02-أغسطس-2024
عيتا الشعب

(AP) عيتا الشعب في جنوب لبنان في أكتوبر الماضي

كشفت هيئة البث العبرية أن ثلاثة أعضاء في الكنيست الإسرائيلي حذروا في رسالة سرية رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، من "فشل مأساوي" في حال أقدم الجيش على التوغل البري في لبنان، وفقًا لما نقلته وكالة "الأناضول" التركية.

وقالت هيئة البث: "حذر كل من أعضاء الكنيست عميت هاليفي، وزئيف إلكين، وأوهاد تال، من لجنة الشؤون الخارجية والأمن البرلمانية؛ أعضاء الحكومة من التوغل البري في لبنان وفقًا لخطة الجيش الحالية، التي يزعمون أنهم تعرفوا على تفاصيلها".

ونقلت الهيئة العبرية عن النواب تأييدهم "التوغل البري في لبنان من حيث المبدأ، لكن الخطة التي عرضت عليهم ستؤدي إلى البلبلة وليس إلى الحسم"، مضيفة أن النواب الثلاثة بعثوا بالرسالة السرية إلى نتنياهو، ووزراء الحكومة قبل شهر ونصف.

تنفيذ خطة العمليات التي أعدها الجيش للتوغل في لبنان قد تقود إلى فشل مأساوي له عواقب غير مسبوقة

وأشارت إلى أن النواب الثلاثة كتبوا في الرسالة: "بحسب المعلومات التي بحوزتنا، فإن تنفيذ خطة العمليات التي أعدها الجيش قد تقود إسرائيل إلى فشل مأساوي له عواقب غير مسبوقة، ورؤساء الأجهزة الأمنية مخطئون بشدة في فهم استراتيجية العدو"، في إشارة إلى "حزب الله" اللبناني.

وأكدت الهيئة أن النواب الثلاثة شرحوا بالتفصيل أسباب اعتراضهم على خطة الجيش "التي لم تتم مناقشتها بجدية في مجلس الوزراء الموسع، ولكنها معروفة لدى القيادات العسكرية بمن فيهم القيادات الميدانية، فهي بالطبع نوقشت بين الجيش و(وزير الدفاع) يوآف غالانت ورئيس الوزراء".

وبحسب الهيئة العبرية، فإن النواب الثلاثة اعتبروا أن الخطة الخاصة بلبنان "لم تتعلم من الأخطاء التي ارتكبت في العملية البرية في قطاع غزة"، مشيرين إلى أنه "ينبغي تحديد هدف الحرب على أنه تقويض قدرات حزب الله السلطوية والعسكرية، وليس إبعاده عن المنطقة".

وأوضحوا في الرسالة أن "النشاط المخطط له في القطاع الجنوبي من لبنان لن يزيل تهديد القدرات النارية لحزب الله، المنتشرة في معظمها شمال الليطاني، ويمكن أن تصل إلى حيفا، وإلى تل أبيب، وحتى جنوبًا"، واعتبروا أن "الخطة الحالية مبنية من الخفيف نحو الثقيل، لكن شكل القتال يجب أن يكون عكس ذلك".

وكانت القناة الـ13 العبرية قد كشفت في آذار/مارس الماضي أن رئيس أركان جيش الاحتلال، هرتسي هاليفي، أوعز إلى العميد (احتياط)، شيكو تامير، الذي صاغ خطة التوغل إلى قطاع غزة، بـ"إعداد عدة خطط محتملة لعملية برية في لبنان".

في غضون ذلك، حذر رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان، نجيب ميقاتي، خلال زيارة إلى مقرّ قيادة الجيش لمناسبة عيد الجيش اللبناني، "ارتفاع منسوب الخطر واتساع رقعته من منطقة إلى أخرى" إثر التطورات الإقليمية الأخيرة.

وقال إن الحكومة اللبنانية أبلغت "الدول الشقيقة والصديقة أن اللبنانيين دعاة سلام لا دعاة حرب، ويسعون إلى استقرار دائم من خلال استرجاع الأجزاء المحتلة في جنوب لبنان، والتزام الاحتلال الإسرائيلي بتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701 بكل بنوده".

وشدد ميقاتي على أن لبنان يرحب "بأي مبادرة تُحقق ما نريده من استعادة لما تبقى من أرضنا المحتلة، وتعزيز انتشار الجيش عليها بالتعاون مع القوات الدولية، لمنع أي انتهاك لحدودنا المعترف بها دوليًا".

ومنذ الثامن من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بدأ "حزب الله" بالاشتراك مع الفصائل الفلسطينية شن عمليات عسكرية ضد القواعد العسكرية لجيش الاحتلال في شمال الأراضي المحتلة، رد عليها الاحتلال بقصف قرى وبلدات الجنوب الواقعة على "الخط الأزرق" الفاصل بين جنوب لبنان، وشمال الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويقول "حزب الله" إن جبهة الجنوب المشتعلة هي "جبهة إسناد" للفصائل الفلسطينية في غزة.

وأعلن جيش الاحتلال اغتيال القيادي في "حزب الله"، فؤاد شكر، بقصف استهدف مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت، الثلاثاء الماضي، قبل أن تعلن إيران وحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، فجر الأربعاء، اغتيال رئيس المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنية، في مقر إقامته بالعاصمة الإيرانية طهران.

وتوّعد الأمين العام لـ"حزب الله"، حسن نصر الله، أمس الخميس، بالرد على الغارة التي استهدفت الضاحية الجنوبية قائلًا إن: "على العدو ومن هم خلف العدو انتظار ردنا الآتي حتمًا ولا نقاش ولا جدل وبيننا الأيام والليالي والميدان"، مؤكدًا أن "المواجهة مع إسرائيل لم تعد إسنادا لغزة، بل حرب واسعة".

وكان استطلاع للرأي أجراه معهد "لازار" العبري قد أظهر تأييد 69 بالمئة من الإسرائيليين عمليتي الاغتيال التي نقذهما جيش الاحتلال في بيروت وطهران على التوالي،  حتى لو أدى ذلك الى تأخير اتفاق تبادل الأسرى، ووقف إطلاق النار فب غزة.

وفي المقابل، قال 19 بالمئة فقط من المشاركين إنهم لا يعتقدون ذلك، بينما أشار 12 بالمئة منهم إلى أنهم لا يملكون رأيا محددًا.