مع بدء تفشي فيروس كورونا الجديد في العالم، بدأ الصحفيون وكتّاب المحتوى في مختلف دول العالم يتعاملون مضطرين مع مصطلحات طبيّة كانت غامضة بالنسبة إليهم، بدءًا من الاصطلاح على تسمية الفيروس نفسه (كورونا الجديد أم الفيروس التاجي)، والمرض الناجم عنه (مرض كورونا، أم مرض كوفيد-19)، ثم تحديد الفرق بين الوباء والجائحة، والاختلاف على ترجمة "Social Distancing"، بالمسافة الاجتماعية أو التباعد الاجتماعي أو "التنائي" كما اقترحت إحدى الزميلات المترجمات، إضافة إلى مصطلحات عديدة أخرى، مثل "ناقل العدوى الفائق"، و"عدد التكاثر الأساسي"، وغيرها من المصطلحات المتخصصة التي قد تثير الكثير من الحيرة ويلزم التعامل معها بدقّة ومسؤولية، عبر استشارة القواميس والمراجع المختصّة والعاملين في القطاع الطبي.
لكن وبعد أشهر من الجائحة التي اقترب عدد الإصابات المؤكدة بها حول العالم من 5 ملايين إصابة، وعدد الوفيات أكثر من 323 ألف حالة وفاة، ظهرت المزيد من الكلمات الجديدة التي راقبها المعجميّون في مختلف اللغات، ولاسيما في اللغة الإنجليزية، لغة الإنترنت والإعلام الأكثر تأثيرًا وحضورًا في العالم، وهي كلمات بدأت تتسلل إلى مدوّنات القواميس الأهمّ في اللغة، ولاسيما في مدونات النسخ الإلكترونية منها، مثل مدونة قاموس كامبردج.
كيف تصل الكلمة إلى القاموس؟
الجواب باختصار هو أن دخول كلمة جديدة إلى القاموس يستلزم شرطًا أساسيًا يتعلق بالاستخدام والشيوع مع استقرار المعنى. فالمعجميون ومحررو القواميس يدرسون اللغة المتداولة نفسها ويراقبون الكلمات والعبارات الجديدة التي تظهر في الكتب المختلفة والمقالات ووسائل الإعلام والأفلام والمسلسلات والأغاني والدعايات وغيرها. وفي لغة مثل الإنجليزية، ثمّة لجنة خاصّة من القرّاء المختصّين في كل معجم من المعاجم الأساسية، يخصصون من وقتهم جزءًا مخصصًا لمطالعة الكتب والمجلات المطبوعة والرقمية والمواقع الإلكترونية والصحف، في محاولة تتبع أي كلمات أو عبارات مبتكرة غير مسجّلة في المدوّنة، أو استخدامات جديدة لكلمات موجودة، ويتمّ اختيار مجموعة من الكلمات والعبارات وإدراجها في المدوّنة اللغوية كما وردت في مصدرها وضمن سياقها، حيث تشتمل كل مدخلة على الكلمة نفسها والجملة التي استخدمت فيها، إضافة إلى المصدر الذي وردت فيه.
لكن كيف تصل الكلمة الجديدة بعد معاينتها وإدخالها في قاعدة البيانات الضخمة هذه إلى القاموس المطبوع أو النسخة الرقمية منه؟
هنا يبرز سؤال الاستخدام والشيوع، وتحديد ذلك ليس أمرًا سهلًا بالضرورة. فوصول الكلمة إلى المعجم العام للغة يستلزم تقديم أدلة على شيوع استخدامها في عدد كبير من المصادر خلال فترة زمنية معتبرة، وذلك كي يتسنّى لمحرري المعجم تشكيل رأي قاطع بشأن ترسّخ معناها لدى المستخدمين.
أخيرًا، لا تحظى جميع الكلمات الجديدة تحظى بفرصة الظهور في المعجم، حتى لو حققت معايير الملحوظية والاستخدام المستقرّ على فترة زمنية كافية، وذلك لأسباب أخرى غير لغويّة بالضرورة، منها مثلًا حجم المعجم نفسه في حالة الحديث عن المعاجم المطبوعة.
كلمات جديدة في عصر كوفيد-19
ظهر في الآونة الأخيرة عدد من الكلمات والعبارات المستجدّة اللافتة، والتي لاحظ محررو المعاجم الإنجليزية شيوعها في الإعلام في زمن كورونا باللغة الإنجليزية، وهي كلمات ستفرض تحديات مثيرة للمترجمين في مختلف اللغات ولاسيما العربية في حال "تفشّى" استخدامها وظهرت ضرورة إيجاد مكافئ لها في اللغة المترجم إليها. وأنقل هنا بعض أبرز هذه الكلمات التي ظهرت على مدونة قاموس كامبردج للكلمات الجديدة:
1. Coronnial
تعرّفها مدونة الكلمات الجديدة لقاموس كامبردج بأنها تطلق على الشخص الذي ولد في زمن جائحة كوفيد-19. وهي كلمة شبيهة بكلمة "millennial"، أي الشخص الذي ينتمي إلى جيل الألفية الجديدة. وقد وردت هذه الكلمة في مقال ظهر على مجلة Esquire، في 17 أبريل/نيسان 2020.
اقرأ/ي أيضًا: أهم 8 مصطلحات تلزمك معرفتها عن فيروس كورونا
2. Quaranteen
وتعني المراهق الذي عاش فترة الحجر الصحي المرتبطة بجائحة كوفيد-19. في هذه الكلمة تحوير لكلمة "Quarantine" التي تعني الحجر الصحي، حيث تم تغيير المقطع الأخير منها والذي يدلّ على الشخص في سنوات المراهقة بين سن الثالثة عشرة والتاسعة عشرة. وقد استخدمت هذه الكلمة في مقال على موقع "Collegiate Parent"، في آذار/مارس 2020.
3. Covidivorce
وتعني الطلاق الناجم عن المشاكل الأسرية التي تسبب بها الحجر الصحيّ بسبب جائحة كوفيد-19، واضطرار بعض الأزواج إلى قضاء وقت طويل مع بعضهم أو مع أولادهم. وردت هذه الكلمة في مقال على نيويورك تايمز في 27 آذار/مارس 2020.
4. Social Bubble
مجموعة صغيرة من الأصدقاء أو أفراد العائلة الذين يسمح لهم بالتواصل معهم بعضهم عبر الاجتماع في مكان واحد، بحيث لا يزيد عددهم عن 10، بشرط أن لا يكون من بينهم شخص يتجاوز عمره السبعين أو شخص يعاني من أمراض مزمنة. وقد ورد هذا التعبير في الغارديان، في 29 نيسان/أبريل.
5. Covexit
على غرار بريكست، والتي تعني خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ظهرت في الإنجليزية كلمة "Covexit" لتعني العملية التي تتخذها السلطات لتخفيف حال الإغلاق وحظر التجوّل بعد احتواء جائحة كوفيد-19. وقد وردت هذه الكلمة في موقع Gregglatchams.com في 24 نيسان/أبريل 2020.
اقرأ/ي أيضًا:
خبراء: أعراض "كورونا" لا تظهر إلا بعد 5 أيام من التعرض للفيروس!
كورونا ليس أخطر على الحوامل ولا ينتقل عبر الرضاعة
3 نصائح أساسية لحماية نفسك من فيروس كورونا
السفر والطعام والجنس والحمل.. أهم 7 أسئلة عن كورونا والحياة اليومية