في فصل جديد من فصول القمع الذي يطال الفلسطينيين والمتضامنين معهم في الدول الغربية، أغلقت جامعة أمستردام الهولندية أبوابها، مؤقتًا، لمنع المتظاهرين الداعمين لفلسطين من دخول حرم المبنى الرئيسي للجامعة.
وأفادت وكالة "الأناضول"، اليوم، بأن المظاهرة التضامنية مع فلسطين، والتي تدعوا إلى وقف الحرب الإسرائيلية العدوانية على قطاع غزة، كان من المقرر أن تُقام في المبنى الرئيسي للجامعة، ولكن إغلاق إدارة الأخيرة لمداخل ومخارج المبنى الرئيسي، دفع المتظاهرين إلى إقامتها على جسر وسط الحرم الجامعي.
ليست هذه الحادثة الأولى التي يتعرض فيها الفلسطينيون والمتضامنين معهم إلى القمع ومحاولة إسكات أصواتهم
ورفع الطلاب خلال المظاهرة لافتات تُطالب بوقف إطلاق النار وتدعم المقاومة، مثل "أوقفوا الإبادة الجماعية في غزة"، و"فلسطين حرة"، و"تحيا المقاومة". كما ردّدوا شعارات مثل "جامعة أمستردام لا يمكنك الاختباء، أنت تدعمين الإبادة الجماعية"، و"فلسطين حرة"، و"فلسطين حرة من النهر إلى البحر"، والشعار الأخير يُعتبر من الشعارات المعادية للسامية في الدول أوروبية، وفي مقدمتها ألمانيا.
ووجّه الطلاب نقدًا حادًا لإدارة الجامعة بسبب عدم اتخاذها أي موقف ضد الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون في قطاع غزة، مع أنها لم تتوانى عن إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا.
ليست هذه الحادثة الأولى التي يتعرض فيها الفلسطينيون والمتضامنين معهم إلى القمع ومحاولة إسكات أصواتهم، فمنذ بداية العدوان الإسرائيلي على القطاع في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، قمعت الدول الأوروبية، وخاصةً ألمانيا وفرنسا، المظاهرات التضامنية مع غزة ووصفتها بأنها معادية للسامية.
وألغت كذلك العديد من الفعاليات الثقافية التضامنية مع القطاع، الأمر الذي قامت به أيضًا العديد من المؤسسات الثقافية والإعلامية والأكاديمية التي شاركت في فرض الرقابة على الأصوات الداعمة لفلسطين وإسكاتها.
ولا يقتصر الأمر على الدول الأوروبية فقط، إذ شهدت الولايات المتحدة العديد من الحوادث المشابهة، كما تعرّض العديد من رؤساء الجامعات التي شهدت خروج تظاهرات مؤيدة لفلسطين إلى الاستجواب والضغط إلى الحد الذي دفعهم للاستقالة من مناصبهم، مثل رئيسة جامعة هارفارد، كلودين غاي، التي استقالت من منصبها إثر تعرضها لانتقادات وهجوم شرس وحاد بسبب تأكيدها بأن المظاهرات التي شهدتها الجامعة تضامنًا مع قطاع غزة لا تخرج عن نطاق حرية التعبير.
ورئيسة "جامعة بنسيلفانيا" الأمريكية، إليزابيث ماغيل، التي استقالت من منصبها للأسباب نفسها أيضًا، حيث تعرّضت لهجوم وانتقادات واسعة بعد الإدلاء بشهادتها خلال جلسة استماع أمام الكونغرس مخصصة للبحث في ما اعتُبر "تصاعد في معاداة السامية الجامعات"، على خلفية خروج مظاهرات تضامنية وداعمة لقطاع غزة الذي يتعرّض لحرب وحشية يشنّها جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 105 أيام.