23-يوليو-2024
شهادة جراح أميركي

طفلة فلسطينية بُترت ساقها بعد إصابتها بغارة إسرائيلية في غزة (رويترز)

أكّد الطبيب اليهودي الأميريكي، مارك بيرلموتر، الذي تطوّع للعمل في غزة، أنه يمتلك وثائق تؤكد مقتل طفلين فلسطينيين برصاص قناصة جيش الاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى أنّه لا يمكن إصابة طفل صغير برصاصتين عن طريق الخطأ من القناص.

وقال بيرلموتر في حديث لشبكة "سي بي أس" الأميركية، إنّ: "كل الكوارث التي رأيتها مجتمعة في 40 مهمة على مدى 30 عامًا (من حياتي)، بينها زلازل وغيرها، لا تعادل مستوى المذبحة التي رأيتها ضد المدنيين في غزة، في أسبوعي الأول فقط هناك".

وكان بيرلموتر، وهو جراح عظام من ولاية كارولينا الشمالية، ويشغل منصب نائب رئيس الكلية الدولية للجراحين، قد تطوّع للعمل في غزة منذ نهاية نيسان/أبريل حتى أيار/مايو من العام الجاري.

قال الطبيب مارك بيرلموتر إن كل الكوارث التي رآها في 40 مهمة على مدى 30 عامًا لا تعادل ما رآه في غزة 

وأضاف الجراح في حديثه للشبكة الأميركية أن: "الضحايا المدنيون أغلبهم من الأطفال تقريبًا"، وتابع مكملًا شهادته التي توثق جرائم جيش الاحتلال في غزة: "لم أر هذا من قبل، رأيت أطفالًا محترقين أكثر مما مرّ عليي في حياتي كلها".

ومضى بيرلموتر بالقول إنه شاهد: "أطفال ممزقون، وأجزاء مفقودة من أجسادهم، أطفال سحقتهم المباني، وانفجارات القنابل، وانتزعت شظايا بحجم إبهامي من أطفال في الثامنة من العمر، فضلًا عن رصاص القناصة، وبعضهم قتلوا برصاصتين".

وفي أجابته عن سؤال إن كان يقول "إنّ الأطفال في غزة يتم إطلاق النار عليهم من القناصة؟"، قال بيرلموتر: "بالتأكيد، لدي طفلان وثقتهما، أصيبا برصاصة قناص في الصدر بشكل دقيق، لدرجة أنني لم أستطع وضع سماعة الطبيب على القلب لسماع النبض بشكل أكثر دقة، وعلى جانب الرأس مباشرة لأحد الأطفال، لا يمكن إصابة طفل صغير برصاصتين عن طريق الخطأ من قبل أفضل قناص في العالم، هذه طلقات نارية في مركز الجسم".

وكان 20 طبيبًا قد تحدثوا لبرنامج "صنداي مورنينغ" (Sunday Morning) الذي تبثه، مؤكدين وجود إصابات ناجمة عن طلقات نارية تعرض لها الأطفال.

وقال أحد الأطباء الأميركيين، إنّه قام بمراجعة صور الأشعة المقطعية للتأكد مما شاهده لأنه "لم يكن يعتقد أنّ هذا العدد الكبير من الأطفال يمكن أن يدخلوا مستشفى واحد مصابين بطلقات نارية في الرأس"، مضيفًا أنّه تم توثيق بعض الحوادث بالفيديو.

ووفقًا لتقارير الأمم المتحدة، فإن أكثر من 80 بالمئة من سكان غزة تم تهجيرهم حتى الآن، وأن الأغلبية العظمى من المباني قد دُمرت، مما أثر بشكل كبير على الرفاهية النفسيّة للأطفال.

وقال بيرلموتر إنه: "لا يمكن قياس الجرح النفسي الذي تعرضت له"، وأضاف: "كيف تتحول إلى يتيم وتشاهد عائلتك تذوب وتتمزق أمامك، كيف يمكنك إصلاح ذلك؟.. لا يمكن إصلاح ذلك على الإطلاق".

وأشارت الشبكة إلى أنّه نتيجة فقدان العديد من الأطفال لعائلاتهم، فإن الأطباء ابتكروا مصطلحًا مختصرًا، هو: "طفل مصاب ليس له عائلة على قيد الحياة" (WCNSF).

وتحدّث أطباء أميركيون آخرون في واشنطن العاصمة، الشهر الماضي، مكررين نداءات الدكتور بيرلموتر للمساعدة، وقالت الدكتورة فيروز سيدوا: "لقد وصفنا الأمر بالكارثة والكابوس والجحيم على الأرض، إنه كل هذا، وأسوأ من ذلك".

وفيما أوضحت الدكتورة، زينة صالح، أنّه: "لم يكن لدينا حتى مطهر لليدين أو كحول أو صابون معظم الوقت"، فإن الدكتور، آدم الحموي، قال: "أثناء وجودنا هناك، كنا نستمع إلى: المساعدات تدخل. نحن نعتني بالمدنيين. ولا يتم استهدافهم"، وتابع مضيفًا: "ومع ذلك، فإننا كنّا نشهد قصة مختلفة تمامًا".

صرح أحد الأطباء بالقول: لم نر قط شيئًا مثل طلقات الرصاص التي تصيب الأطفال في غزة!

أحد الأطباء المقيمين في ولاية فرجينيا، والذي تحدث لـ"صنداي مورنينغ"، لكنه طلب عدم الكشف عن هويته، قال: "نرى جميعًا طلقات نارية في الولايات المتحدة، لكننا لم نر قط شيئًا مثل طلقات الرصاص التي تصيب الأطفال في غزة".

بينما قال تخدير آخر مقيم في فرجينيا، إنه خلال الأسبوعين اللذين قضاهما في غزة، رأى جروح طلقات نارية فردية تصيب الأطفال بشكل يومي، وقدّر عدد الحالات بما لا يقل عن 30 طفلًا.

إلى ذلك، أشار أحد الأطباء المقيمين في شيكاغو إلى أنه في البداية اعتقد: "أنّ هؤلاء الأطفال كانوا في المكان الخطأ في الوقت الخطأ، مثل بعض الأطفال الذين نعالجهم في شيكاغو للأسف"، وأضاف: "لكن بعد المرة الثالثة أو الرابعة، أدركت أن الأمر كان متعمدًا، فقد تم إطلاق الرصاص على هؤلاء الأطفال عن قصد".