ألتراصوت- فريق الترجمة
تتزايد جرائم العنف ضد المرأة في العديد من الدول حول العالم، كما تتزايد المسوّغات والفجوات القانونية التي يعتمد عليها الرجال للتنصل من جرائمهم ضد المرأة وتفادي العقوبات المغلّظة التي يفترض أن تقع عليهم نتيجة تلك الجرائم، ولاسيما تلك التي ينجم عنها وفاة الضحّية أو تعرضها لإصابات خطيرة.
سجلت في بريطانيا 18 جريمة على الأقل ضد نساء تحت مبرّرات "الممارسة الجنسية التي خرجت عن السيطرة" خلال السنوات الخمسة الماضية
ووفق تقرير نشرته الغارديان البريطانية، فإن من بين المسوّغات التي يستدعيها الجناة للتنصل من جرائم القتل التي تقع على النساء تبرز ظاهرة يتزايد الجدل حولها في المملكة المتحدة، إذ يدّعي الجاني في بعض الحالات أن سبب وفاة الزوجة أو الصديقة هو مجرّد "خطأ" وقع أثناء ممارسة الجنس، بالاعتماد على إمكان استدعاء تفسير معاصر لفكرة "الجريمة العاطفية" التي يرتكبها الجاني بحق المجنيّ عليها، ما قد يدفع القاضي إلى تخفيف الحكم ضد الجاني مع اعتبار الملابسات الأخرى للقضية.
وبحسب واحدة من أول الدراسات الأكاديمية المتعلقة بهذه القضية الشائكة في المملكة المتحدة، تبين الأستاذة إليزابيث ياردلي، المختصة بعلم الجريمة في جامعة بيرمنغهام سيتي، أن حالة "التطبيع" مع أشكال الممارسة الجنسية القائمة على الاستمتاع بالسيطرة والتعذيب والعقاب وتمثيل الأدوار الشهوانية بين طرف مسيطر وآخر مسيطر عليه، والمعروفة باسم (BDSM)، قد ولّدت تسويغًا ثقافيًا يكاد يكون متصالحًا مع احتمالية أن ينجم عن هذه الممارسات، التي تحصل عادة بالتراضي، عواقب وخيمة قد يكون الموت من بينها، وهو ما قد يجعل بعض الرجال يستسهلون قتل المرأة، بالاعتماد على هذه المبررات، وأملًا في أن يحظوا بأحكام مخففة ضمن هذا السياق.
وقالت الأستاذة ياردلي إن الحجّة التي يسوقها بعض الجناة والتي يبررون فيها قتل المرأة بأنه مجرّد نتيجة غير مقصودة بعد "ممارسة جنسية" بالتراضي بين الطرفين وخرجت عن السيطرة قد باتت توظّف بشكل مقصود باعتبارها "تنويعة" تدخل في باب "الجريمة العاطفية"، والتي قد تمنحهم فرصة للحصول على أحكام مخفّفة على جرائمهم، أقل من عقوبة القتل.
وقد سجلت ما لا يقل عن 18 جريمة على الأقل ضد نساء ذهبن ضحية هذا النوع من الجرائم تحت مبرّرات "الممارسة الجنسية التي خرجت عن السيطرة" خلال السنوات الخمسة الماضية في المملكة المتحدة، كما تزايدت حالات التبليغ عن "الجنس العنيف" في المحاكم البريطانية حوالي عشرة أضعاف بين العامين 1996 و2016. وبحسب البيانات التي جمعتها منظمة "We Can’t Consent to This" والتي اعتمدت عليها الأستاذة ياردلي في بحثها، فإن عدد النساء اللواتي تعرضن للقتل على يد رجال ادعوا أن الموت حصل أثناء ممارسة جنسية عنيفة خرجت عن السيطرة قد بلغ 60 حالة على الأقل.
قالت الأستاذة ياردلي إن التقبل المتزايد لممارسة أنماط عنيفة من الجنس قد أتاح لبعض الرجال تسويغ أشكال العنف المميت التي يرتكبونها ضدّ المرأة
وقالت الأستاذة ياردلي إن التقبل المتزايد لممارسة أنماط عنيفة من الجنس قد أتاح لبعض الرجال تسويغ أشكال العنف المميت التي يرتكبونها ضدّ المرأة، وذلك باستغلال تفسير متطرف لفكرة المساواة بين الجنسين وخطاب تحرّر المرأة وتوظيفه ضد المرأة نفسها.
اقرأ/ي أيضًا:
في الذكرى المائة للتعديل التاسع عشر على الدستور الأمريكي: تقييم أمريكي مسلم
800 عملية سرية يوميًا.. الإجهاض في المغرب للواجهة مجددًا