30-سبتمبر-2024
أطفال غزة

10 حالات بتر تدخل مستشفيات غزة يوميًا

يواصل الاحتلال الإسرائيلي حملة الإبادة الجماعية التي ينتهجها في قطاع غزة لليوم الـ360 على التوالي، حيث أسفر ذلك عن استشهاد 41 ألف و615 فلسطينيًا، جلّهم من النساء والأطفال، وإصابة 96 ألفًا و359 بجروح، وفق آخر إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية.

من المصابين تبرز حالات يصعب التعامل معها، جراحهم ستبقى ملازمة لهم طيلة حياتهم، ونحكي عن فقدان الجرحى لأحد أطرافه أو أكثر من ذلك، حيث صرح الطبيب محمد شاهين لوكالة الأناضول أن عدد حالات البتر في الوقت الحالي بالقطاع يبلغ نحو 10 حالات يوميًا.

عدد حالات البتر في مستشفيات غزة وصل إلى 10 يوميًا، وجزء كبير  منهم أطفال ونساء يصعب عليهم استيعاب فقد أحد أطرافهم

أخصائي جراحة العظام في مستشفى شهداء الأقصى بغزة محمد شاهين أكد أن المستشفى يستقبل وحده بشكل يومي نحو 3 حالات، وأضاف: "عندما نتحدث عن الأطفال المبتورين أو إصابات البتر نتحدث عن إصابات كبيرة وجروح غائرة"، مشيرًا إلى مواجهة تحديات بالغة في إقناع المصاب ببتر طرفه، ولافتا إلى صعوبة هذه المهمة التي يشترك فيها "قسم العظام والأوعية الدموية والعلاج الطبيعي والدعم والصحة النفسية".

أطفال غزة

وأكد شاهين على أهمية تأهيل المصاب كي يتعالج من الآثار النفسية التي تتراكم لديه بعد حالة البتر، فضلًا عن تعليمه المشي على الطرف الصناعي المراد تركيبه له، علمًا أن الأطراف الصناعية يصعب توفرها في القطاع، خصوصًا بعدما أخرج قصف الاحتلال مستشفى حمد للتأهيل والأطراف الصناعية عن الخدمة، بينما لا يوجد في مناطق جنوبي القطاع مراكز لصناعة هذه الأطراف البديلة.

واستعرضت وكالة الأناضول العديد من شهادات ضحايا البتر أو ذويهم، ومنهم شقيقتان "طفلة ورضيعة"، تجلس جانبهما عمتهما بعد أن فقدا أطرافهما ووالدتهما بغارة إسرائيلية في أيلول/سبتمبر الجاري، حيث تقول العمّة شفا الدقي "أقوم برعاية الطفلتين ومن الاستحالة أن أكون عوضًا عن والدتهما".

رئيس قسم الصحة النفسية في مستشفى شهداء الأقصى: عدوان الاحتلال على غزة أفرز جيشًا كبيرًا من فاقدي الأطراف بين المصابين، الذين فقدوا أيضًا الأهل والمنازل

تواصل شفا الدقي الحديث عن الحالة المأساوية للطفلتين: "مسك صاحبة العام و8 أشهر تعلمت المشي خلال الحرب، لكن الوقت لم يسعفها للفرح لأن الاحتلال حرمها من قدمها، فيما فقدت حنان صاحبة الثلاثة أعوام قدميها الاثنتين". وتساءلت "الدقي" عن المبررات التي ستسوغها للشقيقتين حول فقدانهما لقدميهما وهن صغيرات، لافتة إلى أن "حنان" بدأت تدرك وتلاحظ أقدام نظيراتها وهي بلا أقدام.

من جانبه قال رئيس قسم الصحة النفسية في مستشفى شهداء الأقصى عرفات أبو مشايخ إن هذا العدوان يختلف عن سابقه، لأنه أفرز جيشًا كبيرًا من فاقدي الأطراف بين المصابين، الذين فقدوا أيضًا الأهل والمنازل، وتابع في تصريحه للأناضول: "اختلاف شكل الجسم وفقدان أحد الأعضاء وعدم المقدرة على مزاولة المهام اليومية يدخل المصاب بحالة نفسية صعبة، حيث تبدأ الصدمات النفسية بالإنكار وتنتهي بالتقبل، لكن الوصول لمرحلة تقبل البتر طويلة وصعبة".

ونوّه أبو مشايخ إلى صعوبة تعافي المبتورين نفسيًا وجسديًا، بسبب عدم توفر مراكز للتأهيل النفسي والجسدي، وأو مراكز للأطراف الصناعية والصحة النفسية، ولفت إلى أن التدخل النفسي اليوم يحدث "بجهود شخصية حيث تعجز وزارة الصحة عن دعم كل هذه الأعداد من المبتورين". وأشار إلى أن جزءًا كبيرًا من المبتورين هم من الأطفال والنساء الذين من الصعب عليهم استيعاب فقد الطرف.

ووسط النقص الحاد الذي يعاني منه قطاع غزة، قال أبو مشايخ إنهم "بحاجة لجيش كبير من متخصصي الصحة النفسية لمعالجة حالات البتر وإيصالهم لمرحلة التقبل، فضلا عن الحاجة لمراكز ومستشفيات للصحة النفسية، خاصة بعد تدمير مستشفى الطب النفسي الوحيد بغزة".