09-أغسطس-2024
هاريس ميشيغان

(AP) كامالا هاريس تتحدث في تجمع انتخابي بميشيغان

نفى فريق المرشحة الرئاسية الديمقراطية، كامالا هاريس، بشكل علني، الاقتراحات التي تشير إلى انفتاحها على فرض حظر على إرسال الأسلحة إلى "إسرائيل". وجاء هذا النفي بعد أن وصف ناشطون تقدميون نائبة الرئيس بالـ"انفتاح"في مناقشة تنظيم المساعدات العسكرية لـ"إسرائيل"، وفقًا لما أورده موقع "ميدل إيست آي" البريطاني.

وفي بيان صادر عن حملة هاريس، قالت نائبة الرئيس الأميركي إنها: "كانت واضحة: إنها ستعمل دائمًا على ضمان قدرة إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد إيران والجماعات الإرهابية المدعومة من إيران".

وكتب مستشار الأمن القومي لهاريس، بصفتها نائبة للرئيس، فيل غوردون، توضيحًا إضافيًا على منصة "إكس" أكد فيه أن هاريس: "لا تدعم حظر الأسلحة على إسرائيل".

تصريحات متناقضة

ويقول "ميدل إيست آي" إن تصريحات فريقي هاريس يمثل تناقضًا صارخًا مع البيان الذي أصدره مؤسسا الحركة الوطنية "غير ملتزم"، ليلى العبد وعباس علوية، والذي سعى إلى دفع الحزب الديمقراطي إلى تغيير سياساته بشأن حرب "إسرائيل" على غزة.

أكد بيان صادر عن حملة المرشحة الديمقراطية أنها ستعمل دائمًا على ضمان قدرة إسرائيل في الدفاع عن نفسها

وقال ناشطون من "غير ملتزم" إنهم تحدثوا لفترة وجيزة مع هاريس، ومرشحها لمنصب نائب الرئيس، تيم والز، وأضافوا أن هاريس: "أبدت تعاطفها وعبرت عن استعدادها للاجتماع مع زعماء حركة غير ملتزم الوطنية لمناقشة حظر الأسلحة".

ويضيف الموقع البريطاني أنه بعد صدور البيان بفترة وجيزة واجهت هاريس الناشطين المؤيدين للفلسطينيين خلال تجمع انتخابي، أول أمس الأربعاء، في ديترويت بولاية ميشيغان، وهي موطن لأحد أكبر تجمعات الأميركيين العرب في البلاد.

ووفقًا لـ"ميدل إيست آي"، فإن هاريس ردت على الناشطين بإسكاتهم وتوبيخهم قائلة: "هل تعلمون ماذا؟ إذا كنتم تريدون فوز دونالد ترامب، فقولوا ذلك. وإلا فأنا أتحدث".

وأظهر مقطع فيديو جرى تداوله على منصة "إكس" على نطاق واسع، خلال اليومين الماضيين، هتاف نشطاء أميركيين خلال التجمع الانتخابي في ديترويت: "كامالا.. كامالا.. لا يمكنك الاختباء.. لن نسكت عن الإبادة الجماعية".

ويشير "ميدل إيست آي" إلى أنه على الرغم من تجنب هاريس للمحتجين، والذي انتشر منذ ذلك الحين على وسائل التواصل الاجتماعي، واصلت العديد من الأصوات التقدمية الدفاع عن فكرة أن هاريس ستكون منفتحة على تغيير سياسة الحزب الديمقراطي بشأن "إسرائيل" لاسترضاء الناخبين المؤيدين للفلسطينيين.

نسخة غير موجودة من هاريس

وأصدرت حركة "غير ملتزم"، أمس الخميس، بيانًا ردًا على تعليقات فريق هاريس المعارضة لحظر الأسلحة. وعلى الرغم من التأكيد العلني بأن هاريس ستحافظ على المساعدات لـ"إسرائيل"، فإن الحملة أخبرت مؤيديها أن هاريس مستعدة لتغيير المسار بشأن "إسرائيل" وفلسطين.

وقالت الحركة في بيانها: "لقد وجدنا الأمل في أن نائبة الرئيس هاريس عبرت عن انفتاحها على الاجتماع بشأن حظر الأسلحة، ونحن حريصون على مواصلة المشاركة لأن الأشخاص الذين نحبهم يُقتلون بالقنابل الأميركية".

وأضافت الحركة في بيانها، وفقًا لما نقل "ميدل إيست آي"، أنه: "من الواضح لنا أن نائبة الرئيس هاريس قادرة على قيادة سياسة بلادنا تجاه غزة إلى مكان أكثر إنسانية. ونأمل أن تلتقي بنا حتى نتمكن من المضي قدمًا لمناقشة حظر الأسلحة".

ويشير الموقع البريطاني إلى أن شخصيات إعلامية مستقلة زعمت أن قطاعات من الحركة التقدمية تصنع رواية مفادها أن إدارة هاريس – فالز ستكون أكثر عرضة لمطالب الناخبين المؤيدين للفلسطينيين دون أي دليل فعلي.

وبحسب "ميدل إيست آي"، فإن الصحفي الذي يدير نشرة "سوبستاك" (Substack) الإخبارية المعروفة بـ"ذا أميركان ساغا" (The American Saga)، زيد جيلاني، كتب على منصة "إكس" موضحًا: "لم تقل إنها منفتحة على حظر الأسلحة، بل قالت إنها منفتحة على الاجتماع معهم"، وأضاف "يستمر التقدميون في خلق نسخة غير موجودة من كامالا هاريس".

