كان هذا الأسبوع مهمًا في عالم متصفحات الإنترنت، فقد قامت شركة جوجل بإطلاق متصفح كروم 64، وشركة موزيلا بإطلاق فايرفوكس بإصداره 58، حدث ذلك في فترة لم تتعد الأربع وعشرين ساعة. التوقيت ليس محور اهتمامنا هنا، ما يهم هو ما أدخلته من إضافات وتحديثات تشير إلى ما يمكن توقعه مستقبلًا. إنها حرب المتصفحات.
قامت شركة جوجل بإطلاق متصفح كروم 64، وشركة موزيلا بإطلاق فايرفوكس بإصداره 58، في فترة لم تتعد الأربع وعشرين ساعة
ولأننا نقضي وقتًا كبيرًا في استخدامها، من العدل أن تحصل المتصفحات على قدر كاف من التغطية لأهم ما يجري في عالمها.
اقرأ/ي أيضًا: 5 منتجات مميزة في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية CES لعام 2018
2018 سيتمحور حول مكافحة الإعلانات غير المرغوبة والأداء
يبدو أن عام 2018 سيكون مليئًا بالأحداث على غرار السنوات القليلة الماضية. ويعود معظم ذلك إلى شركة جوجل – التي خلافًا لشركة مايكروسوفت – لا تحتل الصدارة في سوق المتصفحات دون منازع. ومع ذلك فإن شركة جوجل تعمل على مضاعفة الجهود لتحسين تجربة المستخدم بالتركيز على الإعلانات والأداء، وهي كما يبدو النقطة التي يفوتها منافسوها بالكامل.
حصل كروم في هذا الشهر على متصد أقوى للصفحات التي تظهر فجأة pop-up – وهي الصفحات المنبثقة كما سنسميها. ولكن هذا جزء مما أعلن عنه لهذا العام. وقريبًا لن يقوم متصفح جوجل بالتشغيل التلقائي للمحتوى الصوتي في الصفحات أو استقبال البرمجيات المضافة للمتصفح من طرف ثالث، كما ستقوم ببذل جهد للتصدي للصفحات التي توجهك إلى صفحات مغايرة لتلك التي كنت ترغب بزيارتها. كما ستعمل الشركة على توفير مضاد للإعلانات مدمج في المتصفح الشهر المقبل.
في هذه الأثناء قامت موزيلا بإعادة بناء فايرفوكس فيما أسمته فايرفوكس كوانتم Firefox Quantum. وكان ذلك في الإصدار 57 ونحن الآن على الإصدار 58، وهناك المزيد. فالتحسينات في سرعة المتصفح كانت كبيرة جدًا، أضف إلى ذلك أن ميزة الحماية المستخدم من الترصد على الإنترنت أعطت كروم صفعة قوية.
عادت موزيلا وأخيرًا إلى الساحة. والمقصد ليس أن نقول إن فايرفوكس سيطيح أو يستطيع الإطاحة بمتصفح كروم، ولكنه بكل تأكيد يستحق الاهتمام والتجربة إن لم تكن قد جربته في الأصل.
وما زالت آبل ومايكروسوفت تحتلان مساحة كبيرة في فضاء المتصفحات، ولكنها تتحرك ببطء. ولا نستطيع أن نخفي إعجابنا بمجهود آبل في خاصية المنع الذكي لرصد نشاطات المستخدم. كما أن جهود شركة مايكروسوفت في أجهزة الحاسوب تبدو واعدة.
الهاتف المحمول وما بعده
قد لا يكون عام 2018 محوريًا في هذه الحرب، وأكثر ما يدعو للتأمل هو وضع المتصفحات الموجودة في الهواتف المحمولة. وبسبب انقسام الأجهزة بين نظامي أندرويد Android وآي او اس iOS، لا توجد مساحة كبيرة للابتكار على أجهزة الهاتف المحمول وكذلك التابلت كما كنا نأمل. وإذا أضفت إلى ذلك متطلبات شركة آبل أن تستخدم جميع المتصفحات المصممة لنظام آي او اس أدوات Webkit/WKWebView والهيمنة العامة لمحرك بلنك/كروميوم Blink/Chromium التي بنيت عليه كافة المتصفحات في أنظمة أندرويد، لا يبقى ما هو مشوق في هذا النزال.
وكما وصف المدير السابق في قسم ويندوز في شركة مايكروسوفت "ستيفن ساينوفسكي" الأمر: نعم، من الرائع رؤية قدوم مضاد الصفحات المنبثقة pop-up blocker في كروم ليس فقط على أنظمة ويندوز وماك ولينوكس في هذا الأسبوع ولكن كذلك على نظام أندرويد. (عادة ما يتأخر إصدار آي او اس، لذا سنرى أين سيكون في بضعة شهور).
ويجب الإشادة بالجهود التي بذلتها شركة موزيلا مع إصدار الهواتف المحمولة خاصة أنه المتصفح الوحيد الذي لا يعتمد على نظام تشغيل أو محرك من نوع محدد. لذا فإن متصفح فايرفوكس فوكَس Firefox Focus هو إبداع قدمته موزيلا لمستخدمي أندرويد وآي او اس، لدرجة وجود شك في استحقاق فايرفوكس لأنظمة أندرويد وآي او اس لكل تلك الجهود المنفصلة.
ما يرغب به المستخدمون بداية وجود الإضافات والملحقات الفعالة على المتصفح الموجود في الهاتف المحمول
ما يرغب به المستخدمون بداية وجود الإضافات والملحقات الفعالة على المتصفح الموجود في الهاتف المحمول. وقد تغلبت شركة موزيلا على جوجل في هذا السياق، وهذا فقط أول الغيث.
اقرأ/ي أيضًا: المفوضية الأوروبية تغرّم "كوالكم" 1,2 مليار دولار لتآمرها مع "آبل"
كما أن المستخدم يرغب برؤية اتصال أفضل بين حاسوبه الشخصي وهاتفه المحمول. وهنا تظهر الأفضلية لشركتي آبل ومايكروسوفت، لكن المساحة متاحة تماما للمنافسة. كذلك نرغب برؤية تحسينات واضحة في سرعة التصفح وتحميل المحتوى إذ يمكن لأوقات التحميل الطويلة، وغيرها من العوامل التي تلعب دورًا مؤثرا في السرعة، أن تكون محبطة. ونأمل ألا نكون بحاجة إلى انتظار ميزة 5G حتى يتحرك عداد قياس السرعة.
إذا استمر تصاعد المعركة بين المتصفحات هذا العام، نأمل أن يصلوا إلى الهاتف المحمول، فالإضافات والتزامن والسرعة هي جميعها نواحٍ تستحق الاهتمام.
المصادر:
اقرأ/ي أيضًا: