البيانات حول جودة المياه (اليونسيف)

تشهد جودة المياه العذبة تدهورًا ملحوظًا فى الآونة الأخيرة (اليونسيف)

كشف تقرير صادر عن هيئة الأمم المتحدة أن جودة المياه العذبة، وهي مورد أساسي ونادر، أصبحت تشهد تدهورًا ملحوظًا فى الآونة الأخيرة، لكن من الصعب معرفة إلى أي مدى هذا التدهور، بسبب نقص البيانات في الدول التي يعيش بها 3.7 مليار من سكان العالم.

ونقلت إذاعة "فرنسا الدولية" عن تقرير برنامج الأمم المتحدة للبيئة الصادر، أمس الأربعاء، أن النصف الأكثر فقرًا من العالم يسهم بأقل من 3 بالمئة من المعطيات العالمية حول جودة المياه، وهذه البيانات الصادرة عن تلك الدول تبلغ 4500 قياس لجودة مياه البحيرات من أصل 250 ألف قياس في جميع أنحاء العالم.

ونتيجة لهذا النقص في البيانات وتدني مستويات الرصد، سيعيش أكثر من نصف البشرية في بلدان ليست لديها بيانات كافية: "لإرشاد قرارات الإدارة المتعلقة بمكافحة الجفاف والفيضانات وتأثيرات الصرف الصحي والجريان السطحي الزراعي بحلول عام 2030"، وفق التقرير الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة.

النصف الأكثر فقرًا من العالم يسهم بأقل من 3 بالمئة من المعطيات العالمية حول جودة المياه

ويوضح تحليل تطور النظم البيئية والتنوع البيولوجي للمياه العذبة الحاجة إلى البيانات. فخلال الفترة ما بين عامي 2015 و2019، كان هناك نوع واحد على الأقل من النظام البيئي للمياه العذبة في حالة تدهور في 61 بالمئة من الدول، بما في ذلك الأنهار والبحيرات وطبقات المياه الجوفية.

وانخفضت هذه النسبة إلى 31 بالمئة خلال الفترة ما بين 2017 و2021، بحسب التقرير، وهو "اتجاه إيجابي"، كما يؤكد معدو التقرير، مذكرين بتأسيس الأمم المتحدة لأهداف التنمية المستدامة عام 2015.

وأشار التقرير إلى أنه إذا أخذنا في الاعتبار "إدخال البيانات المتاحة حديثًا حول جودة المياه خلال فترات المراقبة الأخيرة"، فإن هذه النسبة من الدول ذات النظم البيئية المتدهورة تبلغ 50 بالمئة. وألمح التقرير إلى أن هناك انخفاضًا في تدفق الأنهار والمياه السطحية، وزيادة في معدلات التلوث وسوء إدارة المياه، في نصف هذه الدول، ولا سيما في بلدان إفريقيا وآسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا.

ولأجل تحسين المعرفة بوضع النظم البيئية، أوصى معدو التقرير بتطوير برامج مراقبة تمولها الحكومات خلال فترة زمنية طويلة، والاستعانة بالسكان لجمع البيانات، بهدف استكمال هذه البرامج، وكذلك من أجل الحصول على بيانات المراقبة عبر الأقمار الصناعية للمساعدة في سد فجوة البيانات.

يذكر، أن تقرير صدر العام الماضي، عن معهد الموارد العالمية، حذر من أزمة مائية غير مسبوقة تُلقي بثقلها على بلدان كثيرة، وتُشير البيانات إلى أن 25 دولة، تضم ربع سكان العالم، تتعرض لإجهاد مائي مرتفع للغاية سنويًا.

وبينما يعاني نصف سكان العالم من إجهاد مائي لمدة شهر واحد على الأقل في السنة، فإنه ستطول المعاناة لتشمل نحو 60 بالمئة من سكان العالم عام 2050، حيث من المتوقع أن يتأثر ما يقرب من 6 مليار شخص بندرة المياه النظيفة بحلول عام 2050.