آراء هاريس بشأن غزة

كان الرئيس الأميركي، جو بايدن، قد انسحب من السباق قبل أكثر من أسبوعين، وتم ترشيح هاريس كبديل للحزب الديمقراطي لمواجهة المرشح الجمهوري، دونالد ترامب.

ويقول "ميدل إيست آي" إن إدارة بايدن كانت لـ"أشهر هدفًا للمتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين، والمناهضين للحرب بسبب دعم بايدن الكامل لجهود الحرب الإسرائيلية ردًا على الهجمات (طوفان الأقصى) التي قادتها حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر (الماضي) على جنوب إسرائيل، والتي أسفرت عن مقتل حوالي 1200 شخص وأسر أكثر من 200 آخرين إلى غزة".

ويضيف أن الحرب الإسرائيلية على غزة أسفرت حتى الآن عن استشهاد أكثر من 40 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وفقًا لإحصاء رسمي صادر عن وزارة الصحة الفلسطينية، لكنه يشير إلى أن بعض الخبراء قدروا عدد الضحايا في غزة بأكثر من 180 ألف فلسطيني.

ويوضح أن جيش الاحتلال استهدف المدنيين الفلسطينيين، وكذلك البنية التحتية المدنية، بما في ذلك المدارس والمستشفيات وملاجئ الأمم المتحدة، كما استهدف جيش الاحتلال أكثر من 160 صحفيًا فلسطينيًا.

وقال الموقع البريطاني إن إدارة الرئيس بايدن حافظت طوال فترة الحرب على الدعم العسكري لـ"إسرائيل"، حيث قدمت لها الذخائر والأسلحة للمساعدة في عملياتها في غزة، وقد اعتبر نهج بايدن في التعامل مع الحرب غير مرحب به على نطاق واسع بين قاعدة الناخبين الديمقراطيين.

وفي الوقت نفسه، تلقت حملة كامالا دفعة قوية من المشاركة من جانب التقدميين، خاصة بعد اختيارها لحاكم ولاية مينيسوتا، تيم والز، كمرشح لمنصب نائب الرئيس.

وكشف "ميدل إيست آي"، أول أمس الأربعاء، نقلًا عن نشطاء مناهضين للحرب على غزة، أن والز لم يلتق بعد بعائلات فلسطينية من مينيسوتا فقدت أقاربها في غزة.

ويشير الموقع البريطاني إلى أن هاريس تظهر أيضًا هادئة نسبيًا عندما يتعلق الأمر بالكشف عن سياساتها الفعلية، ولم تقم بإجراء مقابلة إعلامية بعد منذ حصولها على الترشيح. وأضاف أن هاريس والمقربين قد أشاروا مرارًا وتكرارًا إلى أنها ستظل مؤيدة قوية لـ"إسرائيل".

زوج هاريس يساهم "طوعيًا" لمكافحة "معاداة السامية"

وبدا دوغ إيمهوف، زوج هاريس، واضحًا عندما تحدث خلال مكالمة زوم، الشهر الماضي، استضافها المجلس الديمقراطي اليهودي الأميركي، ونساء يهوديات من أجل كامالا؛ قائلًا: "اسمحوا لي إن أوضح هذا الأمر: نائبة الرئيس كانت وستظل داعمة قوية لإسرائيل كدولة ديمقراطية يهودية آمنة، وستضمن دائمًا أن تتمكن إسرائيل من الدفاع عن نفسها، نقطة. لأن هذه هي كامالا هاريس".

وأعلن إيمهوف، أمس الخميس، عن "مساهمة طوعية" بقيمة 2.2 مليون دولار من الولايات المتحدة لتمويل أنشطة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونيسكو" لمكافحة "معاداة السامية"، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية.

أكد إيمهوف أن نائبة الرئيس كانت وستظل داعمة قوية لإسرائيل كدولة ديمقراطية يهودية آمنة

وقال إيمهوف، وهو يقف إلى جانب الأمين العام لـ"اليونيسكو"، أودري أزولاي، إن: "مسألة معاداة السامية والكراهية تمسني بعمق كيهودي"، مضيفًا" "نشهد تصاعدًا لمعاداة السامية في جميع أنحاء العالم (...) نراها في كل مكان، في شوارعنا وأماكن عبادتنا وجامعاتنا وأسواقنا وكذلك عبر الإنترنت".

وكانت وكالة "رويترز" قد نقلت، أمس الخميس، عن معاون لهاريس، أن المرشحة الديمقراطية لم توافق على مناقشة فرض حظر على إرسال الأسلحة إلى إسرائيل، في تبادل للآراء مع نشطاء مؤيدين للفلسطينيين يطالبون بتغييرات في السياسة الأميركية تجاه حليفتها في غمرة حرب غزة.

ووفقًا لما نقلت "رويترز"، فإن المعاون، الذي اشترط عدم الكشف عن هويته، قال إن هاريس لم تعبر عن استعدادها لمناقشة حظر الأسلحة، لكن متحدثًا باسم الحملة قال إن هاريس أبلغت أعضاء الجالية المسلمة والفلسطينية، أنها ستظل على تواصل معهم حول الحرب في غزة.